علينا دائماً أن نعلّم أطفالنا عدم الثقة بكل ما يشاهدون أو يسمعون، بالإضافة لتحذيرهم من التحدّث مع الغرباء وعدم الرد عليهم بما يقولون أو يطلبون؛ فقد يعرّضهم للأذى والخطر أحياناً، هذا ما فعله الكلب الوفي المخلص مع صديقه الديك، والذي كان يتعرّض لحيلة من قبل الثعلب الماكر، ولكن بوعي الكلب وإدراكه استطاع أن ينجو هو وصديقه من حيلة الثعلب.
قصة حيلة الثعلب الماكر
في إحدى الغابات كان هنالك صداقة قوية تربط بين الكلب والديك، وفي يوم من الأيام قرّر الكلب أن يخرج برفقة الديك في جولة لاكتشاف العالم، وكانت هذه الرحلة جميلة جدّاً؛ حيث اكتشف من خلالها الديك والكلب الكثير من ملامح العالم الجميل، مثل الأشجار الجميلة والزهور الملوّنة، وفي نهاية الرحلة شعر الكلب والديك بالتعب؛ وقرّر كلاهما أن يستريحان أسفل شجرة، لشدّة تعب الكلب نام أسفل الشجرة أمّا الديك فصعد فوق الشجرة لكي ينام.
في اليوم التالي استيقظ الديك وصار يصيح بصوت عالي، ولكن الكلب ظلّ نائماً لشدّة تعبه، ولم يستيقظ، كان بالجوار ثعلب ماكر يسير في المكان، واستمع هذا الثعلب لصياح الديك، فرح وقال في نفسه: إنّه الديك سوف يكون اليوم وجبتي الشهية، ظلّ الثعلب يتبع صوت الديك حتى وجده، وعندما وجده فوق الشجرة سلّم عليه وقال له: مرحباً أيّها الديك، ماذا تفعل هنا؟ قال له الديك: لقد أتيت برفقة صديقي الكلب المخلص في رحلة.
في تلك الأثناء استيقظ الكلب وشاهد الثعلب وهو يتحدّث مع الديك، فاقترب الكلب من الثعلب وكان يشعر بنظراته المكر والخبث، سلّم عليه وقال: مرحباً أيّها الثعلب، ردّ الثعلب متظاهراً باللطف: أهلاً أيّها الكلب، هل تريدان منّي المساعدة؟ فأنا أعرف كل المناطق وأستطيع أن أدلّكما على أي مكان تريدانه.
كان الثعلب يخطّط للاقتراب من الديك والكلب، ويسير معهما إلى أي مكان، ومن ثم يقوم بالهجوم على الديك مرّةً واحدة، ولكن الكلب همس في أذن الديك وأخبره أن يحترس من الثعلب وأن يرفض طلبه، وسرعان ما قام الديك والكلب بالهروب من هذا الثعلب الماكر، ولم تنجح خطّته أبداً.