قصة خرافة قبعة الإخفاء

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من الخرافات التي تختص ببعض المصطلحات الشهيرة، سنحكي اليوم عن قصة خرافة قبعة الإخفاء؛ حيث كانت عبارة عن هدية من الجن لأحد الأشخاص، وكان هذا الشخص يشعر بحزن كبير بسبب خسارته لنقوده في أحد الأماكن؛ فشارك الجن بالرقص معهم، وقاموا هم بإعطائه قبعة ومعطف الإخفاء كهدية له، لأنّهم كانوا سعيدين بانضمامه لهم.

قصة خرافة قبعة الإخفاء

كان هنالك رجل كسول جدّاً يذهب كل يوم إلى أحد الأماكن ويلعب لعبة تحدي النقود، ولكن في يوم من الأيام عاد هذا الرجل وكان قد خسر كل نقوده في تلك اللعبة، ولم يفكّر هذا الرجل بكيفية استعادة نقوده، بل ظلّ يبكي ويتحسّر على حاله، وكان يمشي في الأسواق فوجد شجرة بجانب أحد المحلّات، اتكأ عليها وصار يقول في نفسه: يا إلهي ماذا فعلت، لقد خسرت كل ما أملك.

جلس هذا الرجل بجانب تلك الشجرة يبكي ويتحسّر على حاله، وبينما هو كذلك إذ حدث شيء غريب لم يكن يتوقّعه؛ حيث ظهر أمامه سبعة من الرجال الغريبين، وصاروا يرقصون ويغنّون بمرح، وكان غنائهم هو عبارة عن قولهم: نحن الجن، نحن رجال الجن، اندهش الرجل ممّا رأى، ومن شدّة انزعاج الرجل في ذلك اليوم قرّر أن ينضّم إليهم، وبدأ يغنّي ويرقص معهم ويقول: ها نحن أصبحنا ثمانية الآن.

على الرغم من علمه بأنّهم كانوا من الجن، ولكنّه لم يكن يأبه لذلك بل كان يريد أن يمرح معهم في جوهم السعيد، وبعد ما أكملوا الرقص والغناء قام واحد من الجن وقال لهذا الرجل: نحن كنّا سعداء بانضمامك لنا، فقد جعلتنا نشعر بسعادة كبيرة، ولهذا السبب سوف نقوم بإعطائك هدية مميّزة، خذ هذا المعطف وتلك القبعّة، وعندما تقوم بلبسهم لن تظهر مرئياً لأي أحد فتلك قبعة الإخفاء.

فرح هذا الرجل بتلك الهدية، وتهلّل وجهه من شدّة الفرح، وعندما عاد إلى منزله قرّر أن يقوم بلبس هذا المعطف والقبعّة من أجل أن يجرّبهما، وسرعان ما ارتدى المعطف والقبعّة، ثم مشى إلى السوق ومرّ بواحد من المحلّات ودخل إلى الداخل، وسلّم على صاحب المحلّ، ولكن صاحب المحل لم يتكلّم معه، ولم ينتبه لوجود أي أحد، فتأكّد هذا الرجل أنّ تلك القبعة والمعطف بالفعل تساعده على التخفّي.

دخل الغرور قلب هذا الرجل؛ حيث صار ينزل كل يوم إلى الأسواق ويأخذ منها ما يريد دون استئذان من أحد، مستغلّاً بذلك عدم ظهوره لأي أحد، وكان عندما يعود إلى المنزل يقوم بخلع المعطف والقبعة ويضعهما في الخزانة وكأنّه لم يفعل شيئاً، وعندما كان يتكلّم أي شخص أمامه بشأن ما يحدث في المحلّات عن السرقات التي تحدث، كان يتظاهر بعدم الاكتراث.

وفي يوم من الأيّام فتحت زوجة هذا الرجل خزانته فوجدت المعطف والقبعة، وكان يبدو عليهم الاتّساخ فقالت في نفسها: ما هذا المعطف والقبعّة المتسخّين يبدو عليهم أنّهما رثّين، ليس هنالك سبب لوجودهما في الخزانة، سوف آخذهما وأقوم بحرقهما، وعندما عاد الرجل وفتح خزانته ليلبس المعطف والقبعة ليذهب إلى السوق ويفعل ما يفعله كل يوم، لم يجدهما في الخزانة.

نادى الرجل على زوجته وسألها عن المعطف والقبعة، فأخبرته أنّها قامت بحرقهما، شعر الرجل بالغضب والاغتياظ لما فعلت زوجته، ولكنّه قال في نفسه: مهما حدث فسوف أقوم وأبحث عن الرماد وأضعه على جسدي، ولا بدّ أنّه سيساعدني على الاختفاء.

وبالفعل قام هذا الرجل ومرّغ جسده برماد المعطف والقبعة، وبالفعل حدث كما توقّع، وعندما ذهب إلى المحلّات لم يلاحظ أي أحد وجوده، وفي نهاية اليوم شعر هذا الرجل بالعطش الشديد وقرّر أن يذهب لمحل يبيع الماء ليشرب، وعندما دخل المحل وبدأ بشرب الماء، ولسوء حظّه انسكب بعض الماء على يديه، وفجأةً ظهرت يدي هذا الرجل أمام صاحب المحل، فشعر البائع بالخوف لما رأى.

ولكنّه عندما سمع صوت الرجل استطاع أن يميّز صوته، وفي اليوم التالي أخبر الباعة عمّا شاهده، فعلموا وقتها أن هذا الرجل هو من يقوم بسرقة الأشياء من محلّاتهم، وعندما قرّروا الذهاب إلى منزله، اعترف لهم بما حدث معه، واعتذر لهم وقرّر أن لا يعود لفعلته، وأن لا يقوم بلعب لعبة تحدّي النقود التي سببّت له ما حدث، وجعلته يقع في غروره وأن لا ينتبه لتصرفاته.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: