رحلات جاليفر، أو رحلات إلى عدة دول نائية في العالم، في أربعة أجزاء، بقلم ليمويل جاليفر، الجراح الأول ثم قائد السفن المتعددة، هو عبارة عن هجاء نثري عام 1726، للكاتب ورجل الدين الأيرلندي جوناثان سويفت يسخر من الطبيعة البشرية والنوع الأدبي الفرعي حكايات المسافرين، أدرجها أندرو لانغ في كتاب الجنية الأزرق.
الشخصيات:
- جالفير.
- سكان الجزيرة.
- الإمبراطور.
قصة رحلات جاليفر الجزء الثاني:
بعد حوالي ساعتين غادر الإمبراطور وحاشيته وبقيت مع حارس قوي لإبعاد الحشد الذين كان بعضهم وقحًا لإطلاق سهامهم نحوي بينما كنت أجلس بجانب باب منزلي الذي وضعوني فيه، لكن العقيد أمر بالقبض على ستة منهم وتسليمهم إلى يدي حيث وضعت خمسة منهم في جيب معطفي، وأما السادس، فقد رفعته وجهًا لوجه أمامي كما لو كنت سآكله حياً، فصرخ الرجل الفقير بشدة وكان العقيد وضباطه يشعرون بالضيق للغاية، خاصة عندما رأوني أخرج سكينتي.
لكنني سرعان ما جعلتهم يشعرون بالراحة لأنني قمت بقطع الخيوط التي كان مربوطًا بها، ثمّ وضعته برفق على الأرض، وركض بعيدًا ولقد عاملت البقية بنفس الطريقة وأخرجتهم واحدًا تلو الأخرى من جيبي، ورأيت أن كلاً من الجنود والناس سعداء بهذه العلامة للطفي وعندما الليل دخلت منزلي بصعوبة، حيث استلقيت على الأرض، كما كان يجب أن أفعل لمدة أسبوعين حتى تم تجهيز سرير لي من ستمائة سرير من أسرتهم العادية.
تم تعيين ستمائة خادم وثلاثمائة خياط صنعوا لي بدلة من الملابس،علاوة على ذلك تم توظيف ستة من أعظم علماء جلالة الملك ليعلموني لغتهم، لذلك سرعان ما تمكنت من التحدث بعد تعليمي جزءًا من لغتهم مع الإمبراطور الذي غالبًا ما كان يكرمني بزياراته، كانت أولى الكلمات التي تعلمتها هي الرغبة في أن يسعدني ويمنحني حريتي، والتي كنت أكررها كل يوم على مسامعه، لكنه أجاب أن هذا يجب أن يكون متروكًا للوقت وأنه يجب أولاً أن أقسم بالسلام معه ومع مملكته.
أخبرني أيضًا أنه وفقًا لقوانين الأمة يجب أن يتم تفتيشي من قبل اثنين من ضباطه، وأنه لا يمكن القيام بذلك بدون مساعدتي، فقد وثق بهم في يدي، وكل ما أخذوه مني يجب أن يعاد عندما أغادر البلاد، ثمّ حملت الضابطين ووضعتهما في جيوب معطفي حيث قام هؤلاء السادة، بحمل القلم والحبر والورق ثمّ عملوا قائمة دقيقة بكل ما رأوه، والتي قمت بترجمتها بعد ذلك إلى الإنجليزية، والتي كانت على النحو التالي: في جيب المعطف الأيمن لرجل الجبل العظيم، وجدنا قطعة واحدة رائعة فقط من القماش الخشن، كبيرة بما يكفي لتغطية سجادة غرفة رئيس الدولة في جلالتك.
وفي الجيب الأيسر رأينا صندوقاً فضياً ضخماً بغطاء فضي لم نتمكن من رفعه، وحين أردنا أن يتم فتحه ووجد أحدنا الذي دخل فيه بنفسه حتى منتصف ساقه نوع من الغبار، وبعضه كان يطير في وجوهنا حيث جعلنا في نوبة عطس. وفي جيب صدرته الأيمن، وجدنا عددًا من المواد البيضاء الرقيقة، مطوية على بعضها البعض بحجم ثلاثة رجال تقريبًا، مربوطة بكابل قوي ومعلمة بأشكال سوداء والتي نتصورها بتواضع على أنها كتابات.
وفي اليسار كان هناك نوع من المحرك، يمتد من ظهره عشرين عمودًا طويلًا، والذي كما نعتقد، يمشط رجل الجبل رأسه بها، و في الجيب الأصغر على الجانب الأيمن كان هناك عدة قطع مستديرة من المعدن الأبيض والأحمر بأحجام مختلفة و يبدو أنها فضية وكبيرة وثقيلة لدرجة أن رفيقي وصديقي لم يتمكن من حملهم، ومن جيب آخر، عُلقت سلسلة فضية ضخمة مع محرك من نوع رائع مثبت عليها كرة كروية نصف فضية ونصف من معدن شفاف.
وعلى الجانب الشفاف رأينا بعض الأشكال الغريبة، واعتقدنا أنه يمكننا لمسها حتى وجدنا أصابعنا تتوقف عند المادة اللامعة حيث أحدث هذا المحرك ضوضاء متواصلة، مثل طاحونة الماء ونخمن أنه إما حيوان مجهول، أو الإله الذي يعبد، ولكن ربما الأخير، لأنه أخبرنا أنه نادراً ما يفعل أي شيء دون الرجوع إليه، هذه قائمة بما وجدناه عن جسد رجل الجبل الذي عاملنا بلطف كبير.
كان لديّ جيب خاص أفلت من بحثهم، يحتوي على زوج من النظارات وزجاج تجسس صغير والتي لكونها ليست للإمبراطور، لم أكن أعتقد أنني ملتزم بشرف كتشفها له.