قصة حلم ماجد

اقرأ في هذا المقال


علينا أن لا نستسلم لأي ظرف مهما كان، وعلينا التيقّن بأنّه سيأتي يوم ويتحقّق هذا الحلم الجميل، هذا ما حدث مع ماجد الذي كان يحلم بأن يصبح رسّاماً شهيراً؛ لأنّه كان يحب الرسم، وعلى الرغم من الظروف القاسية التي تعرّض لها ماجد، إلّا أنّه استطاع في النهابة أن يحقّق هذا الحلم.

قصة حلم ماجد

في قديم الزمان كان هنالك ولد صغير توفى والديه وهو صغير واسمه ماجد، عاش ماجد مع جدّه العجوز، ويعيش معهم كلب صغير، وتربّى هذا الكلب مع ماجد وكان مخلص له كثيراً، يعيش ماجد مع جدّه حياة سعيدة، وكان هو ولد طيب ولطيف وودود وله الكثير من الأصدقاء، ومن أعزّ أصدقائه هم خالد وأحمد؛ حيث كان خالد وأحمد دائماً ما يقومون بزيارة صديقهم العزيز ماجد، ويقدّمون له كل ما يحتاج من العون والمساعدة.

وكان أيضاً لماجد ابنة عم صغيرة وجميلة اسمها سارة، سارة فتاة لطيفة وتحب ماجد كثيراً، ولكن كان والدها وهو عم ماجد يمنع ابنته دائماً من اللعب معه؛ والسبب في ذلك هو أنّه كان من عائلة ثريّة، بينما ماجد وجدّه كانوا يعيشون فقراً كبيراً، وبنظر والد سارة أن الأغنياء لا يجوز لهم الاختلاط بالفقراء. على الرغم من أن ماجد كان ولد لطيف وموهوب.

كان من أفضل مواهب ماجد هي الرسم، وكان يبدع برسم اللوحات الكبيرة، وكان يقضي أغلب أوقاته في الاستمتاع مع أصدقائه خالد وأحمد بالتأمّل ويرسم أجمل اللوحات، وكان مثل ماجد الأعلى في الرسم هو الرسّام الشهير روبينز، وهو يحلم بأن يصبح مثله في يوم ما، يذهب ماجد برفقة أصدقائه إلى المتحف؛ وهذا من أجل رؤية رسوماته الشهيرة وخاصّةً اللوحات الرومانسية.

وكان ماجد عندما يعود من متحف الرسم هذا، يقضي ما تبقّى من وقته بمساعدة جدّه الذي كان يبيع الحليب، فكان جدّه يقوم بمليء الدلاء بالحليب، ومن ثم يأتي ماجد ويأخذها ويقوم بحملها، والمرور بكل منازل القرية من أجل أن يبيعها ويحصل على بعض المال، على الرغم من المال القليل الذي كان ماجد يكسبه هو وجدّه، إلّا أنّه كان يعيش راضياً، وعندما يضيق به الحال أو يشعر بقليل من الملل، يذهب ويبدأ برسم اللوحات الرائعة.

وفي يوم من الأيام سمع ماجد عن مسابقة رسم كبيرة سيتم عقدها في المدينة، وكانت جائزة هذه المسابقة هي عبارة عن منحة دراسية مجانيّة لمن يفوز، تحمّس ماجد عندما سمع بهذا الخبر، وقرّر أن يشترك بالمسابقة، فكّر ماجد ماذا يمكنه أن يرسم وما هو أكثر شيء من الممكن أن يبدع في رسمه، فخطر بذهنه أن يرسم جدّه الذي يعيش معه، وكلبه الصغير الذي يرافقه دائماً.

كان ماجد دائماً يجلس مع نفسه ويفكّر بأنّه سوف يرسم لوحة فنيّة جميلة، وأنّها ستعجب لجنة التحكيم، وكان يتخيّل بأنّه سيفوز في المسابقة ويحقّق حلمه بالفوز، ويحصل على المنحة لإكمال دراسته، ولكن أحلام ماجد وتخيّلاته لم تكن على هواه، بل إنّ جدّه تعرّض في تلك الفترة للمرض الشديد، وكان ماجد دائماً يجلس بجواره ويعتني به، وكان هو من يقوم بمهمّة بيع الحليب كاملة، وهذا لأنّ جدّه لم يعد قادراً على فعل أي شيء.

بعد عدّة أيام اشتدّ المرض على جد ماجد ومات، حزن عليه ماجد حزناً كثيراً، وخيّم عليه شعور الوحدة، وكان كلّما ينوي أن يقوم برسم لوحته يفشل في ذلك؛ والسبب أنّه كان قد نسي ملامح جدّه الذي مات بسبب حزنه الشديد عليه، ولهذا السبب لم يكسب ماجد في تلك المسابقة، ممّا أضاف هذا الشيء حزناً إلى حزنه بسبب خسارته.

دخل ماجد في فترة كآبة شديدة، وفي يوم من الأيّام كان ماجد يسير مع كلبه الوحيد في الشارع، فجأةً وجد كيس مليء بالذهب، وكان هذا الكيس بعود لعمّه والد سارة؛ قرّر ماجد أن يأخذ الكيس ويعيده لعمّه هذا، وعندما ذهب لمنزله لم يجده في المنزل، لأنّه كان قد خرج بحثاً عن الكيس، ولكنّه أعطاه لزوجته التي كانت في المنزل لوحدها.

عندما عاد عم ماجد وأخبرته زوجته بما حدث، فرح كثيراً، وشعر أنّه قد كان يقسو على ابن أخيه الصغير، بالإضافة إلى أنّه الآن قد أصبح وحيداً؛ لذلك قرّر عمّه أن يكافئه ويزوّجه ابنته سارة التي تحبّه كثيراً، تزوّج ماجد من سارة وعاش معها حياة سعيدة هو وكلبه، وبعد مرور الوقت عاد ماجد لرسم لوحات جميلة، كما أنّه شارك في المسابقة واستطاع أن يرسم ملامح جدّه هذه المرّة بوضوح، ونالت لوحته هذه إعجاب الجميع وفاز في المسابقة وحقّق حلمه، حتّى إن ماجد قد رأى جدّه في الحلم وكأنّه يفرح لفوزه.


شارك المقالة: