لجحا الكثير من القصص والحكايات المشوقة، فلقد ذكر لنا الأدب العربي العديد من مواقفه، فجحا معروف بأنه شديد الحكمة والحيلة، ومن هذه القصص، قصته مع السيد وكيف كشف حقيقة كذبه ومخادعته بالكلام؟
قصة جحا يكشف الحقيقة
- كان يا ما كان في قديم الزمان يحكى أنه في إحدى الأيام اجتمع سادة القرية في بيت سيد عندهم؛ ليتناقشوا في أمور القرية وحالها، وبعد أن انتهت الجلسة، قال كبيرهم: ألا تعلمون أن في تلك الجلسة عالماً بيننا وصاحب حكمة وعلم؟ فلا أتمتع بالعلم والحكمة إلى مع ذلك الرجل وقد أشار إلى جحا.
- قال جحا وهو يشعر بالخجل الشديد: أنا يا حضرة السيد؟! إن ذلك لشرف لي وشهادة أعتز بها، وبدأ الجميع يحادثون جحا ويقصّ عليهم جحا من حكاياته وأحاديثه المضحكة والمسلية، وانتشر الضحك في جميع أنحاء الجلسة، وعندما غادر السيد قال لجحا: لا أريد الذهاب من هنا ومفارقة تلك الجلسة التي يوجد بها جحا، ولكن لدي الكثير من المشاغل والأعمال فأرجو أن تزورني في المنزل ونتبادل بعض الأحاديث.
- ذهب جحا إلى زوجته وهو يشعر بالفرح الشديد، وقال لها ما حصل، وبعد عدة أيام قرر جحا أن يزور ذلك السيد، قال جحا لزوجته: ما رأيك يا زوجتي العزيزة أن أزور السيد؟ قالت زوجته: ولم لا؟ فالسيد يحبك كثيراً، وبالفعل بعد عدة من الأيام ذهب جحا إلى بيت السيد وأحضر معه بعض الفاكهة الشهية له.
- وقبل أن يصل إلى باب المنزل رآه السيد من النافذة، وذهب إلى داخل المنزل وأوصى زوجته بأن تقول لجحا إنه ليس هنا، وبعد أن طرق جحا الباب خرجت إليه زوجة السيد، وقالت له: إن السيد ليس هنا، فلو علم بقدومك لفرح بشدة، شعر جحا بالغضب الشديد وقال لزوجة السيد: حسناً أيتها السيدة، فقد أخبريه أنه في المرة القادمة لا ينسى رأسه متدلياً من النافذة.
