جميع الأطفال يحبّون امتلاك حصّالة لتوفير النقود، ولا مانع من تعويد الطفل على أهميّة توفير النقود، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يحلم بشراء أشياء كثيرة، ولكنّه كان يصرف كل النقود التي يأخذها من والده، حتّى تعلّم توفير النقود من أخيه الأصغر، وقرّر شراء حصالة ليضع بها نقوده.
قصة حصالة النقود
أحمد ووائل كانا إخوة وطلّاب في المدرسة، وكان والدهم يعطيهم بعض القطع النقدية قبل ذهابهم إلى المدرسة كل يوم، كان وائل لا ينسى جملة والده الشهير: لا تشتروا بالمال إلّا الأشياء المفيدة، منهم من كان يفكّر بشراء هدية لمعلّمته، ومنهم من يفكّر في شراء صحن فول، أمّا أحمد فكان يضع المال في حصّالته التي كان يخفيها في إحدى رفوف غرفته، وكانت أمّه قد أهدتها له.
وفي يوم من الأيّام قال وائل لنفسه: لماذا أحمد يقوم بتوفير النقود على الرغم أنّه أصغر منّي، كيف يقاوم إغراء شراء الأشياء مثل الحلوى وغيرها؟ وفي مرّة فكّر وائل أن يقوم بوضع النقود الي سيأخذها من والده في الحصّالة كأحمد، ولكن رائحة الفول أمام باب المدرسة كانت مغرية؛ لذلك دفع وائل نقوده ثمناً لها.
لم يكن وائل سعيداً ذلك اليوم؛ فقد كان حصل على نقود من أمّه وأبيه وجدّته، ظلّ سارحاً في المدرسة حتّى نبهّه المعلّم لأكثر من مرّة، وعندما عاد إلى المنزل لاحظت أمّه شرود ذهنه؛ فاقتربت منه وسألته: ما بك يا بني؟ قال لها: أنا أريد توفير نقودي كأحمد وأريد حصّالة، ردّت عليه أمّه: وهل هذا ما تريده فقط؟ حسناً سأشتري لك اليوم حصّالة لا تقلق.
عندما أعطته أمّه الحصالة، أمسكها وبدأ يسرح في عالمه الخاصّ ويقول في نفسه: سوف أجمع النقود حتّى أمتلك مبلغاً جيّداً من المال، وسأشتري درّاجة وألعاب جديدة دون أن أكلّف أبي بذلك، سأشتري الحلوى الكثيرة وأشارك بكل الرحلات المدرسية.
نظرت له أمّه وهو يفكّر وهي تضحك؛ فقد كانت الانفعالات المختلفة تظهر على وجهه، أعطته أمّه النقود وقالت له: ضع قطعة النقود تلك ولتكن أول ما تريد توفيره، وضع وائل قطعة النقود وكان يرسم في مخيّلته أحلاماً كثيرة وهو يدرك أنّها لن تحدث إلّا بتوفير النقود.