قصة جريمة قرية توفيلد Tofield Story

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول واحدة من الجرائم الغامضة التي حدثت في واحدة من المزارع في دولة كندا، وعلى إثر تلك الجريمة تم هجران المزرعة وبقي لغز الجريمة غامض حتى يومنا هذا.

قصة جريمة قرية توفيلد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة كندا، حيث أنه هناك كانت إحدى القرى التي تعرف باسم قرية توفيلد، وتلك القرية هي صغيرة المساحة وتقع على ما يبعد حوالي اثنان وأربعون ميل من الجنوب الشرقي لمدينة أدمونتون التابعة إلى إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة ألبرتا، وبالإضافة إلى كل ذلك الوصف للقرية تم وصفها على أنها كذلك تقع بالقرب من إحدى البحيرات الشهيرة والتي تعرف باسم بحيرة بيافيير هيل، وتلك البحيرة تعرف بأنها من أكبر البحيرات الموجودة في البلاد بأكملها.

وبالقرب من تلك القرية تقع واحدة من المزارع التي تمتلكها إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة السيد ماكليود، وتلك العائلة مكونة من السيد ماكليود والذي يبلغ من العمر خمسون عاماً والسيدة كاثرين والتي تبلغ من العمر السابعة والأربعون عاماً، وفي أحد الأيام بينما كانوا يقيمون في تلك المزرعة توجه السيد ماكليود للبحث في أحد الخزانات المخصصة للصرف الصحي من أجل العثور على مضخة للمياه، ولكن في ذلك الخزان شاهد شيئاً مروعاً، وهذا ما جعله هو وزوجته يهجر مزرعته على الفور، وقد حدث ذلك في يوم الأول من شهر إبريل لعام 1977م.

وفي تلك الأثناء كان الشيء المروع والمفزع الذي شاهده السيد ماكليد هو أنه قام أحد الأشخاص وهو رجل غامض باستخدام خزان الصرف الصحي التابع للمزرعة وهو ما كان عميق جداً ويبلغ طوله تقريباً 1.8 مترًا من أجل القيام بإغراق واحدة من الجثث فيه، ومن الحال الذي كانت عليه الجثة كان يبدو أنه تم تعذيبها بطريقة وحشية شديدة وعنيفة للغاية، وقد برز ذلك جراء ظهور الجسم بحالة سيئة وعلى وشك أن يتحلل، وهنا على الفور قام السيد ماكليد بالاتصال بالمركز الأمني التابع للقرية واستدعائهم للمكان، وحينها أثناء الاتصال وصف لهم السيد ماكليد حال الجثة فأوصوه بعدم الاقتراب منها على الإطلاق، وخصوصاً حينما أبلغهم أنها على وشك التحلل؛ وذلك خشية أن يتم لمس الجثة ومحي أي دليل ممكن أن يساعد في التعرف على هوية المغدور.

وبالفعل عمل صاحب المزرعة كما طلب منه، ولم تمضي دقائق حتى وصلت عناصر الشرطة إلى المكان وأول ما شاهدوا الجثة لم يتمكن أي من المحققين معهم من التعرف على هوية الشخص المقتول، ولكن بعد أخذ عينات منها وإجراء العديد من الفحوصات عليها أشارت التقارير الأولية إلى أن تلك الجثة تعود لرجل، وذلك الرجل كان يعرف على أنه من سكان تلك القرية ومعروف بين سكان المنطقة بلقب سبتك تانك سام، ولكن لغاية يومنا هذا لم يتم التوصل إلى الغاية والهدف الذي دفع بالقاتل من أجل القيام بقتله.

وبعد القيام بالعديد من التحريات والتحقيقات العميقة حول القضية توصل المحققون إلى أن المقتول تانك يبلغ طوله خمسة أقدام وهو يمتلك شعر ذو لون داكن، وأثناء وقوع الجريمة كان يرتدي قميص ذو لون أبيض وبنطال جينز، وحسب التحليلات يبدو أنه في أواخر العشرينات من عمره، ومن شدة الغموض في الدافع والهدف من قتل ذلك الشاب قامت عناصر الشرطة التعمق في البحث حول مقتله؛ وذلك جراء ظهور على جسد الجثة مجموعة من العلامات التي تدل على تعذيب الجثة قبل قتلها، إذ وجدت العديد من الحروق في الجثة وفي مناطق مختلفة، وبعد التمحيص بها تبين أنها في بعض المناطق من خلال استخدام غاز البوتاجاز، وفي مناطق أخرى باستخدام السجائر المولعة.

تم تبين أنه في البداية تم ربط الشخص من منطقة العنق بطريقة وحشية ثم بعد ذلك القيام بتشويهه بعض المناطق من الجسد، كما ظهر أنه تلك الجثة تلقت ضربات عديدة في منطقتي الرأس والصدر، وبعد الانتهاء من كافة وسائل العنف والتعذيب قام القاتل بوضع الجثة في خزان الصرف الصحي، ولم يتركها هكذا إذ قام بسكب فوقها مادة الجير؛ وذلك من أجل أن تتحلل الجثة في أسرع وقت ممكن قبل أن يتوصل إليها أي أحد والعثور عليها وإبلاغ الشرطة، ولكن ما حدث من سوء حظ القاتل أنه بسبب كمية الماء الكبيرة الموجود في الخزان لم يتم التفاعل الكيميائي بالشكل السليم كما كان يتوقع.

وقد انتهت القضية دون الوصول إلى الحاني وإمكانية تحديد هويته؛ ولذلك أطلق المحققون على تلك الجثة لقب رجل الخزان المتحلل، وعلى الرغم من كمية المحاولات في الوصول إلى الجاني، ولكن لم يتم التوصل إلى أي دليل يشير إليه، إذ كان قاتل محترف ولم يقوم بترك أي شيء خلف يدينه في جريمته تلك، وقد تم إرسال تحليل بصمة الأسنان إلى ما يفوق الثمانمائة طبيب أسنان، ولكن دون جدوى أو فائدة، فلم يتم التعرف على البصمة إطلاقًا، ويبدو أن القاتل قد نقل الجثة بعيدًا عن مسرح الجريمة.

ولكن على الرغم من جميع المحاولات في التعرف على القاتل وعدم العثور عليه، إلا أنه ظهرت خلال فترة التحريات العديد من الأمور التفصيلية حول القضية والتي أثارها سكان القرية المجاورة؛ وذلك لأنهم أقرب ما يكونوا لتلك المزرعة، ومن المحتمل أن يكون القاتل موجود بينهم، فأشاروا جميعهم بأن المزرعة مهجورة منذ زمن ولم يقيم بها سوى السيد ماكيلد وزوجته، ولذلك من المؤكد أن يكون القاتل من داخل قريتهم، وقد كان تأكيدهم ذلك بسبب عدة أمور ومن بينها هو أنه من قام بتعذيب القتيل كان لديه معرفة محلية كافية بكافة الأماكن حتى يخفي جرمة بتلك الطريقة الغريبة داخل الخزان.

وهذا الأمر يشير إلى أنه يعلم أن سكان قريته لا يتوجهون كثيراً إلى تلك المزرعة وهذا يساعده في عدم اكتشاف أمر الجثة لفترة طويلة أو من المحتمل عدم اكتشافها إطلاقًا، كما أشار الغالبية العظمى منهم بالتعاون مع المحققين أن جثة القتيل بقيت داخل الخزان من حوالي أربعة أشهر لعام.

ومن بين التفسيرات التي أشير بها حول القضية هو أن القاتل هو من الأشخاص الذين يكنون الحقد والكراهية للمقتول؛ وذلك بسبب الطريقة العنيفة التي تم تعذيب القاتل بها قبل وفاته، وفي بعض الأحيان أشار معظمهم إلى أن من المحتمل أن القاتل قتله في مكان ما خارج القرية وجلبه للقرية من أجل إخفائه، وفي النهاية رأي المحققون أنه من الأفضل عرض الجثة على الطبيب الشرعي، والذي بدوره أشار إلى أن المجني عليه يعاني من أحد الأمراض الخطيرة والنادرة، وحينما تم استدعاء الأطباء المختصون في هذا النوع من الأمراض تبين أن من يصاب بذلك المرض هم السكان الأصليون لأمريكا أو القوقاز، وأخيراً تم إغلاق القضية دون التوصل إلى معرفة هوية القاتل وموطنه.


شارك المقالة: