تناولت القصة في مضمونها الحديث حول إحدى الفتيات المدللة التي عارضها والدها في من زواجها من شاب أحببته، مما دفعها للفرار إلى مدينة أخرى، ولكنها أثناء رحلتها إلى تلك المدينة تعرفت على شخص آخر ووقعت في حبه وتزوجت منه في النهاية، وقد تم تجسيد تلك القصة في أحد الأفلام السينمائية العالمية في عام 1934م.
قصة حدث في ليلة ما
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في إحدى الولايات من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعرف باسم ولاية فلوريدا، حيث أنه في يوم من الأيام كانت تقيم هناك إحدى الفتيات وتدعى كرستين، وقد كانت تلك الفتاة تتميز بصفات رائعة، فهي على مستوى فائق من الجمال، كما أنها تنفرد بهدوئها ولطفها وودها في التعامل مع أي شخص تقابله، بالإضافة إلى ذلك هي ابنة لواحدة من أغنى وأثرى العائلات في الولاية بأكملها، فلا ينقصها أي شيء، وعوضاً عنة ذلك كله كانت أي طلب تطلبه على الفور يتم تنفيذه فهي فتاة مدللة ولا يوجد لدى والدها غيرها من الأبناء.
وفي تلك الفترة على الرغم من كثرة الأشخاص المعجبين من حولها، إلا أن قلبها قد دق لواحد من بينهم فقط ويدعى ديفيد، وحينما تقدم ذلك الشاب لخطبتها كانت شغوفه إلى أن تتم خطبتها على الفور، إلا أنه بعد أن جلس والدها مع ديفيد على انفراد عارض أمر الخطبة ومنع زواجها منه، على الرغم من أنه لم يكن في يوم من الأيام قد رفض لها طلباً، إذ كان رأي والدها في ذلك الشاب أنه لا يكن إلى ابنته أي محبة على الإطلاق، فهو فقط يكن المحبة لأموالها وثروتها، كما أشار إلى أنه إنسان طماح ومن المؤكد أنه سوف يمضي حياته معها بطلب الأموال والنقود منها، ولذلك لن تذوق طعم الراحة معه أبداً.
وفي ذلك الوقت كان يعلم والد الفتاة المدللة أن ابنته تكن حب كبير لديفيد؛ ولذلك توقع أنها لن تتقبل أمر رفضه لزواجها من ذلك الشاب بسهولة، وبناءً على ذلك قرر أن يأخذها في رحلة يتخللها الهدوء والسكون حتى يتمكن من إيصال وجهة نظره لها، فالوالدان على الدوام يريان أنهما أحكم وأصوب في اختياراتهما عن اختيارات أبنائهما، ويبرران قراراتهما في حياة أبنائهم إلى أنهم أكثر خوضاً للتجارب وأكثر حكمة كذلك، وبالفعل قام الأب باستدعاء ابنته إلى اليخت الذي تعود ملكيته إليه وطلب من السائق أن يذهب بهم في رحلة جميلة.
وأثناء ذلك بدأ يتدرج الأب في الكلام ويشرح لابنته عن نظرته في ذلك الشاب وأوضح لها أنه له نظرة مستقبلية أوسع من نظرتها وأن ذلك الشاب يطمع بها وبثروتها، وفي نهاية حديثه مع ابنته صرح لها أنه ضد ذلك الزواج ويرفضه رفضاً تاماً، ولكن ردة فعل ابنته كانت بمثابة صدمة كبيرة له، إذ بعد أن سمعت من والدها ذلك الكلام، قامت على الفور بالقفز من أعلى اليخت وتتوجه بسرعة هائلة من عرض البحر إلى أن وصلت إلى الشاطئ، وأول ما وصلت إلى هناك قامت بالركوب في إحدى الحافلات المارة وغادرت ولاية فلوريدا متوجه إلى واحدة من المدن الأمريكية وهي مدينة نيويورك، وعلى الرغم من أن رحلتها كانت طويلة بعض الشيء، إلا أنها لم تشعر بالوقت.
حيث أنه في تلك الحافلة التقت الفتاة المدللة بواحد من أهم وأبرز الصحفيين الذين يعملون لدى إحدى الجرائد المحلية والتي تشتهر باسم جريدة النيويورك، ويعمل ذلك الصحفي كمراسل متنقل في العديد من المدن وهو شاب نشيط وطموح، ومنذ أن التقت تلك الفتاة المدللة بالصحفي وبدأت تتطور العلاقة بينهما عبر تلك الرحلة الطويلة والتي كانت في بعض الأحيان سيراً على الأقدام وفي أحيان أخرى باستقلال حافلة أخرى.
وفي مساء أول يوم من أيام تلك الرحلة استأجرا كلاهما ذات الفندق، وقد أقاما به كل واحد منهما في غرفة، وفي صباح اليوم انطلقا قبل إكمال رحلتهما إلى نيويورك بالتمتع بالمناظر الخلابة التي تتواجد في الأماكن القريبة من الفندق، ويوماً عن يوم كانت علاقة الصداقة التي نشأت بينهم تقوى أكثر فأكثر.
بعد أن مضوا سلسلة من المغامرات في الرحلة بدأت تتطور علاقتهم، وما زاد من قوة علاقتهم هو وجود مصلحة شخصية لكل منهما، حيث أن الفتاة المدللة كانت تطمح إلى أن يقوم الصحفي بمساعدتها من خلال تقديم الأموال لها، فهي لم تكن تمتلك أي قطع نقدية من أجل إكمال رحلتها في الهروب من منزل عائلتها، أما بالنسبة إلى الشاب الصحفي فقد كان يطمح إلى أن يقوم بكتابة ونشر سبق صحفي مثير للغاية ويحقق له شهرة واسعة، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن تلك العلاقة المبنية على المصلحة من الأساس تحولت مع مرور الوقت إلى أولاً علاقة يتخللها المودة واللطف والإعجاب، ومن ثم تحولت إلى علاقة عاطفية متينة جداً من كلا الطرفين.
ولكن لم يقوم أحد منهم بالاعتراف إلى الطرف الآخر بما يكنه له من مشاعر، كما كانا يتظاهران بعدم الإحساس بمشاعر الحب تجاه الطرف الأخر، وفي نهاية رحلتهم وصلا الطرفان إلى مدينة نيويورك، وفي لحظة ما توجه كل منهما في طريق مختلف عن تلك التي اختارها الآخر، وطوال تلك الرحلة كانت المصاريف على حساب الصحفي وأول ما سارت الفتاة المدللة بضعة خطوات فكّرت كيف لها أن تستمر بالبقاء في تلك المدينة وكيف تحصل على المال وتحصل على قوت يومها، وعلى إثر كافة تلك التخبطات في تفكيرها قررت العودة إلى منزل والدها.
وبالفعل توجهت إلى إحدى الحافلات وعادت إلى منزل عائلتها، بينما الصحفي أول ما وصل إلى الجريدة لم يقوم بنشر قصة تلك الفتاة، بسبب مشاعره تجاهها، وحينما عاد في نفس اللحظة من أجل رؤية الفتاة علم أنها عادت إلى منزل عائلتها على الفور قام باللحاق بها، وأول ما وصلت الفتاة إلى منزل عائلتها وشاهدتها والدها أمام أعينه شعر بفرحة عارمة وقد أشار لها أنه موافق على زواجها من الشاب الذي كانت ترغب في الزواج منه.
وأثناء التجهيز لحفل الزفاف وصل الصحفي وقد صدم من أن الفتاة تتجهز للزواج من آخر، وأول ما قابل والدها طلب منه أن يدفع له تكاليف الرحلة التي دفعها عن ابنته، ولم يكن في الحقيقة يريد تكاليف الرحلة، إنما من شدة صدمته تلعثم ولم يعلم ماذا يقول، هنا اعتقد الأب في البداية أنه يريد أن يستغل المسألة للحصول على مبلغ كبير.
ولكن انصدم الأب حينما علم أن كل مطلبه لا يتعدى بضع دولارات فيتبين له أنه يحب ابنته، وبقي الصحفي يرافقها في حفلة الزفاف، ولكن في اللحظة الأخيرة حينما توجه الصحفي للعودة إلى مدينته، فرت العروس ولحقت بالصحفي وعرضت عليه أن يقبل بالزواج منها.