قصة خرافة الشمس والقمر

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الخرافات القديمة التي تحكي عن أصول تواجد بعض الأشياء في الحياة، سنحكي في قصة اليوم عن خرافة الشمس والقمر، وكيف كان وجودهما مكافأة من جنية السماء العظمى لاثنين من الجان يمتلكان صداقة رائعة، هذه القصة خيالية، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ.

قصة خرافة الشمس والقمر

يحكى أنّه في الزمان القديم جدّاً كان شكل اليوم يبدو مريباً؛ حيث لم يكن هنالك نهار وليل، بل كان اليوم كلّه يبدو كما هو، حتّى المخلوقات التي تسكن الأرض هي مخلوقات غريبة وغير مألوفة الشكل، وكانت الأشياء ليست كما تبدو عليه الآن، ومن بين تلك المخلوقات كان الجن يسكن الأرض يمرح ويلعب كما يريد، ومن بينهم كان هنالك اثنين من الجان ولديهما حلم غريب، هذا الحلم هو القفز لأعلى الأماكن؛ بحيث يمكنهما الإمساك بالغيوم.

كانا يقضيان معظم اليوم بالقفز واللعب والمرح مع الغيوم، ويقومان بتكرار هذه اللعبة كل يوم، بدأت اللعبة مسليّة في بداية الأمر؛ حيث كان أحد الجن يستطيع لمس إحدى الغيوم الصغيرة التي تمر عبر الأفق، فكان يلمسها بينما هي تمرّ بسرعة كبيرة، فرحت جنية السماء العظيمة بهذه اللعبة وقرّرت أن تقوم بمكافئة كل منهما وطلبت منهما أمنية لتحقّقها لهما.

وفي يوم من الأيّام عندما وقف هذين الجنيين، وبدأ كل منهما بالتحديق إلى السماء إذ سمعا صوت ما يحدّثهم ويقول لهم: مرحباً أيّها الجان أنا هي جنية السماء الكبرى وأنا أرغب في تحقيق أمنية لكل واحد منكما، نظرت جنية السماء فبدأت بسؤال الجني الذي كان يبدو عليه الحماس بشكل أكبر وقالت له: هيا أخبرني ما هي أمنيتك أيّها الجني أنت أوّلاً؟ نظر لها الجني المتحمّس وقال: أنا أمنيتي مخاطبة الجنية العظمى والقفز فوق السحب والجبال والشمس.

تفاجأت جنية السماء من هذه الأمنية البسيطة ونظرت له وكان يبدو قلقاً وقالت: هل أنت متأكّد أنّ هذه هي أمنيتك الوحيدة، وأنّك لا تمتلك غيرها؟ نظر لها الجني وقال: أنا أؤكّد لكِ أنّ هذه هي أمنيتي الوحيدة ولا أمتلك غيرها، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يمنحني السعادة المطلقة في هذه الحياة.

اقتنعت جنية السماء بهذا الكلام ونوت تحقيق هذه الأمنية للجني الصغير؛ فقفز الجني الصغير وبالفعل وصل حد الغيوم، ومن بعد ذلك واصل طريقه عبر السحب المتتالية حتى وصل الشمس، ومن ثم شقّ طريقه المستمرّ إلى النجوم، وفجأةً اختفى هذا الجني عن الأنظار، ولم يستطع أي أحد أن يكون بإمكانه رؤيته.

بعد ذلك نظرت جنية السماء العظمى للجني الثاني وقالت له: هيا الآن فقد حان دورك، أخبرني ما هي أمنيتك الوحيدة التي ترغب بتحقيقها، بدا الجني الثاني أقلّ حماساً من الجني الأول، وكان يبدو عليه الهدوء والتروّي؛ فقبل أن يجيب جنية السماء بدأ يحدّق ويتأمل ما حوله، ونظر للسماء الكبيرة ثم أنزل بصره إلى الأرض.

أعاد الجني بصره إلى السماء وبدأ بفرك عينيه، وقام بوضع يديه على أذنه ثم عاد ونظر إلى الأرض، في ذلك الوقت بدت مظاهر الحزن والقلق عليه ونظر لجنية السماء وقال لها: أنا أرغب في أن ألتقط أي شيء من الأرض، ولكن قبل التقاط أي شيء، أرغب في أن ألتقط صديقي الذي صعد للغيوم، قبل أن يقع على الأرض ويصيبه الأذى أو يموت.

في تلك الأثناء سمع الجميع صوت صراخ رهيب قادم من بعيد، صار الصوت يتعالى شيئاً فشيئاً، صار الجميع يبحثون عن مصدر الصوت، وظلّ هذا الصوت يعلو ويعلو حتّى استطاعوا بنهاية الأمر تحديد مصدره، وبد وكأنّه الجني الأول القادم من فوق الغيوم، وبدا الذعر على وجه هذ الجني، وكأنّه في اختبار أكبر هبوط في التاريخ.

في ذلك الوقت قامت جنية السماء العظمى بتحقيق أمنية الجني الثاني بالتقاط صديقه، فأسرع الجني الثاني إلى الجني الأوّل والتقطه قبل أن يقع على الأرض، نظر له صديقه الجني الأوّل وكان يبدو على وجهه علامات الخوف والإرهاق وعينيه ممتلئة بالدموع وقال: كان علي أن لا أكون مندفعاً بهذا الشكل.

تعانق الجني الأوّل مع صديقه الجني الذي أنقذه، واتفقا على أن يقومان بتحقيق أمنياتهم بالتناوب؛ حيث صار واحد منهما يقفز تارة ويلتقطه صديقه، ثم يقوم الآخر بالشيء ذاته، وعاشا هكذا سعيدين بهذا القدر، ولفرحة جنية السماء بهذه الصداقة الرائعة قرّرت أن تساعدهما، فأعطت للأوّل قدرة وصول الشمس لإضاءتها بالنهار، وعند نهاية اليوم يعود ويلتقطه صديقه القمر الذي ينوب محلّه؛ ليضيء السماء في الليل.


شارك المقالة: