القصة التي سنذكرها في هذا المقال هي واحدة من قصص جحا مع زوجته، والتي اشتهرت بقصص جحا بأنها ذات حيلة ومكر، وهي تحكي أيضاً عن صفة البخل التي يذكرها جحا بقصصه بشكل متكرّر، وهي قصة جحا مع صاحب الحفل البخيل والذي لقنه هو وزوجته درساً عن بخله، وفاز هو وزوجته بهذه القصة.
جحا وحفل الزفاف:
كان لجحا جار معروف ببخله، وفي يوم من الأيام قرّر هذا الجار أن يعمل حفل زفاف مع وليمة كبيرة وقام بدعوة أهل القرية جميعهم، ولكنّه لم يقم بدعوة جحا وزوجته، وعندما سمع جحا غضب جحا لذلك وقرر أن يفكّر بحيلة هو وزجته من أجل حضور هذه الوليمة الكبيرة، فجاره لم يقم بدعوته وأخيراً خطر ببال جحا وزوجته حيلة ماكرة.
عندما حضرت هذه الوليمة دخلت زوجة جحا بشكل مفاجئ وهي تركض وتصرخ، وخلفها جحا يركض وهو يبدو عليه الغضب ويحمل عصا بيديه، قام المدعوون الموجدون بذلك الحفل بمحاولة تهدئة جحا وطلبوا منه الجلوس، وذهبت زوجة جحا واختبأت بالداخل، وفي هذه الأثناء كان جاره قد يجهّز لوضع الوليمة فطلب من جحا أن بشاركه الوليمة هو وزوجته، وافق جحا على ذلك وجلس وأخذ يأكل بشراهة شديدة وهو يتوعد بزوجته متظاهراً وبقول: لقد عرفت زوجتي أن تضع نفسها.
استمر جحا بالتظاهر أنّه يريد ضرب زوجته وقال: لو أنّها أمامي لقلبتها مثل هذا الطبق، ومزقتها مثل ما أمزق هذه الدجاجة، ومضغتها مثل ما أمضغ هذا اللحم، قام صاحب الوليمة بتهدئة جحا وطلب منه أن يسامح زوجته ويطلب منها أن تأتي لتشاركهم فرحة هذا الحفل وتشاكهم الطعام، وافق جحا وجاءت زوجته وجلست وشاركتهم الطعام وأكل جحا وزوجته حتّى جاء وقت أكل الحلويات وأكل جحا وزوجته.
وعند الانتهاء من الطعام جاء جحا وقال لصاحب الحفل معاتباً، لقد علمنا أنّك عملت حفلاً كبيراً ولم تقم بدعوتنا، لذلك قرّرت أنا وزوجتي أن نصطنع هذا الشجار لحضور الحفل، ضحك هذا الرجل لصنيع جحا وقال له: أنا أعلم بأنك أنت وزوجتك ذوو حيلة، ولكن أنا صدقت في بداية الأمر أن هنالك شجاراً، وطلب من جحا أن يسامحه بتقصيره تجاهه، وقال له بأنّه انشغل بإعدادات الحفل ونسي جاره العزيز ولم يعطه حقه، وقال جحا للرجل إذاً ابعث لزوجتي وأخبرها أني لم أعد غاضباً وأريد الرحيل، أخذ جحا زوجته وعادا للمنزل وهما بسعادة كبيرة وشعور بالفوز بهذه الحيلة.