نبذة عن قصة راعي ميدفاي:
تُعد قصة راعي ميدفاي هي قصة أيرلنديّة، قامَ الكاتب جوزيف جاكوبس بكتابتها في عام 1892م. وهي قصة خياليّة تُخاطب الأطفال، تقع أحداث هذه القصة في أعلى الجبال السوداء في كارمارثينشاير على البحيرة المعروفة باسم لين يافان فاج.
الشخصيات:
- راعي ميدفاي.
- زوجة راعي ميدفاي.
ملخص أحداث قصة راعي ميدفاي:
على حافة بحيرة لين يافان فاج، قادَ راعي ميدفاي الحملين واستلقى هناك بينما وفجأة رأى ثلاثة عذارى ينهضون من مياه البحيرة المُظلمة، وكانت قطرات المياه اللامعة تتساقط من شعرهم، بدأن الفتيات بالتجول بين قطيعه وعلى شاطئ البحيرة. كان جمال هؤلاء الفتيات فاتن للغاية، فتجرأ راعي ميدفاي وتقرب من واحدة من هؤلاء الفتيات وعرض عليها الخبز الذي كان معه، فأخذته وجربته ثمّ غنت له: خبزك قاسٍ وغير طري، ليس من السهل الإمساك بي. ثم ركض الراعي ضاحكاً إلى البحيرة، ولكن اختفت الفتاة في أمواج البحيرة.
وفي اليوم التالي، أخذ الراعي معه خبزًا لم يتم إعداده جيدًا وراقب الفتيات، وعندما وصلن إلى الشاطئ قدّم خبزه، فتذوقت الفتاة البكر وغنت: غير مخبوز هذا الخبز، لن أخذه معي. واختفت مرة أخرى في أمواج البحيرة. وفي المرة الثالثة، حاول راعي ميدفاي جذب العذراء وهذه المرة قدّم لها الخبز الذي وجده طافيًا بالقرب من شاطئ البحيرة وقد أسعدها ذلك، ووعدته بأنَّها ستصبح زوجته إذا كان قادرًا على إخراجها من بين أخواتها في اليوم التالي. كانت هذه الفتاة ليست من جنس البشر، فكانت أشبه بالحوريات.
ولما جاء الوقت في صباح اليوم التالي، عرف الراعي حبيبته من صوت حزام حذائها، ثمّ أخبرته أنَّها ستكون زوجة صالحة له مثل أيَّ فتاة أرضيّة أخرى، ولكن إذا ضربها ثلاث مرات من دون سبب ستتركه لا محالة، وبالطبع اعتبر الراعي أنَّ ضربها أمر مستحيل. قامت باستدعاء ثلاث بقرات وعجلين وثور (كنذر لزواجها) اقتادها إلى المنزل زوجها كعروس. مرت سنين زواجهما بسعادة وولد ثلاثة أطفال للراعي وللفتاة البكر.
وفي يوم من الأيام، كانت الزوجة ذاهبة إلى الكنيسة لتعميد طفلها، وقالت لزوجها: إنَّ المسافة بعيدة للمشي. فرد زوجها: اذهبي لإحضار الخيل للذهاب للكنيسة. قالت: سأفعل ذلك إذا أحضرت لي القفازات التي تركتها في المنزل. ولكن عندما عاد بالقفازات لم يجدها بجانب الخيول، فربّت على كتف زوجته بالقفازات برفق وقال: انطلقي انطلقي، قالت الزوجة: هذه المرة الأولى.
وفي أحد الأيام كانا في حفل زفاف وفجأة سقطت عذراء البحيرة وهي تبكي وتبكي وسط الفرح والبهجة من حولها، فربّت زوجها على كتفها وسألها: لماذا تبكين يا عزيزتي؟ فقالت: لأنهم يتدخلون في المشاكل ومشقة المشاكل تقع عليك، فهذه هي الضربة الثانية التي وجهتها لي من دون سبب، والثالثة هي الأخيرة احذر. حرص الزوج على عدم توجيه ضربات لزوجته مرة أخرى، ولكن ذات يوم في جنازة انفجرت فجأة في نوبات من الضحك، فقامَ زوجها بلمس كتفها بقسوة قائلًا: هل هذا وقت الضحك؟
قالت الزوجة: أنا أضحك لأن أولئك الذين يموتون تنتهي جميع مشاكلهم، ولكن أظن بأنَّ مشكلتك الأكبر قد حان وقتها. وأكملت: لقد تم توجيه الضربة الأخيرة، انتهى زواجنا وداعًا لك. وبهذا خرجت من منزل الجنازة وذهبت إلى منزلهم، ثمّ نظرت حول منزلها ونادت الماشية التي أحضرتها معها وقالت: بقرة برندل البيضاء المرقطة والبقرة المرقطة كثيرة النمش والبقرة ذو الوجه الأبيض القديم والعجل الرمادي والعجل الأبيض الذي أتت به من ساحل الملك والثور الأسود، جميعكم جميعكم اتبعوني إلى المنزل!
وخلال هذا الوقت تمّ ذبح الثور الأسود وكان مُعلقًا على الخطاف، ولكن قامت الزوجة بإخراجه من الخطاف حي يرزق وبصحة جيدة وتبعها، كانت تستخدم هذه الحيوانات لحراثة الأرض وأثناء مشيها نحو البحيرة قامت بحراثة بعض الأراضي. وهربت الزوجة مرة أخرى إلى البحيرة، وتبعها كافة الحيوانات التي جلبتهم معها وغرقوا معهم في المياه المظلمة. وإلى يومنا هذا، يُرى المحراث الذي كانت تضعه على الثور لحراثة الأراضي بجانب البحيرة.
وعندما نما أبناؤها حتى وصلوا إلى سن الرجولة، خرجت الزوجة من البحيرة وذهبت إلى أبنائها، قابلتهم بحرارة وأعطت كل واحد منهم هدية وعطية شفاء يستخدمونها لمعالجة أحبائهم؛ وكان هذا السبب لتسميتهم أطباء ميدفاي. أصر أبنائها على بقائها بجانبهم، ولكنها أصرت على الذهاب إلى منزلها في البحيرة المظلمة.