الكثير من قصص جحا تحتوي على أحداث شيقة وغريبة لحد الضحك، وفي هذه القصة سنحكي عن مأزق كبير تعرّض جحا له مع الحاكم وبعض الأصدقاء، ولكنّه أخرج نفسه من هذا المأزق بأسلوب احتيالي لطيف.
جحا والطعام الطائر:
جاء جحا لزوجته في يوم من الأيام وقال لها: أريد أن استيقظ مبكّراً غداً كي أستطيع صيد بعض طيور السمان المهاجرة، فرحت زوجته كثيراً وقالت له: نعم في هذا الوقت تكثر طيور السمان المهاجرة وأنا مشتاقة لطعم لحمها اللذيذ جدّاً، ذهب جحا في اليوم التالي وأخذ معه عدّة الصيد وأراد الذهاب لاصطياد الطيور من التلال التي تتواجد بها الطيور بكثرة.
وعند وصوله صعد على شجرة كبيرة، وقام بفرد شباكه عليها وقام بتثبيت أطرافها على غصون الشجر بإحكام شديد، وجلس منتظراً وصول طير من الطيور كي يصيده، وبدأ أول طير وارتطم بشباك جحا التي ثبتها على الشجرة ثم وقع بالكيس، وبقي الحال هكذا حتى أتى الليل وكان جحا قد اصطاد الكثير من الطيور.
فرح جحا كثيراً وعاد لزوجته وهو مسرور وقال له: أنا أري أن أقوم بدعوة الحاكم وأصدقائي فأنا قد حمعت الكثير من الطيور، وجاء اليوم التالي وبدأ جحا ينظف الطيور جميعها بنفسه ووضعها داخل إناء كبير فوق النار، وعندما نضجت قام وأخرجها من الوعاء وقام بحشوها بالرز المسلوق ثم أعادها للإناء لكي تنضج، وقال لزوجته: الآن سأذهب وأدعو الأصدقاء للطعام.
ذهب جحا للحاكم لدعوته لطيور السمان التي يحبّها، فرح الحاكم جدّاً بهذه المفاجأة ووافق على دعوته وتوجّه مباشرةً لمنزل جحا، وبينما جحا يقوم بدعوة أصدقائه لوجبة الغداء إذ جاء رجل للمنزل متسلّلاً وكان يحمل معه كيساً ودخل على غفلة من زوجة جحا، قام وأخذ الطيور المطبوخة ووضع بمكانها طيور حية وأخذ الكيس وهرب.
بعد قليل وصل الحاكم وأصدقاء جحا وهم باشتياق لأكل طيور السمان الشهية، جلس الجميع على مائدة الطعام وقام جحا بوضع صحون فارغة أمام كل واحد منهم وهو يقول: ما هي إلّا لحظات وستكون الطيور جاهزة من يد جحا الطباخ الماهر، ذهب جحا لإحضار الإناء الكبير ووضعه أمامهم كي يخرج منه الطيور، وعندما فتحه حدثت المفاجأة فأخذت طيور السمان ترفرف في السماء وسط دهشة الحضور جميعاً.
شعر جحا بالخجل والتلجج ولم يعرف ماذا سيفعل، ولكنّه قال: لقد وضعت جميع الطيور في الإناء وطهوتها بنفسي، ولكنّني مننت عليها بالحياة مرة ثانية، ولكن المفاجأة أين الأرز والملح الذي تعبت في وضعه، هذا الأمر الذي وضعني في حيرة، ضحك الجميع على جحا.
