قصة دوراني

اقرأ في هذا المقال


دوراني ( DORANI) الفتاة ذات أجمل شعر في القصص الخيالية العالمية للأطفال، ينطلق أمير لاكتشاف سبب عودة عروسه إلى منزلها كل ليلة، ادرجها اندرو لانغ في كتاب جنية الزيتونة.

الشخصيات:

  • دوراني.
  • الأمير.
  • الجنية.
  • الساحر إندرا.

قصة دوراني

كان يعيش في مدينة هندوستان بائع الروائح والجواهر، وكان لديه ابنة جميلة جدا اسمها دوراني، كان لهذه الفتاة صديقة كانت خرافية، وكانت الاثنتان تحظيان بتأييد كبير مع إندرا ملك الجنيات، حيث لا يمكن لأحد في المملكة أن يساويهما في النعمة والجمال.
كان لشعر دوراني أجمل شعر في العالم، فهو أشبه بالذهب المغزول، ورائحته كرائحة الورد الطازج، وفي أحد الأيام قطعت خصلة لامعة من شعرها ولفتها بورقة كبيرة وألقتها في النهر الذي يجري أسفل نافذتها، وحدث أن ابن الملك كان قد خرج للصيد، ونزل إلى النهر ليشرب، فلما طفت نحوه ورقة مطوية خرج منها عطر من الورد، أخذ الأمير بفضول، خطوة في الماء وأمسك الورقة أثناء إبحارها.
وعندما فتحها، ووجد بداخلها خصلة شعر مثل الذهب المغزول، خرجت منها رائحة رائعة، وعندما وصل الأمير إلى المنزل في ذلك اليوم، بدا حزينًا جدًا وساكنًا جدًا لدرجة أن والده تسائل عما إذا كان قد أصابه أي مرض، وسأله ما الأمر، فأخذ الشاب من صدره خصلة الشعر التي وجدها في النهر، وأمسكها وقال: انظر يا أبي، هل شعرت بهذا الشكل؟ ما لم أفوز وأتزوج الفتاة التي تمتلك هذا الشعر، سوف أموت!
لذلك أرسل الملك على الفور جنود في جميع أنحاء المملكة للبحث عن الفتاة ذات الشعر الذهبي، وأخيراً علم أنّها كانت ابنة بائع العطور، سرعان ما انطلق موضوع مهمة الجنود في الخارج، وسمعته دوراني مع البقية، وذات يوم قالت لأبيها: إذا كان شعري وطلب مني الملك أن أتزوج من ابنه فلا بد لي من ذلك، لكن تذكر يجب أن تخبره أنّه إذا بقيت أعيش في القصر بعد الزفاف، فسوف أقضي كل ليلة في منزلي القديم.
استمع إليها الرجل العجوز بذهول، لكنه لم يجبها بشيء لأنه عرف أنّها أحكم منه، بالطبع كان شعر دوراني، وسرعان ما عاد الجنود وأبلغوا الملك الذي استدعى بائع العطور، وأخبره أنّه يتمنى أن تتزوج ابنته من الأمير. أحنى الأب رأسه على الأرض، وقال: جلالتك، كل ما تطلبه لنا سنفعله، ولكنّ ابنتي تشترط فقط، إذا بقيت طوال اليوم في القصر بعد الزفاف، فقد تعود كل ليلة إلى منزل والدها.
اعتقد الملك أنّ هذا طلب غريب للغاية. لكنه قال لنفسه إن هذا الأمر من شأن ابنه، ومن المؤكد أن الفتاة سرعان ما ستسأم من الذهاب والعودة، لذلك لم يواجه صعوبة، وتم ترتيب كل شيء بسرعة وتم الاحتفال بالزفاف بفرح كبير، في البداية، أنزعج الأمير قليلاً بسبب الشرط المتعلق بزفافه مع دوراني الجميلة.
ولكن، ما أثار استيائه أكثر، أنّه وجد أنّها لم تفعل شيئًا سوى الجلوس طوال الوقت على كرسي ورأسها منحني إلى الأمام على ركبتيها، ولم يتمكن أبدًا من إقناعها بقول كلمة واحدة، وكانت تعود كل مساء إلى منزل والدها، وكل صباح يتم إعادتها بعد الفجر بقليل، ومع ذلك لم يمر صوت على شفتيها أبدًا، ولم تُظهر أي علامة على استجابتها لزوجها.
في إحدى الأمسيات، وكان الأمير غير سعيد للغاية ومضطرب، يتجول في حديقة قديمة وجميلة بالقرب من القصر، كان البستاني رجلاً مسنًا جدًا فقد خدم الجد الأكبر للأمير، جاء الأمير وجلس بالقرب منه، فقال العجوز: طفلي! لماذا تبدو حزينًا للغاية؟ ثم أجاب الأمير: أنا حزين يا صديقي القديم، لأنّني تزوجت من زوجة جميلة مثل النجوم، لكنّها لن تتحدث معي.
ولا أعرف ماذا أفعل، ليلة بعد ليلة تتركني لمنزل أبيها، ويومًا بعد يوم تجلس في منزلي وكأنها تحولت إلى حجر، ولا تنطق بكلمة مهما كان ما أفعله أو أقول، وقف الرجل العجوز يفكر للحظة، ثم انطلق إلى كوخه الخاص، وبعد ذلك بقليل عاد إلى الأمير ومعه خمس أو ست علب صغيرة وضعها في يديه وقال: غدًا، عندما تغادر عروسك القصر، رش المسحوق من إحدى هذه العبوات على جسدك، و ستصبح غير مرئي، قد تسير الأمور على ما يرام!
شكره الأمير ووضع العبوات بعناية في عمامته، وفي الليلة التالية، عندما غادرت دوراني إلى منزل والدها في منزلها، أخرج الأمير علبة من المسحوق السحري ورشها على نفسه، ثم سارع وراءها، و سرعان ما وجد أنّه، كما وعد الرجل العجوز،كان غير مرئي للجميع، على الرّغم من تمكنه من رؤية كل ما مر به.
وعندما غادرت عروسه ودخلت المنزل ، دخل هو أيضًا دون أن يلاحظها أحد، وعند الباب الأول خلعت دوراني حجابها، بعد ذلك صعدت الدرج، وانتقلت إلى غرفتها الخاصة حيث تمّ وضع حوضين كبيرين، أحدهما من عطار الورد والآخر من الماء حيث غسلت نفسها، وبعد ذلك طلبت الطعام الذي أكلته على عجل، ثم ارتدت رداءًا من الفضة، بينما كان إكليل الورد يتوج شعرها. عندما كانت ترتدي ملابسها بالكامل، جلست على كرسي بأربع أرجل كانت فوقه مظلة بستائر حريرية،، ثم صرخت: حلق أيها الكرسي إلى قصر راجا إندرا.
على الفور ارتفع الكرسي في الهواء، وكان الأمير غير المرئي الذي شاهد كل هذه الإجراءات بإعجاب كبير، ووجد نفسه يُحمل في الهواء بمعدل سريع عندما تعلق بالكرسي، بعد فترة وجيزة وصلوا إلى منزل الجنية التي كانت الصديقة المفضلة لدوراني حيث وقفت الجنية منتظرة على العتبة، وهي ترتدي ملابس جميلة مثل دوراني نفسها.
، وعندما توقف الكرسي عند بابها نظرت مندهشة وقالت: لماذا، الكرسي يتطاير بالكامل معوجًا اليوم! ما سبب ذلك ؟ أظن أنّك قد أخبرت زوجك بأمرنا، وبالتالي لن يطير بشكل مستقيم، لكن دوراني اخبرتها أنّها لم تقل له كلمة واحدة، ولم تستطع التفكير في سبب تحليق الكرسي كما لو كان مثقلًا على جانب واحد.
لا تزال الجنية تشك بأمر الكرسي لكنّها جلست بجانب دوراني، وكان الأمير لا يزال يمسك بإحكام إحدى ساقيه، ثم طار الكرسي في الهواء حتى وصل إلى قصر إندرا الساحر حيث طوال الليل غنت النساء ورقصنَ أمام راجا إندرا،حتى انبهر الأمير الذي جلس يراقب كل شيء، و قبل الفجر بقليل، أعطى إندرا إشارة بالتوقف، ومرة أخرى جلست المرأتان على المقعد، وتشبث الأمير بساقه، ثمّ عادت المرأتان إلى الأرض، وعادت دوراني وزوجها بأمان إلى متجر بائع العطور.
هنا سارع الأمير بمفرده متجاوزًا قصر دوراني، مباشرة إلى قصره، وذهب إلى غرفته الخاصة، ثم استلقى على الأريكة وانتظر وصول دوراني، وبمجرد وصولها جلست وظلت صامتة كالمعتاد ورأسها منحني على ركبتيها. لم يسمع صوت لفترة، لكنّ الأمير قال الآن: حلمت بحلم فضولي الليلة الماضية، وبما أنّه كان كل شيء عنك فسوف أخبرك به، على الرّغم من أنّك لن تكترث بما أقول.
لم تنتبه الفتاة إلى كلماته في البداية، ولكن على الرغم من ذلك، استمر في سرد ​​كل شيء حدث في الليلة السابقة دون ترك أي تفاصيل عن كل ما رآه، وعندما امتدح غنائها وارتعش صوته قليلاً ، نظرت إليه دوراني للتو لكنّها لم تقل شيء، مع ذلك في داخلها كانت مليئة بالدهشة وهي تقول: يا له من حلم !ثمّ فكرت: هل يمكن أن يكون حلما؟
واستمرت تقول في نفسها: كيف يمكن أن يعلم في المنام كل ما فعلته أو قلته؟ ولكنّها ما زالت صامتة، فقط نظرت إلى الأمير مرة واحدة، ثم بقيت طوال اليوم كما كانت من قبل وعندما جاء الليل، جعل الأمير نفسه غير مرئي مرّة أخرى وتبعها. حدثت نفس الأشياء مرة أخرى كما حدث من قبل، لكن دوراني غنت أفضل من أي وقت مضى.
وفي الصباح، أخبر الأمير دوراني للمرة الثانية بكل ما فعلته، متظاهرًا أنه حلم به، و مباشرة بعدما أنهى حدّقت فيه دوراني وقالت: هل صحيح أنك حلمت بهذا أم أنك كنت هناك حقًا؟ أجاب الأمير: كنت هناك ، فسألت الفتاة: لكن لماذا تتبعني؟ أجاب الأمير: لأنّني أحبك، وأن أكون معك هي السعادة.
هذه المرة ارتجفت جفون دوراني، لكنّها لم تعد تقول أكثر، وبقيت صامتة بقية اليوم، ومع ذلك في المساء، بينما كانت تخطو لبيتها، قالت للأمير: إذا كنت تحبني، أثبت ذلك من خلال عدم ملاحقتي هذه الليلة، وهكذا فعل الأمير ما تشاء، وبقي في المنزل.
في ذلك المساء، طار الكرسي السحري بشكل غير مستقر لدرجة أنهنّ لم يتمكنَّ من الاحتفاظ بمقاعدهنّ، وفي النهاية صرخت الجنية: هناك سبب واحد فقط يجب أن يكون سبب رعشة الكرسي هكذا! لقد كنت تتحدثين مع زوجك! فقالت دوراني: نعم لقد تكلمت، نعم لقد تكلمت! في تلك الليلة غنَّت دوراني بشكل رائع لدرجة أنّ راجا إندرا نهض في النهاية وتعهد أنّها قد تسأل عمّا تريده وسيعطيه لها.
في البداية كانت صامتة. لكنّها عندما ضغط عليها أجابت: أعطني العود السحري، لما سمع الساحر ذلك، استاء من نفسه لأنّه قطع وعدًا متهورًا، لأنّ هذا العود كان يثمنه فوق كل ممتلكاته، ولكن كما وعد يجب أن يعطيها وسلمها لها.
قال السعادة.: يجب ألّا تأتي إلى هنا مرّة أخرى أبدًا، لأنّه طلبت الكثير، كيف ستكتفي في المستقبل بهدايا أصغر؟حنت دوراني رأسها بصمت وهي تأخذ العود، ومرت مع الجنية خارج البوابة الكبرى حيث كان الكرسي ينتظرهما، وبصعوبة أكثر من ذي قبل، عاد إلى الأرض.
عندما وصلت دوراني إلى القصر في ذلك الصباح سألت الأمير عمّا إذا كان قد حلم مرّة أخرى، ضحك بسعادة لأنّ هذه المرّة تحدثت معه بمحض إرادتها، فأجاب: لا، لكنّي بدأت أحلم الآن، ليس بما حدث في الماضي، ولكن بما قد يحدث في المستقبل، وفي ذلك اليوم جلست دوراني بهدوء شديد لكنها ردت على الأمير عندما تكلم معها، ولمّا حل المساء وقت رحيلها جلست.
ثم اقترب منها الأمير وقال بلطف: ألا تذهبين إلى منزلك يا دوراني؟ عند ذلك نهضت وألقت بنفسها تبكي بين ذراعيه، وهمست بلطف: لن أتركك مرة أخرى أبدًا يا سيدي! فربح الأمير عروسه الجميلة، وعلى الرّغم من أنّهم لم يتعاملوا أكثر مع الجنيات وسحرهم، فقد تعلموا يوميًا أكثر عن سحر الحب والذي قد لا يزال المرء يتعلمه، على الرّغم من أنّ السحر الخيالي قد هرب.


شارك المقالة: