نسمع في الكثير من القصص التي تتحدّث عن بعض الخرافات، سنحكي في قصة اليوم عن خرافة كعكة رجل الزنجبيل، وهي إحدى الخرافات التي يدخل في محتواها عنصر الخيال، وتحكي عن كعكة تصنعها عجوز على شكل الإنسان، وفجأةً تتحدّث تلك الكعكة وتهرب حتّى تظفر بها بقرة، وعندما التهمتها صارت تمشي وتقول: أنا كعكة رجل الزنجبيل ولن يأكلني أحد.
قصة خرافة رجل كعك الزنجبيل
في إحدى القرى يسكن عجوزان لوحدهما في المنزل، وكان لديهما ثمانية من الأولاد، ولكن كان هؤلاء الأولاد لا يقومون بزيارة والديهما أبداً؛ لذلك كان العجوزان دائماً ما يفكّران في تسلية أنفسهما، كانت العجوز ماهرة في صنع فطائر الحلويات، فهي تقوم بصنع الفطائر لها ولزوجها المسن، وتستمتع بأوقاتها معه على شرفة المنزل مع احتساء أكواب الشاي الساخن.
تحاول العجوز صنع الفطائر كل يوم محاولة أن تسلّي الوحدة التي تشعر بها هي وزوجها المسنّ، وفي يوم من الأيام قرّرت العجوز صنع كعكة الزنجبيل، وهي نوع من الحلويات بنكهة الزنجبيل، وعندما انتهت من صنعها وصعت لها شكل الأنف والفم واليدين والأرجل، فصارت تشبه شكل الإنسان، وعندما أخذتها العجوز وكانت تريد أكلها، تفاجأت بأن الكعكة تتحدّث وتقول: أنا لن أسمح لأي أحد أن يأكلني.
وفجأةً قفزت كعكة الزنجبيل من فوق شرفة المنزل، وصارت العجوز تلاحق الكعكة وهي تركض هرباً منها، وبينما هي كذلك إذ رأتها البقرة وقالت في نفسها: لما لا ألحق بتلك الكعكة وأنال الاستمتاع بأكلها وطعمها اللذيذ، فصارت البقرة والعجوز يلاحقانها، فجأةً وصلت كعكة الزنجبيل إلى طرف حافّة النهر، وصارت تنظر إلى الماء وسمعته يقول لها: لا تقلقي هيا تعالي وأنا سأقوم بحملك إلى الضفة المقابلة.
وصلت كعكة الزنجبيل إلى الطرف الآخر من النهر؛ فجاء الغراب وأمسكها بفمه، وكان يريد التهامها، ولكن صرخت البقرة فنظر لها الغراب وسقطت الكعكة من فمه على الأرض، أسرعت البقرة إلى الكعكة والتهمتها، وعندما أكلت البقرة الكعكة وجدت نفسها تمشي وتقول: أنا كعكة رجل الزنجبيل، ولا يمكن لأي أحد أكلي، وصارت تلك البقرة هي حكاية أهل القرية.