يحب الأطفال الأجداد ويحبّون جلوسهم في المنزل؛ فهم مصدر الخبرة والحكمة والتسلية لهم، وهنالك الكثير من الأطفال الذين لديهم تعلّق كبير بأجدادهم، هذه صفة حنين التي كانت تحب جدّتها الحنونة، وكانت دائماً تزور قبرها، ولأنّ جدّتها كانت جدّة طيبة وحنونة، تعرّضت حنين لموقف استطاعت أن تستخدم دعاء كانت جدّتها تقوله وأسعفها بالوقت المناسب.
قصة ذكريات جدتي
توفّيت جدّة حنين قبل عام، ولكن حنين كانت تحب جدّتها كثيراً، وتتذكّر جملتها الشهيرة التي كانت تقول به: (اللهم إني توكلت عليك)، كانت حنين تذهب لزيارة جدّتها بشكل متكرّر، وتبدأ تستذكر معها ذكرياتهم الجميلة التي كانوا يعيشونها سويّةً، وأحاديثهم وقصص جدّتها المسليّة، وكانت دائماً تقول: محظوظ من يمتلك جدّة في منزله؛ فتحلّ البركة والخير أينما تحلّ الجدّة.
وفي مرّة من المرّات بينما كانت حنين عائدة من زيارتها لقبر جدّتها، إذ مرّت بجانب منزل جيرانهم، وسمعت صوت استغاثة، عندما اقتربت حنين من هذا الصوت وجدت جارتها أم خالد تستنجد بسبب حدوث حريق نشب عندهم في المنزل، شعرت حنين وقتها بالخوف؛ لأنّ الشارع كان خالي من النّاس، ولم تكن تعلم حنين ماذا ستفعل وكيف ستنقذ جارتها وهي تعلم بأن لديها طفل رضيع في الداخل.
خطر ببالها أن تذهب للمنزل وتتصّل بشرطة الإطفاء؛ ولكنّها وجدت بأنّه ليس حلّاً منطقيّاً، والوقت لن يسعف جارتها بأن تنقذ ابنها الرضيع الذي يجلس بين الحريق، ثم خطر بذهنها أن تذهب وتطلب النجدة من الجيران، ولكن كانت تعلم أيضاً أن الوقت الذي يحتاجه هذا الأمر سيكون وقتاً طويلاً، وهذا الحل لن يسعف الطفل الرضيع.
وقفت حنين حائرة ماذا ستفعل، في وسط تلك الحيرة تذكّرت حنين جملة جدّتها الشهيرة وهي: (اللهم إني توكلت عليك)، وما أن أكملت حنين الجملة حتّى وجدت أمامها دلو ماء فارغ، أسرعت وملأته بالماء وبدأت بإطفاء الحريق، وفي تلك الأثناء كان أحد الجيران قد حضر للمساعدة، وبعد جهد كبير استطاعت حنين أن تساعد الطفل الرضيع الذي كانت أمّه تصرخ بسببه، وأهدت هذا الخير لجدّتها صاحبة الجملة التي أسعفتها في الوقت المناسب.