قصة درس للملوك

اقرأ في هذا المقال


قصة درس للملوك أو (A lesson for kings) هي حكاية خيالية هندية، حررها جوزيف جاكوبس ونشرت عام 1910، للناشر أبناء جي بي بوتنام .

الشخصيات:

  • الملك براهما داتا.
  • السائقين.
  • ملك كوسالا.

قصة درس للملوك:

ذات مرة، عندما كان براهما داتا يحكم بيناريس، ولد بوذا المستقبلي إلى الحياة باعتباره ابنه ووريثه، وعندما جاء يوم اختيار الاسم المناسب له، أطلقوا عليه اسم الأمير براهما داتا، ولمّا بلغ السادسة عشرة من عمره، ذهب إلى مقاطعة تكاسيلا، وأصبح بارعاً في جميع الفنون، وبعد وفاة والده اعتلى العرش، وحكم المملكة بالعدل والإنصاف، وقد أصدر أحكاماً بغير محاباة أو كراهية أو جهل أو خوف.

ومنذ ذلك الحين حكم بعدالة، وقام وزرائه بإدارة القانون جنباً إلى جنب معه، وهكذا تمّ الفصل في الدعاوى القضائية بعدالة، ولم يكن هناك من يقوم برفع دعاوى كاذبة وبعد أن توقفت جميع المشاكل، وتوقف الضجيج والصخب والتقاضي في بلاط الملك، على الرغم من أنّ القضاة جلسوا طوال اليوم في المحكمة، إلا أنّهم اضطروا إلى المغادرة دون أن يأتي أي شخص للعدالة.

ووصل الأمر إلى وجوب إغلاق قاعة العدل، ثمّ فكر بوذا المستقبلي، في نفسه قائلاً: لا يمكن أن يكون بسبب حكمي بالعدل ألا يأتي أي شخص للحكم والتقاضي، فقد توقف الصخب، ويجب إغلاق قاعة العدل، لذلك يجب أن أفحص الآن أخطائي، وأبحث عن النقص في شخصي، وإذا وجدت أن هناك شيئًا ما خطأ في داخلي، أترك ذلك بعيدًا لممارسة الفضيلة فقط، ومن الآن فصاعدًا سعى إلى أن يخبره أحدهم بأخطائه.

لكن من بين الجميع من حوله لم يجد من يخبره بأي خطأ، لكنّه سمع فقط من يقوم بمدحه ويتحدث عن عدله وفضيلته، ثمّ قال: لا بد أنّه بسبب الخوف مني لا يتكلم هؤلاء الرجال فقط بالخير لا بالشر، وسعى بين الناس الذين يعيشون خارج القصر، ولم يجد هناك مكتشفًا للخطأ فيه، بحث بين أولئك الذين يعيشون خارج المدينة، وفي الضواحي وعند الأبواب الأربعة لقصره ولم يجد أيضًا أحدًا ليخبره الخطأ فيه.

واستمر في سماع مدحه فقط، ثمّ قرر أن يبحث في الأماكن الريفية، وقرر السفر عبر المملكة دون وزرائه وركب مركبته، وأخذ فقط سائقه، وغادر المدينة متنكرًا وقام بتفتيش البلد حتّى أقصى الحدود ولم يجد مكتشفًا للخطأ، وسمع فقط عن فضيلته وهكذا رجع عن الحد الخارجي وعاد بالطريق السريع نحو المدينة، وفي ذلك الوقت كان ملك كوسالا شخص يُدعى ماليكا، كان يحكم أيضًا مملكته بالعدل.

وعندما كان يبحث عن خطأ ما في نفسه، لم يجد أيضًا مكتشفًا للخطأ في القصر، ولكنّه سمع فقط عن فضيلته! لذا بحث عن أماكن ريفية، وصل أيضًا إلى هذا المكان بالذات، وكان هذان الملكان وجهاً لوجه في مسار منخفض للعربة بجوانب شديدة الانحدار حيث لا توجد مساحة للعربة بحيث يمكن أن تبتعد عن الطريق! ثمّ قال قائد عربة الملك براهما لعربة ملك كوسالا: خذ عربتك من الطريق!

ثمّ قال: خذ مركبتك من الطريق، أيها السائق! في هذه المركبة يجلس السيد على مملكة بيناريس، الملك العظيم براهما داتا، ومع ذلك أجاب الآخر: في هذه العربة، أيها السائق يجلس السيد على مملكة كوسالا، الملك العظيم ماليكا، خذ عربتك بعيدًا عن الطريق وافسح المجال لعربة ملكنا! ثمّ فكّر سائق العربة لملك بيناريس، ما العمل الآن؟ وبعد بعض التفكير قال لنفسه: أنا أعرف طريقة.

سأكتشف كم عمره، وبعد ذلك سأترك عربة الأصغر تبتعد عن الطريق، وبالتالي أفسح المجال لكبار السن، وعندما توصل إلى هذا الاستنتاج، سأل السائق الآخر بسرعة عن عمر ملك كوسالا، ولكن عند الاستفسار وجد أنّ الأعمار متساوية ثمّ سأل عن حجم مملكته وعن جيشه وثروته وشهرته، وعن البلد الذي يعيش فيه، وعن طبقته وقبيلته وعائلته.

ووجد أنّ كلاهما كانا أسياد مملكة في امتداد ثلاث مئة فرسخ، وأنهما فيما يتعلق بالجيش والثروة والشهرة، والبلدان التي عاشوا فيها وطبقتهم وقبيلتهم وأسرهم، كانوا على قدم المساواة! ثمّ قال: سأفسح الطريق للصالحين، وسأل: أخبرني أي خير لملكك هذا؟ ثم أعلن سائق ملك كوسالا أنّ شر ملكه خيرًا، وقال به بعض الكلام: إنّه قوي بقوته وهو اللطيف بالرفق وعنده الخير ينتصر بالخير.

والشرير يقابل بالشر أيضاً، هذه هي طبيعة هذا الملك! لذلك ابتعد عن الطريق، أيها السائق! لكنّ سائق عربة ملك بيناريس سأله، حسنًا، هل تحدثت عن كل فضائل ملكك؟ قال الآخر: نعم، فقال له:  إذا كانت هذه فضائله، فأين عيوبه؟ قال الآخر: حسنًا، ما هو نوع الخير الذي يتمتع به ملكك؟ ثم نادى عليه سائق عربة الملك بيناريس ليسمع، ونطق بهذه الكلمات بحقه.

الغضب ينتصر بالهدوء، والشر ينتصر بالخير، والبخل ينتصر بالهدايا، والمتحدث بالكذب يقابل بالحقيقة، هذه هي طبيعة هذا الملك! لذلك ابتعد عن الطريق، أيها السائق! وعندما قال هذا، نزل كل من  الملكين من عربتهما، فأخذوا الخيل وأزالوا مركباتهم وأفسحوا الطريق لملك بيناريس.


شارك المقالة: