يعتقد أغلب الأشخاص بأنّ الجمال أو القوة تكفي للتغلّب على المصاعب، ولكن حقيقة الأمر أن المصاعب يمكن التغلّب عليها بالحكمة والذكاء؛ فالعقل هو مصدر القوة لدى كل المخلوقات، هذا ما حدث مع البومة الذكية الحكيمة، حيث استطاعت أن تصبح وزيرة للأسد ملك الغابة بفضل ذكائها وحكمتها، وتغلّبت على الفيل والببغاء، على الرغم من عدم امتلاكها الجمال أو القوة الجسدية.
قصة ذكاء البومة
في إحدى الغابات كانت تعيش الحيوانات مع بعضها البعض بسعادة، وفي يوم من الأيام أراد الأسد وهو ملك الغابة أن يعيّن له ووزيراً من بين الحيوانات، وأعلن الثعلب معاون الأسد عن من يرغب أن يكون وزيراً للأسد، عليه أن يأتي ويتقدّم ويعرّف عن نفسه، في اليوم التالي ذهب فيل وببغاء وبومة ليتم تعيين واحد منهم وزيراً للأسد.
عندما حضروا هؤلاء الحيوانات أمام الأسد قال لهم: من منكم يظنّ بأنّه سيكون مؤهلاً ليكون الوزير لي؟ قال الفيل: أنا يا سيدي الأسد؛ فأنا كبير وضخم الجسد، ولدي قوة كبيرة، أستطيع بها التغلّب على أي عدو، نظر له الأسد ولم يقل شيئاً، بعد ذلك نظر للببغاء وقال لها: ولماذا أنتِ تظنين بأنّكِ يمكن أن تكونين الوزيرة لي؟ قالت الببغاء: انظر إلى جمالي؛ فأنا أمتلك ريشاً ملوّناً لا يمتلكه أحد مثلي، لم يردّ الأسد أيضاً بأي شيء.
ثم نظر للبومة وقال لها: وأنتِ أيّتها البومة لماذا تظنّين بأنّكِ ستكونين الوزيرة؛ فأنتِ لا تملكين قوة كالفيل ولا جمالاً كالببغاء، نظرت له البومة بكل هدوء وقالت: أنا حقّاً كما قلت، ولكن الحكم يا سدي الملك لا يحتاج إلى قوة فحسب، بل هو بحاجة إلى الحكمة والعقل أيضاً، أنت مثلاً تعتبر ملك الغابة، ولكن هنالك من هو أقوى وأضخم منك كالفيل، وهنالك من هو أجمل منك كالطاووس أو الغزال.
ولكن أنت من تم اختيارك لتكون ملك الغابة لأنّك تمتلك الذكاء والحكمة، أعجب الأسد كثيراً بما قالته البومة، وقال لها: أنتِ محقّة أيّتها البومة؛ فأنا أحتاج لوزير حكيم، ولست بحاجة إلى القوة أو الجمال، وتم اختيار البومة كوزير للأسد بفضل ذكائها وحكمتها.
