قصة دودة لامبتون أو (The Lambton Worm) هي قصة خيالية للكاتب جوزيف جاكوبس، تدور القصة حول سلسلة من الأحداث التي يتناقض معظمها مع الذات، وهي من الحكايات الخيالية الإنجليزية من قصص الفولكلور التي يعتقد أنها نشأت في الجزر البريطانية، تطور هذا الفولكلور على مدى قرون من خلال تقليد سرد القصص وهو فريد من نوعه.
الشخصيات:
- تشايلد لامبتون.
- والد تشايلد لامبتون.
- المرأة الحكيمة.
قصة دودة لامبتون:
كان هناك شاب متوحش وكان وريث عائلة لامبتون، وكان يحب أن يذهب لصيد السمك، وكان إذا لم يحصل على صيد جيد، يمكن أن يسمع الناس لعناته وهم يمرون بجانبه، وفي صباح أحد أيام الأحد، كان يصطاد كالعادة، ولم يستطع الحصول على أي سمك، وكلّما كان حظه سيئًا، ازدادت لغته سوءًا حتّى ارتاع المارة من كلماته وهم يذهبون للاستماع إلى القداس.
أخيرًا قرر تشايلد لامبتون أنّ فرصة انتظار الصيد تستحق العناء، وسحب حتّى ظهر فوق الماء بصنارة صيده فجأة رأس مثل قزم مع تسعة ثقوب على كل جانب من فمه، لكنّه لا يزال يجره حتّى وصل الشيء الغريب إلى الأرض، عندما تبين أنّها دودة ذات شكل بشع، وكأنّها كانت قد ظهرت مكافأة للعناته التي استمرت بشدة بعد رؤيته لهذا المشهد.
وفجأة سمع صوتاً من جانبه يقول: ما يزعجك يا بني؟ وماذا التقطت حتى تلطخ هذا اليوم المقدس بهذه اللغة البغيضة؟ وعندما نظر حوله، رأى الشاب لامبتون رجل عجوز غريب يقف بجانبه، قال: أعتقد أنني قبضت على الشيطان بنفسه، انظر إليه وانظر إن كنت تعرفه، لكنّ الرجل الغريب هزّ رأسه وقال: لا يبشر أن تحضر مثل هذا الوحش إلى الشاطئ لك بخير.
لكن لا ترميه مرة أخرى في الماء لقد أمسكت به ويجب أن تحتفظ به واستدار بعيدًا ولم يعد يُرى، قام تشايلد لامبتون وأزالها من خطافه وألقاها في مكان قريب جدًا، ومنذ ذلك اليوم أصبح اسم المكان بئر الدودة، ولبعض الوقت لم يعد يُرى أو يُسمع أي شيء عن الدودة حتّى نمت يومًا ما وأصبحت أكبر من حجم البئر، وظهرت مكتملة النمو، فخرجت من البئر واتجهت إلى الخارج، وطوال اليوم كانت تلتف حول صخرة في منتصف الجدول.
بينما في الليل تخرج من النهر وتجتاز الريف وكانت تمتص حليب الأبقار، وتقوم بأكل الحملان وتثير قلق الماشية، وأخافت جميع النساء والفتيات في المنطقة، ثم كانت تعتزل لبقية الليل وتذهب إلى التل الذي كان يسمى تل الدودة، وكان يتواجد في الشمال على بعد حوالي ميل ونصف من قاعة لامبتون، أخافت هذه الدودة الرهيبة الشاب لامبتون وأعادته إلى رشده.
وأخذ على عاتقه عهود الكنيسة، وغادر إلى الأرض المقدسة على أمل أن تزول الآفة التي جلبها على منطقته، لكنّ الدودة المروعة لم تتوقف، إلا أنّها عبرت النهر ووصلت مباشرة إلى قاعة لامبتون نفسها حيث عاش السيد لامبتون العجوز بمفرده، والذي كان ابنه الوحيد قد ذهب إلى الأرض المقدسة، وكان محتاراً فيما يجب عليه القيام به، كانت الدودة تقترب أكثر فأكثر من القاعة، وكانت النساء تصرخ.
والرجال يجمعون السلاح، والكلاب تنبح، أخيرًا نادى رئيس القرية على الخادمات اللواتي يقمن بجمع الحليب وقال: أحضرن كل الحليب إلى هنا، وعندما فعلنّ ذلك وأحضرنّ كلّ الحليب الذي أنتجته الحظائر التسعة للقرية، وسكبنه كله في الحوض الحجري الطويل امام القاعة، اقتربت الدودة أكثر فأكثر حتّى وصلت أخيرًا إلى الحوض الصغير، وعندما استنشقت الحليب، استدارت جانباً إلى الحوض وابتلعت كل الحليب.
ثمّ استدارت ببطء وعبرت نهر وير، ولفت الجزء الأكبر ثلاث مرات حول تل الدودة طوال الليل، ومن ذلك الوقت كانت الدودة تعبر النهر كل يوم، والويل للقاعة إذا احتوى الحوض الصغير على حليب أقل من الكمية المعتادة، وكانت الدودة تجول في أنحاء القرية تهسهس، وتهتف، وتضرب ذيلها حول أشجار الحديقة وفي غيظها تقتلع أشجار البلوط القوية وأعلى أشجار التنوب.
لذلك استمرت بعملها هذا لمدة سبع سنوات، وحاول الكثيرون تدمير الدودة، لكنّهم فشلوا جميعًا، وفقدوا العديد من الفرسان حياتهم في القتال مع الدودة المتوحشة التي سحقت ببطء الحياة من كان يقترب منها، وأخيرًا عاد تشايلد لامبتون إلى منزله في قاعة أبيه، بعد سبع سنوات طويلة قضاها في التأمل والتوبة على الأرض المقدسة، ووجد قريته حزينة ومقفورة.
كانت الأراضي غير محروثة، والمزارع مهجورة، ونصف أشجار الحديقة مقطوعة، لأنّ لا أحد سيبقى لرعاية الحظائر التسعة التي تحتاجها الدودة لطعامها كل يوم، وذهب تشايلد إلى والده، وتوسل إليه المغفرة عن اللعنة التي جلبها على القاعة، فقال أبوه: أنا أعفو عن خطيئتك، لكن اذهب إلى المرأة الحكيمة في براقفورد، واسألها ما إذا كان بإمكانها تحريرنا من هذا الوحش.
ذهب تشايلد إلى الحكيمة، وطلب نصيحتها، فقالت له بغضب: هذا خطأك يا تشايلد الذي نعاني من أجله، وستكون أنت الوحيد الذي تطلق سراحنا، قال تشايلد: سأضحي بحياتي من أجل ذلك، قالت له: اسمعني، وقم بالتركيز جيدًا يمكنك أنت وأنت وحدك قتل الدودة، ولكن لتحقيق هذه الغاية، اذهب إلى الحداد واستخدم رؤوس رمح في درعك.
ثمّ اذهب إلى صخرة الدودة وقف هناك، وعندما تأتي الدودة إلى الصخرة في فجر النهار، جرب قوتك في قتالها، وسيمنحك الله خلاصًا وانتصاراً جيدًا، قال تشايلد لامبتون: سأفعل هذا، ثمّ قالت المرأة الحكيمة: لكن هناك شيء آخر، إذا قتلت الدودة أقسم أنك ستقتل أول شخص يقابلك عندما تعبر مرة أخرى عتبة قاعة لامبتون، افعل هذا وسيكون كل شيء على ما يرام معك.
ثمّ قالت له: يجب أن تفي بكل ماقلته لك ،أقسم تشايلد على تنفيذ ما أخبرته به المرأة الحكيمة، وذهب في طريقه إلى الحداد، وأحضر درعاً مرصعًا برؤوس رمح في كل مكان، وفي فجر اليوم تولى مهمته على صخرة الدودة في نهر وير حيث مع بزوغ الفجر، قامت الدودة بفك خيوطها الملتفة حول التل، ووصلت إلى صخرتها في النهر.
وعندما رأت تشايلد ينتظرها، قامت بضرب المياه في غضبها ولفت خيوطها حول تشايلد ثمّ حاولت سحقه حتى الموت، لكنّ كلما ضغطت عليه كلّما حفرت رؤوس الرمح بشكل أعمق في جوانبها، ولا يزال يضغط عليها حتّى تحول الماء المحيط به إلى اللون الأحمر من دمها، ثمّ تخلت الدودة عن القتال، وتركت تشايلد حراً في استخدام سيفه.
ثمّ قطع الدودة إلى قسمين سقط نصفها في النهر، ومرة أخرى حاصر الرأس وبقية الجسد، وأخيرًا حلت الدودة نفسها من الخيوط، وتدحرجت وهي تموت في النهر، وسبح تشايلد على الشاطئ، ورفع بوقه وأطلق ثلاث صيحات، وكانت هذه إشارة إلى القاعة لنجاحه حيث حبس الخدم ووالده العجوز أنفسهم للصلاة من أجل نجاح تشايلد.
وعندما سمعوا الصوت الثالث للبوق، كان عليهم إطلاق سراح بوريس كلب الصيد المفضل لدى تشايلد، وكانت فرحتهم كبيرة لسلامة تشايلد وهزيمة الدودة لدرجة أنهم نسوا أوامر المرأة الحكيمة، وعندما وصل تشايلد إلى عتبة القاعة، هرع والده العجوز لمقابلته، وكان سيضمه إليه، فصرخ تشايلد: النذر! النذر! صرخ تشايلد لامبتون وهذه المرة تذكر الخدم النذر.
وأطلقوا سراح الكلب بوريس، فرفع تشايلد سيفه، وقطع رأس كلبه المخلص، وتمّ كسر النذر، ولم يمت أحد من عائلة لامبتون ، وتوفي آخر عائلة لامبتون في عربته بينما كان يعبر جسر بروجفورد قبل مائة وثلاثين عامًا.