هناك العديد من العلاقات التي تدور بين البشر، ولكن من أعظم تلك العلاقات وأعمقها هي علاقة الحب، فمن يحب بصدق وعمق لا يمكن له أن ينسى الطرف الآخر مهما مر عليه من الزمن وأُحيط به من ظروف.
قصة دفتر المذكرات
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام من شهر أكتوبر كان يجلس الشخصية الرئيسية والذي يدعى نوح على شرفة بيته الذي كان يقع في مدينة نيو برن التابعة إلى ولاية كارولينا الشمالية، وفي تلك اللحظات كان جالس وهو يشعر بالفخر جراء العمل الذي أتمه في مزرعته القديمة من قبل عدة أسابيع، وقد وصل به الأمر إلى أنه في يوم من الأيام التقى مع أحد المراسلين الإخباريين وقد تحدث معه عن ذلك العمل، وقد قام المراسل بالتقاط عدة صور له ولمزرعته، وكان السيد نوح هو من الرجال البسطاء ولديه مجموعة من الهوايات ومنها التجديف بالكاياك وقراءة الشعر والعزف على آلة الجيتار مع أحد الجيران المقربين منه والذي يدعى جوس.
ولكن ما كان يسيطر على تفكير نوح طوال الوقت هو عشقه للماضي، ففي بداية القرن التاسع عشر كان قد قضى فترة فصل الصيف بأكمله في علاقة عاطفية مع فتاة تدعى ألي، وقد كانت تلك الفتاة قد جاءت مع أسرتها لزيارة مدينة نيو برن لعدة أشهر، وفي نهاية فصل الصيف افترقوا العاشقين عن بعضهم البعض، وعلى الرغم من أنه في الكثير من الأحيان كان يقوم بإرسال رسائل لها بعد مغادرتها المدينة، لكن دون جدوى، إذ لم ترد عليه ألي على الاطلاق، ولم يسمع عنها أو يشاهدها منذ ذلك الوقت.
وفي يوم من الأيام فجأة ظهرت ألي في المدينة، وأول ما وصلت إلى تلك القرية قامت بزيارة نوح من أجل أن تخبره عن عقد قرآنها على شخص يدعى هامون، وهو ما يعمل في مجال المحاماة ورجل ثري جداً، كما تحدثت أن حفل زفافها في وقت قريب وأنها جاءت إلى هذه المدينة من أجل القيام بشراء بعض التحف الفنية القديمة من أجل تزيين منزلها، وفي ذلك الوقت كان نوح يعمل في ساحة التي يوجد بها محل التحف الفنية والتي كانت تعود ملكيتها إلى شخص يدعى موريس جولدمان، ثم بعد ذلك غادرت المدينة.
ومع مرور الوقت بعد أن عاد نوح من القتال في الحرب العالمية الثانية وجد أن السيد موريس قد ترك له جزء كبير من تلك الساحة باسمه، وهنا قام نوح بشراء بيت مع مزرعة محيطة به بهذه الأموال، وخلال تلك الفترة كان قد كرس نفسه من أجل إصلاح هذا المنزل؛ وذلك حتى يتمكن من إبعاد تفكيره عن ألي، وبعد أن انتهى من أعمال الصيانة في المنزل تفاجأ بقدوم سيارة نزلت منها ألي.
وبعد أن التقيا سوياً حضن كل منهما الآخر، قام بإخبار ألي حول التحديثات التي قام بها في المزرعة كما تحدث عن اللقاء الذي أجراه معه المراسل الإخباري حول المزرعة، وفي ذلك الوقت أخبرته أنها ما زالت مخطوبة، ثم يقوما بالسير على ضفاف النهر، وعند حلول المساء عزم نوح على ألي بالبقاء وتناول العشاء معه، وافقت ألي على طلبه، وخلال تناولهما للعشاء سألها نوح عن السبب في عدم ردها على رسائله، فردت عليه بأنها لم تتلقى أي رسائل على الإطلاق، وهنا أدركت ألي أن والدتها والتي تدعى السيدة آن هي من قامت بمصادرة الرسائل؛ وذلك لأنها كانت رافضه علاقتهم وتشير إلى أن نوح هو من طبقة أقل منهم.
وبعد الانتهاء من العشاء تم توصيل إلى سيارتها، ودعاها للعودة في يوم الغد، وطوال ذلك اليوم كان خطيب ألي يحاول الاتصال بها على غرفتها بالفندق، ولكنها لم تكن تجب وهذا ما جعله يشعر بالقلق عليها، وفي اليوم التالي تذهب ألي نحو منزل نوح، ومن هناك انطلقا كلاهما للمسير على ضفاف النهر، حيث كان قد وعدها بعمل مفاجأة لها وأثناء مسيرهم بدأ باستعادة ذكرياتهما المليئة بالحب، وفي لحظة ما ركبا قارب وجدف نوح إلى أن وصل إلى الجهة الأخرى من النهر، إذ وجدت أنه تم أخذها إلى خليج منعزل وتحيط بها البجعات من كل مكان من حولها، ولكن ما عارض تلك الأجواء الرائعة هو حدوث عاصفة فيقررا الرجوع لمنزل نوح.
وأول ما وصلا إلى المنزل بدآ يستذكران ذكريات فصل الصيف الذي بدأت علاقتهما به، وبقيا على هذه الحال إلى صباح اليوم التالي، وفي ذلك الوقت قرر خطيب ألي أن يوكل محامي من أجل أن يبحث عن المكان الذي تتواجد به سيارته التي تقضي بها خطيبته جولاتها، وفي ذلك اليوم فجأة دق باب المنزل، وحينما فتحا الباب تفاجآ بأن الطارق هو والدة ألي، وهنا رحب نوح بالسيدة آن وجلس معها في غرفة الاستقبال، فأخبرته السيدة آن أن خطيب ألي في الطريق لهم وهي كانت متأكدة أنها موجودة معه فجاءت من أجل إحاطتها بالأمر، ثم قدمت الرسائل إلى نوح، واخبرته أن ألي قد اختارت غيره وسوف تقضي حياتها معه، ولكن ما حدث هو أن ألي تركت خطيبها وتزوجت من نوح.
وبعد مرور فترة من الزمن ظهر كل من نوح وألي وقد أصبحا مقيمان في إحدى دور المسنين، وقد كان نوح ينهي قراءة مذكراته الخاصة به ثم بعد ذلك قام بتغليفها، حيث أنه بعد زواجهم أنجبوا أربعة من الأبناء وأصبح لديهم أحفاد عدة، كما أن ألي وصلت إلى أن أصبحت رسامة مشهورة عالميًا، ولكنها أصيبت بمرض الزهايمر الذي يجعلها لا تتذكر أي شيء مما مرت به، ولكن على الرغم من ذلك كان في كل يوم يقوم نوح بقراءة المذكرات لألي من كتاب ملاحظاته من أجل الاستمتاع ببضع لحظات الحب معها، ويقضي نوح الكثير من وقت فراغه في قراءة الرسائل القديمة التي كان قد كتبها لها والنظر إلى صورهم القديمة ويستذكر الماضي.
وفجأة جاءت نوبة عصبية إلى ألي وبدأت بالصراخ للممرضات، وقد قامن بأخذها إلى القاعة ومحاولة تهدئتها وأخرجن نوح من غرفتها، وفي صباح اليوم التالي بينما كان نوح ينبش في رسائله القديمة فجأة شعر بتعب وخدر وفقد بصره، وقد تبين أنه أصيب بسكتة دماغية، بعد مرور أسبوعين على دخوله في غيبوبة استرجع وعيه وتم السماح لنوح بالرجوع مرة أخرى إلى دار المسنين.
وفي أول ليلة له في الدار قد أمضى عدة ساعات يتفقد كافة الرسائل والصور والذكريات القديمة قبل أن ينتقل إلى غرفة ألي، وعلى الرغم من أنه ليس من المفروض أن يقوم نوح بزيارة ألي في غرفتها إلا في ساعات محددة من قبل الدار، ولكن الممرضة الليلية كانت سمحت لنوح بالدخول، من أجل أن يضع قصيدة تحت وسادة ألي وهي نائمة، وحينما استيقظت ألي فجأة من نومها ابتسمت له وذكرت اسمه، ثم أخبرته بمدى اشتياقها له.