قصة الولد المبذر

اقرأ في هذا المقال


علينا تعليم أطفالنا أهمية توفير المال، ويجب عليهم إدراك أن المال لا يأتي بسهولة، هذا ما حدث مع رائد الذي كان يحب التبذير؛ فقرّر والده أن يقوم بعمل حيلة كي يجعله يدرك أهميّة المال وأنّه لا يأتِ بسهولة كما يظنّ، وعندما حصل رائد على المال مقابل العمل الشاقّ، أدرك وقتها أن المال شيء ثمين لا يجوز أن نبذّره ونهدره.

قصة الولد المبذر

رائد كان ولد مجتهد في الدراسة، ولكنّه كان يعاني من مشكلة كبيرة وهي تبذير الأموال؛ حيث كان يأخذ مصروفه من والده كباقي إخوته، ولكن سرعان ما كان يقوم بصرفه على شراء الحلوى وباقي الأشياء التي يحبّها كثيراً، وكان عندما يصرف ما يملك من نقود، يعود ويقوم بطلب مصروف من والده مرّةً أخرى.

لأنّ والد رائد كان يحبّه فكان دائماً يعطيه ولا يبخل عليه بالمال أبداً، ولكن رائد كان يطلب من والده كل يوم؛ وفي يوم من الأيام نادى والد رائد عليه وقال له: أنا أريد أن أسألك عن نقودك، أين تذهب بها يا بني، أنا لن أبخل عليك بالمال، ولكن أنا ألاحظ أنّك تصرف النقود بسرعة كبيرة، قال له رائد: يا أبي أنا أحب شراء الحلوى بكثرة لي ولأصدقائي، على الرغم من أنّني أضع جزء منها في القمامة، ولكنّني أستمتع بذلك كثيراً.

نظر الأب لابنه نظرة استغراب وقال له: لا يجوز يا بني أن تبذّر بالمال؛ فقد شبّه الله المبذرّين بأنّهم إخوان الشياطين، ولكن رائد لم يأبه بكلام والده، لذلك خطر بذهن والده فكرة جيّدة لكي يعلّم ابنه درساً عن أهميّة توفير المال، وكيف أنّه لا يأتي بسهولة، نادى والد رائد عليه في يوم من الأيام وقال له: يا بني لقد سمعت أن جارنا يريد شخصاً يقوم بتنظيف الحديقة له مقابل المال، وأنا لم أجد أنسب منك لهذه المهمّة ما رأيك؟ قال له رائد: وكم سيعطيني مقابل ذلك؟ قال له والده: لا أعلم.

وافق رائد على العمل في الحديقة مقابل المال، وبالفعل ذهب في اليوم التالي وظلّ يعمل في حديقة جاره حتى المساء، وعندما أخذ أجره وذهب مع أصدقائه ليشتري الحلوى، شعر وقتها أن هذا المال لم يأتِ بسهولة؛ فقرّر أن يشتري القليل من الحلوى ويحتفظ بالباقي، وبذلك لقّن والد رائد درساً لن يسناه عن الابتعاد عن التبذير وإهدار المال.


شارك المقالة: