من أكثر ما يحبّه الأطفال في فصل الشتاء هو هطول الثلج؛ فبياض الثلج وطراوة ملمسه تبثّ في قلوبهم الفرح والسعادة، سنحكي في قصة اليوم عن عائلة العم فرحان التي كانت تنتظر هطول الثلج بشوق ولهفة، وعندما هطل الثلج تعاونوا وقاموا بصنع رجل ثلجي ضخم جدّاً، حدث معهم في هذا اليوم الكثير من المفارقات المضحكة، خاصّةً مفارقة الجدة والنظّارة.
قصة رجل الثلج
كانت عائلة العم فرحان تجلس في المنزل بجانب المدفأة، وتنتظر هطول الثلوج في فصل الشتاء بكل لهفة وشوق، وعندما حان موعد تساقط الثلوج، ظلّت تهطل طوال الليل بغزارة، خرجت العائلة في الصباح بفرح شديد لصنع رجل ثلجي ضخم وكبير في حديقة المنزل، فتعاون الجميع وبدأوا بتشكيل هذا الرحل، وكانوا يلبسون الكفوف بأيديهم، فقاموا بعمل رجل كبير يبدو كالرجل الحقيقي، بعد ذلك قرّروا أن يقوموا بوضع الزينة على هذا الرجل الضخم؛ فقاموا بإحضار الجزر والأزرار ليضعوا له الأنف والعيون.
بدا منظر هذا الرجل الثلجي الضخم جميل جدّاً؛ خاصّةً أنّه كان شديد البياض الناصع، نادى الأولاد على أمّهم وأبيهم ليروا رجل الثلج الضخم الذي قاموا بصنعه، فرح الأب والأم بذلك كثيراً، قال الأب لأولاده: لقد نسيتم شيئاً مهمّاً يا أولادي، قال له أولاده: ماذا يا أبي؟ قال لهم الأب: يجب عليكم أن تجعلوا الرجل الثلجي يبدو أنيقاً، هيا اذهبوا وأحضروا ياقة حمراء لنضعها على رقبة هذا الرجل الجميل.
ثم قالت الأم: عليكم أن تحضروا شالي لكي تجعلوه يشعر بالدفء؛ فالطقس بارد جدّاً، ذهب الأولاد وألبسوا الرجل الثلجي شال والدتهم، وبقي دور الجدّة لتعطي رأيها في الأمر؛ فقالت لهم الجدة: أنا لا أرى بوضوح وكيف سأرى هذا الرجل دون نظّاراتي.
ذهبت الجدّة إلى الداخل لتبحث عن نظّاراتها، وعندما خرجت وجدت العائلة تنظر لها وتضحك بصوت عالي، استغربت الجدّة وسألت أحفادها عن سبب ضحكهم، فقالوا لها: لقد أخذ الرجل الثلجي نظّاراتكِ يا جدّة، اقتربت الجدّة من الرجل الثلجي قالت له: وكيف سأستطيع رؤيتك أيّها الغبي دون نظّاراتي، ضحكت الجدة وضحك الجميع، وأدخل هذا الرجل الثلجي الفرح على الجميع.