قصة رحلتي الأولى لفرنسا

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب البريطاني، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتاة ذهبت في رحلة إلى دولة فرنسا، وقد قامت بتوثيق تلك الرحلة في كتاب؛ وذلك من أجل أن تفيد كل شخص يرغب في القيام برحلة لفرنسا للمرة الأولى.

قصة رحلتي الأولى لفرنسا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى الفتيات من أصول بريطانية رغبت بالقيام في رحلة إلى دولة فرنسا هي وشقيقتها، وقد كانت رغبتها في أن تقوم بتدوين تلك الرحلة في كتاب؛ وذلك من أجل أن يستفيد منها من يكون للمرة الأولى ذهب إلى فرنسا، وقد اعتمدت في الحديث عن رحلتها باستخدام ضمير المتكلم، وأول ما بدأت به هو قولها: في الحقيقة قد يكون السفر إلى الخارج بلدك للمرة الأولى أمر مخيف للغاية، وذلك لعدة أسباب مثل الطيران أو اللغة أو غير ذلك، كانت محطتي الأولى في مدينة باريس، وقد دخلت إلى المدينة من خلال سيارة الأجرة التي كانت تنتظر خارج المطار، كان سائق التاكسي إنسان لطيف وودود وطوال الطريق وهو يشغل في السيارة الأغاني الفرنسية القديمة الجميلة.

ثم بعد ذلك وصلت إلى الفندق وقد كان الوقت في ذلك الحين في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، وفي ذلك الفندق التقيت مع شقيقتي كما تم الاتفاق بيننا، وقد كانت قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية حتى نستمتع بفترة نقاهة سوياً، وفي تلك الأثناء كنت متعبة للغاية؛ حيث أن رحلة طيران استغرقت ما يقارب على السبع ساعات، وأنا بطبيعتي لا أفضل السفر بالطيران؛ وذلك لأنه على الدوام يصيب أذني بطنين شديد ويصيبني بدوار شديد، وهنا شرعنا أنا وشقيقتي على طلب وجبة عشاء، ثم بعد ذلك خطّطت مع شقيقتي من أجل التنزه في اليوم التالي في باريس، وأول أمر عزمنا عليه هو أننا حجزنا تذكرتين لرحلة بحرية في المساء بينما في الصباح قررنا أن نقوم بالتجوال في المدينة.

وفي اليوم التالي باعتباري أنني اعتمد على قيادة سيارتي في كل مكان أذهب كان أمر التجوال في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة النور من التجارب الصعبة التي خضتها، ولكن على الرغم من كل التعب كنت سعيدة للغاية؛ وذلك بسبب الجمال البديع الذي تتمتع بع تلك المدينة ولا تمل العين من رؤية مناظرها وجمالها، ثم بعد ذلك قررنا أن نستقل سيارة أجرة من مركز التأجير المعتمد في الفندق؛ وذلك لأننا لم نكن على دراية كافية بالطريق.

وفي تلك اللحظة بدأنا نشعر بالجوع، فتوجهنا من أجل تناول الإفطار، وقد كانت فاتورة المطعم لتلك الوجبة باهظ بعض الشيء، إذ كان ذلك المبلغ المطلوب يعادل ثلاثة أضعاف ما كنا نخطط لإنفاقه في الإفطار، وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار قررنا أن نقوم بجولة هادئة على ضفاف نهر السين، وعلى ضفاف ذلك النهر كان هناك الكثير من الأطفال يركضون كما كان هناك عدد من الموسيقيين يلعبون على آلاتهم الموسيقية، كان المشي بحد ذاته أمر مريح للغاية كما كنا نشاهد الرحلات البحرية داخل النهر.

وبقيا نسير على ضفاف النهر حتى وصلنا تقريبًا إلى متحف اللوفر الشهير، وأول ما وصلنا إلى هناك اعتقدنا أننا لن نتمكن من الدخول إلى داخل المتحف بشكل سريع؛ وذلك جراء الازدحام في ذلك المكان، ففي كل يوم أحد تكون الحشود عارمة من أجل التقاط صور من أمام هرم اللوفر الشهير، ولكن في تلك اللحظة دون تفكير سابق ركضت أنا وشقيقتي لنأخذ الكثير من الصور وبالفعل نجحنا في التقاط مجموعة من الصور مع الهرم، على الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً علينا.

بعد أن ألتقطنا تلك الصور توجهنا من أجل التنزه داخل الحدائق التي تعرف باسم حدائق التويلري القريبة من ذلك المتحف، وتقع هذه الحديقة العامة بين كل من متحف اللوفر وقصر الكونكورد، وأكثر ما كانت تشتهر به تلك الحدائق هو أن ممراتها مصنوعة من الحصى، وقد تم بناء هذه الحديقة في القرن السادس عشر وفي الوقت الحالي تُعتبر من أجمل الأماكن المخصصة للمشي والتنزه.

وقد كانت تلك الحديقة ممتلئة بالبساتين وبمزارع الأشجار الطويلة والنوافير وبحيرات الأسماك فهي تُعد من أروع الأماكن المثالية للاستمتاع وللاسترخاء، وحينما أرهقنا من المسير وجدنا أمامنا بعض الكراسي المريحة فجلسنا للاستراحة لبضع دقائق، ثم بعد ذلك بينما كنا نبحث عن بوابة الخروج وجدنا مجموعة من المتاجر التي تُعنى بالهدايا التذكارية الصغيرة لمدينة باريس فاشترينا بعض الهدايا التذكارية الرائعة جداً وغادرنا.

ومن هناك توجهنا نحو شارع الشانزليزيه المشهور في كافة أنحاء العالم، وقد كان ذلك الشارع لا يحتاج إلى الكثير من الوصف، فهو يزوره كل يوم حوالي ثلاثمئة ألف شخص تقريباً، والهدف من زياراتهم متنوعة، فمنهم من يكون سبب زيارته الإعجاب بآثاره الرائعة وآخرين ما يكون هدفهم الاستمتاع بمتاجر التسوق الشهيرة، إذ أن هناك الكثير من المتاجر المقامة في الشوارع الراقية والكثير من المطاعم السياحية، وقد كان هناك من بين تلك المتاجر المتاجر الخاصة بالعلامات التجارية العالمية مثل ماركة كارتير وديوور.

ومن أبرز المعالم التي يتميز بها ذلك الشارع كذلك هو قوس النصر المهيب، وهنا قمنا بتجربة آيس كريم من إحدى المتاجر الذي كان مكون من مزيج من الفستق مع الشوكولاتة المذابة، ومن هناك استمرينا في السير على الاقدام حتى وصلنا إلى برج إيفل، فقد كان ينبغي علينا زيارة هذا البرج الشهير العملاق المصنع من الحديد المطاوع، وكل هذه التنزهات التي قمنا بها كان قبل الرحلة الليلية.

ولكن من سوء الحظ أن ذلك البرج كان مزدحم جداً، ولا يمكننا الانتظار حيث أن رحلتنا البحرية كانت في تمام الساعة السابعة والنصف ولم يتبقى أمامنا سوى ساعة ونصف فقط، وقد خاب أملنا بعض الشيء، فأخذنا القهوة الفرنسية اللذيذة واتجهنا إلى مكان الرحلة البحرية، وقد كنا أول الصافين في طابور الصعود للرحلة نترقب بكل شغف وحماس.

وأول ما صعدنا إلى المركب بدأت المتعة بمشاهدة المعالم السياحية في داخل العاصمة باريس، وقد تم إبلاغنا أن الرحلة لمدة ساعة واحدة فقط، وفي الحقيقة إن هذه الرحلة البحرية الرائعة تستحق كل الأموال التي تدفع فيها، فقد كانت رحلة مرحة ومجنونة، وتمكنا من خلالها مشاهدة أجمل المعالم الأثرية في المدينة، مثل كاتدرائية نوتردام متحف اللوفر ومتحف دورسيه وبرج إيفل وغير ذلك الكثير من المعالم التاريخية الجمالية الرائعة، وعلى مدار تلك الرحلة كان هناك الكثير من المناظر الخاطفة للأنظار، وقد كان جميع الذين يركبون المركب منبهرين بتلك المعالم ويصرخون من شدة إعجابهم بالتصميمات الفريدة والمميزة.

وفي النهاية بعد أن عدنا إلى الفندق اكتشفنا كلانا أنه في أول يوم لنا في مدينة باريس قد سرنا لمدة تقارب على الأربعة ساعات مع فترات استراحة قليلة، وقد كنا متعبتين للغاية، كما كنا نتضور جوعاً ومن أجل أن نستكمل مغامرة اليوم وطلبنا وجبة عشاء هندية غنية بالتوابل والنكهات المميزة، وأخيراً الهدف من قصتي هو أن أشجع كل شخص للسفر والاستمتاع، وأن لا يهتم لتعبه الجسدي ولا للمال الذي قد يكون أكثر قليلاً من ميزانيتك فقط ما ينبغي عليه أن يحققه هو المتعة بهذه التجربة، فخذ من التجربة أفضل ما فيها وعيش اللحظة.


شارك المقالة: