قصة حسن الظن بالله

اقرأ في هذا المقال


إنّ حسن الظن بالله هو عبارة عن طاقة هائلة تساعد الشخص على تخطّي أي عائق مهما كان حجمه، هذا ما حدث مع والد أحمد الكفيف، الذي فقد ابنه بصره بسبب حادث مؤلم، وبسبب حسن ظنه بربّه ودعائه المتسمرّ، استطاع ابنه أن يسترجع بصره، وبعد ذلك عندما تعرّض أحمد لسوء الظن من قبل بعض الأشخاص، علّمهم هذا العجوز أهميّة حسن الظنّ.

قصة حسن الظن بالله

أحمد ولد كفيف يعيش مع والده العجوز في القرية، فقد أحمد نظره بسبب حادث مؤلم؛ تعرّض لحادث سيارّة كانت تقود بسرعة، وكان والد أحمد يذهب إلى الطبيب مع ابنه، وكان الطبيب قد أخبر والده العجوز أن نسبة شفاؤه من العمى ضئيلة جدّاً، ولكن والده كان لديه التفاؤل وحسن الظن بالله ولا يستسلم لليأس.

كان والد أحمد ينوي السفر خارج القرية والانتقال إلى المدينة؛ في حال أن شفي أحمد من مرضه، وفي يوم من الأيام أخبر الطبيب والد أحمد أنّه يجب أن يجري عمليّة لاسترجاع بصره، ولكن هذه العملية قد تكلّفه الكثير، بالإضافة إلى أن نسبة نجاحها ضئيلة.

كان والد أحمد رجل يؤمن بالتوكّل على الله، وكان لديه تفاؤل كبير بأن ابنه سوف يُشفى بعد هذه العملية، وقرّر والده قبل إجراء العملية الخطيرة هذه أن يقوم بذبح شاة وأن يتصدّق بها لوجه الله، ودعا ربّه كثيراً أن يعيد البصر لطفله الصغير، وبعد إجراء العملية جاء والد أحمد وكان ينتظر سماع الأخبار الطيّبة، وبالفعل بشّره الطبيب أن العملية قد تمّت بنجاح، وأن ابنه بفضل الله سوف يعود بصيراً.

لم يتمالك والد أحمد نفسه من الفرحة، وقرّر الانتقال من القرية إلى المدينة؛ ليساعد ابنه لكي ينسى آثار الحادث الأليم الذي تعرّض له، صعد أحمد ووالده القطار، وكان أحمد سعيداً بعودته بصيراً، وكان ينظر لكل شيء ويبتسم بطريقة غريبة، وكان يركب معهم في القطار نفسه رجل وزوجته، لاحظ الرجل وزوجته تصرّفات أحمد الغريبة، وكيف أنّه يهتف لكل شيء يراه بقوّة.

اقترب الرجل لوالد أحمد وقرّر أن يتحدّث معه فقال له: إنّ ابنك هذا يقوم بتصرّفات غريبة، ويجب عليك أن تعرضه على الطبيب النفسي، نظر له والد أحمد وقال له: لا حاجة لنا بالطبيب النفسي؛ فابني هذا كان قد أجرى عملية لعينيه وهو يبصر لأوّل مرّة بعدما قضى وقتاً طويلاً وهو كفيف لا يرى شيء، بسبب حادث أليم.

شعر الرجل بالحرج لسوء ظنّه بهذا الطفل واعتذر من والده العجوز؛ فقال له العجوز: لا عليك، ولكن عليك يا بني أن تتحلّى دائماً بحسن الظن بربّك وبمن حولك؛ فحسن الظن هو الذي أعاد لابني هذا بصره.


شارك المقالة: