قصة دموع اللآلئ

اقرأ في هذا المقال


قصة دموع اللآلئ أو (Tears of pearls) هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف الكسندر تشودسكو، وترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  •  زوجة الأب.
  • الأبنة الشريرة.
  • الفتاة الجميلة.
  • أخو الفتاة.

قصة دموع اللآلئ:

ذات مرة عاشت هناك أرملة غنية جدًا، ,عاش معها ثلاثة أطفال كان هناك شاب، وأخته التي كانت رائعة الجمال وهم أبناء زوجها من زوجته المتوفاة، وهناك ابنتها، وكان جميع الأطفال الثلاثة يعيشون تحت سقف واحد، ولكن قامت زوجة بمعاملة أبناء زوجها بشكل مختلف تمامًا، وبينما كانت ابنتها مزاجية وقاسية، ومع ذلك فقد قامت الأم بالإفراط في دلالها كثيرًا، ومدحها.

في المقابل عومل الأبناء بقسوة شديدة فقد أُجبر الصبي الطيب على القيام بكل أنواع الأعمال الشاقة، ويُنظر إليه على أنه لا قيمة له، وفي صباح أحد أيام الأحد قبل الذهاب إلى الكنيسة، ذهبت الفتاة الطيبة إلى الحديقة لتقطف بعض الزهور لتزيين شعرها، وبعدما جمعت القليل من الورود عندما نظرت إلى الأعلى ورأت قريبًا جدًا ثلاثة من الشبان يرتدون ملابس بيضاء مبهرة حيث جلسوا على مقعد مظلل بالشجيرات.

وكان بالقرب منهم رجل عجوز يطلب منها الصدقة، شعرت بالتوتر إلى حد ما أمام الغرباء، لكن عندما رأت الرجل العجوز أخذت آخر سنت من حقيبتها وأعطته إياه، فشكرها ورفع يده على رأس الفتاة، وقال للرجال: هذه الفتاة اليتيمة تقية، ولطيفة على الفقراء الذين تشاركهم القليل الذي تملكه، قولي لي ما تتمنوه لها، فقال الرجل الأول: أتمنى أنه عندما تبكي تتحول دموعها إلى الكثير من اللآلئ.

وقال الثاني: وأنا أتمنى عندما تبتسم قد تسقط الورود الحلوة من شفتيها، وقال الثالث: أمنيتي أن تغمس يديها في الماء فتظهر فيه سمكة ذهبية لامعة، أضاف الرجل العجوز: كل هذه الهدايا ستكون لها، وبهذه الكلمات اختفى، امتلأ قلب الفتاة بالفرح، وعادت إلى المنزل، وكانت بالكاد قد تجاوزت العتبة عندما تقدمت زوجة أبيها، ونظرت إليها بصرامة، وسألتها أين كانت، فبدأت الطفلة المسكينة في البكاء.

وعندها سقطت لؤلؤة من عينيها بدلاً من البكاء، وعلى الرغم من غضبها، التقطتها زوجة الأب في أسرع وقت ممكن، بينما ابتسمت الفتاة وهي تراقبها سقطت الورود من شفتيها، ثمّ ذهبت الفتاة لتضع الزهور التي جمعتها في الماء، وبينما كانت تغمس أصابعها فيه أثناء ترتيبها، ظهرت سمكة ذهبية صغيرة جدًا في الوعاء، منذ ذلك اليوم كانت هذه الأعاجيب تحدث باستمرار.

وأصبحت زوجة الأب أكثر لطفًا، بينما تمكنت شيئًا فشيئًا من أخذ هذه الهدايا سراً من ابنة زوجها، لذا، في صباح يوم الأحد التالي، أرسلت ابنتها إلى الحديقة لتجمع الزهور، بعدما اختارت القليل منها، رفعت عينيها ورأت الشبان الثلاثة يجلسون على مقعد منخفض، بينما كان يقف بالقرب منهم الرجل الصغير ذو الشعر الأبيض يتوسل الصدقات، تظاهرت بالخجل أمام الشباب.

ولكن بناءً على طلب المتسول سحبت من جيبها قطعة ذهبية، وأعطته إياها على ما يبدو رغماً عنها، فوضعه في جيبه، والتفت إلى أصحابه، فقال: هذه الفتاة المدللة لأمها هي سيئة وقلبها قاس، ولأول مرة في حياتها كانت سخيّة، لذلك قولوا لي ما هي الهدايا التي تتمنون أن أمنحها لها، قال الأول: عسى أن تتحول دموعها إلى سحالي.

وأضاف الثاني: وابتسامتها تنتج الضفادع البشعة، وقال الثالث: وعندما تلمس يداها الماء فربما تمتلئ بالحيات، فقال الرجل العجوز: فليكن، واختفوا جميعا، ارتعبت الفتاة، وعادت لتخبر والدتها بما حدث، وعندما ابتسمت سقطت الضفادع البشعة من فمها، تحولت دموعها إلى سحالي، والماء الذي غطست فيه أصابعها امتلأت بالحيات، كانت زوجة الأب في حالة من اليأس، وكرهت الأيتام أكثر.

لقد أزعجتهم لدرجة أن الصبي ودّع أخته بحب وحمل صورتها وسافر، وانطلق في رحلاته، حتّى وصل إلى عاصمة مملكة مطلة على البحر، وحصل هناك على عمل كبستاني في القصر الملكي، ولم ينس أخته البائسة، وكان يجلس ويحدق في صورتها بقلب حزين وعيناه مملوءتان بالدموع، وعندما لاحظ الملك هذه العادة الخاصة به، وذات يوم بينما كان جالسًا بجانب جدول ينظر إلى الصورة جاء بهدوء خلفه.

ونظر من فوق كتفه ليرى ما كان يهتم به بشدة، فقال الملك: أعطني تلك الصورة، وبعدما رآها الملك أعجب بها بشدة، فقال: لم أر قط مثل هذا الوجه الجميل طوال حياتي، فانفجر الصبي بالبكاء، وأخبره أن هذه هي الصورة لأخته، فأمره الملك أن يكتب لزوجة أبيه على الفور ويطلب منها أن ترسل أخته الجميلة إلى كنيسة القصر حيث ينتظر الملك أن يتزوجها، فكتب الغلام الرسالة التي أرسلها الملك برسول خاص.

وعندما تلّقت زوجة الأب الرسالة، قررت ألا تقل شيئًا عن هذا الأمر، ثم ذهبت لتتعلم فن السحر من ساحرة، وبعد أن اكتشفت كل ما كان من الضروري معرفته، انطلقت مع كلتا الفتاتين، وعند الاقتراب من العاصمة، دفعت المرأة الشريرة ابنة زوجها خارج العربة وكررت عليها بعض الكلمات السحرية، وبعد ذلك أصبحت صغيرة جدًا ومغطاة بالريش، ثم في لحظة تحولت إلى بطة برية، وذهبت إلى الماء.

وسبحت إلى مسافة بعيدة، ودعت زوجة أبيها بالكلمات التالية: بقوة كرهي اسبحي حول الضفاف على شكل بطة، وستأخذ ابنتي شكلك، وتتزوج الملك، وتتمتع بمصير الحظ الجيد المقدر لك، وفي ختام هذه الكلمات، نالت الفتاة كل نعمة وجمال أختها، ثم أكملت الاثنتان رحلتهما ووصلن إلى الكنيسة الملكية في الساعة المحددة، استقبلهن الملك بينما تخلت المرأة المخادعة عن ابنتها التي يعتقد العريس أنها أصل الصورة الجميلة.

وبعد الحفل ذهبت الأم محملة بالهدايا، وعندما نظر الملك إلى زوجته الشابة، لم يستطع أن يفهم لماذا لم يشعر بالإعجاب تجاهها مثلما  شعر به للصورة التي كانت تشبهها كثيرًا، وتطلع إلى متعة رؤية اللآلئ تتساقط من عينيها والورود من شفتيها، والسمكة الذهبية بلمسة أصابعها، وخلال وليمة الزفاف نسيت العروس نفسها وابتسمت لزوجها، وعلى الفور سقط عدد من الضفادع البشعة من شفتيها، فهرع الملك، الذي غلبه الرعب والاشمئزاز بعيدًا عنها.

وبدأت تبكي، ولكن بدلاً من اللؤلؤ سقطت السحالي من عينيها، وعندما أحضروا الماء لها لكي تغسل يديها، حتى امتلأ الوعاء بالثعابين، وألقت نفسها بين ضيوف حفل الزفاف، كان الهلع بين الجميع، وتبع ذلك مشهد من الارتباك الشديد، وذهب الملك وضرب الصبي المسكين بقوة كبيرة حتى سقط ميتًا، ووُضع الفتى اليتيم في نعش جميل داخل الكنيسة.

وقرابة منتصف الليل دخلت الكنيسة بطة صغيرة دون أن يلاحظها أحد، ثمّ اتخذت شكلها الجميل مرة أخرى، وصعدت إلى نعش أخيها، ووقفت تنظر إليه وتبكي بحزن، ثم خرجت على شكل بطة، وعندما استيقظ الحراس اندهشوا ليجدوا كمية من اللآلئ الجميلة في التابوت، وفي اليوم التالي أخبروا الملك بكل ما حدث، كان الملك متفاجئًا جدًا، خاصة عند ظهور اللآلئ التي كان من المفترض أن تكون ناتجة عن دموع زوجته.

وفي الليلة الثانية ضاعف الحارس، وأخبرهم بضرورة اليقظة، وعلّق مرآة في الكنيسة يستطيع من خلالها رؤية كل ما يمر هناك، وعند عودة البطة ونزعها ريشها وتحولها لفتاة جميلة، رآها الملك، وعرف أنّ هذه هي عروسه الحقيقية، لذلك عندما اقتربت من التابوت، اقترب الحراس بمشاعلهم، فركضت الفتاة نحو الملك، وهي تبكي دموع اللؤلؤ، وأخبرته بسحر زوجة والدها.

وعندما سمع الملك كل شيء، أمر جنوده بالقبض على الزوجة التي تزوجها وإخراجها من البلاد، أرسل آخرين لأخذ زوجة الأب الشريرة أسيرة، وحرقها كساحرة، وأفاق أخوها الذي كان مغماً عليه، لذلك بدلاً من الجنازة، كان هناك حفل زفاف تمت دعوة عدد كبير من الضيوف إليه على الفور.


شارك المقالة: