تُعد الرواية من أهم المسرحيات التي لاقت رواجاً حول العالم، إذ كانت من تقديم الروائي الشهير ويليام شكسبير، فهي التي قام من خلالها الفيلسوف ويليم شكسبير بتقديم ودمج فيها بين المواقف الكوميدية التي تشد المشاهد، بالإضافة إلى أنها كانت تحمل مشاهد كبيرة معنية بالخليط الممزوج من الابتسامة والجد، وكما عرفت كذلك بعناوين أخرى مختلفة مثل الكثير من اللغط حول لا شيء، والاسم الآخر هو جعجعة بلا طحن، وقد دارت الوقائع والأحداث داخل المسرحية حول زوجين، تزوجا بعد فترة من العشق والحب، ولكن ما كان ظهر فيما بعد، هو الغدر الذي تسبب في خراب عرس أحد الأشخاص.
نبذة عن الرواية
تُعتبر تلك الرواية من الروايات التي اشتهرت في كافة أرجاء العالم، فقد تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، كما تم تجسيدها وتمثيلها على الكثير من المسارح الشهيرة في مختلف الدول، فهي كانت تظهر الحرب النفسية بين الحب الصادق والحقيقي، والذي لا يعرف في طريقه الحقد والكراهية، وبين الغدر والخيانة اللذان إذا اعتاد شخص على سلك طريقهم، فإنه لا يقوى على الابتعاد عنهم، كما أشار ويليام شكسبير في مسرحيته إلى ما يؤول إليه الحب، من فرح وبهجة وسور، وما يؤول إلى الغدر، فالغدر والخيانة، لا يمكنهم أن يعرفا طريق الخير، فهم دائماً ما يؤدون إلى نهاية مؤذية على الشخص نفسه أولاً، وعلى الأشخاص من حوله، فمن يتسم بالغدر وعدم حب الخير للآخرين، لا يمكنه أن يعلم غيره سوى الخيانة والحقد والغدر.
رواية ضجة فارغة
في بداية الرواية كانت الأحداث قد دارت في مدينة ميسينا التابعة لدولة إيطاليا، حيث كان يقطن بطل الرواية ليوناتو وأخيه المتقدم في السن بالإضافة إلى هيرو ابنة ليوناتو وبياتريس ابنة أخيه، فعند التجهز والتحضير للبدء في أداء المسرحية، كان ليوناتو يتجهز من أجل أن يقوم باستقبال رفاقه المقربين الذين كانوا عائدين من الحرب، والذين كانوا من المشاركين فيها في ذلك الوقت، كانت أسمائهم دون بيدرو، أمير أراغون، بالإضافة إلى اثنين من أصدقائهم أيضاً وهم كلاوديو وبنيديك، وكما عزم على المجيء معهم الأخ غير الشقيق لدون بيدرو، وهو ما كان يُدعى دون جون الذي كان معروف عنه باختلاق المشاكل في كل مكان يحط به.
فحين وصلوا الأصدقاء الجنود إلى بيت ليوناتو، سرعان ما تعلق كلاوديو بحب الفتاة هيرو ابنة ليوناتو، وممّا هو معروف عنه أنه شاب وسيم وعلى قدر عالي من الأخلاق الحميدة، بينما الشابين بياتريس وبنيديك، فقد أولعت بينهم مشاجرة كبيرة، تضمنت التلفظ بألفاظ نابية والسخرية والاستهزاء، وعلى الرغم من ذلك كان يلتف حول تلك المشاجرة ويطغو عليها الحب المبهم، وخلال التحضيرات والتجهيزات لإقامة حفل زفاف كل من كلاوديو وهيرو، بفترة تقدر بأسبوع واحد فقط، أقر حينها العاشقين بياتريس وبنيديك وعدد من أصدقائهم، الإقدام على اعتراف كل منهم للآخر بحبه والمشاعر التي يكنها له.
بينما دون جون لا يقوى على الجلوس دون إثارة المشاكل كعادته، فعزم وفكرة في خطة ما، يقوم من خلالها بتعكير فرحة العشاق وصفوتهم، فأقنع أحد رفاقه الذي يدعى بوراشو أن يقوم بمواعدة مارجريت، وهي الخادمة التي تعمل لدى هيرو، فقام بالطلب منها بأن تقوم في وقت متأخر من الليل بالنظر من نافذة الشباك الذي يكمن في الغرفة المخصصة لهيرو.
وفي تلك الأثناء قام بإحضار أخيه الشقيق دون بيدرو وكلاوديو؛ من أجل أن يريهم المظهر بأم أعينهم؛ خوفاً من تكذيبه والشك فيه بعد ذلك، فعندما يشاهدوا أنّ من تطل من تلك النافذة هي هيرو، عندها سيظن كلاوديو أنّ هيرو، ليس هي سوى فتاة خائنة، ولم تكن تحمل له مشاعر الحب والغرام بكل صدق وإخلاص، حينها يعزم على اتهامها بالغدر والخيانة في يوم الزفاف، فيتركها على المذبح تتحمل نتائج فعلتها.
في ذلك الوقت تقوم كافة أفراد عائلة هيرو، بالتظاهر بأنّ هيرو قد ماتت بشكل مفاجئ، وأن مشاعر الحزن والأسى تعتريهم من كل جانب؛ وذلك من أجل أن يتمكنوا من الحث حول الحقيقة واكتشافها، والعزم على اثبات براءتها بشتى الطرق والوسائل، أما عن العاشقين بياتريس وبينديك، فقد قام كل منهم بالاعتراف للآخر بحبه في النهاية.
وفي وقت لاحق قام بوراشيوا بالتفاخر بالجريمة التي اقترفها أمام عدد من الأشخاص، وهنا بدأت الوقائع تتصاعد بشكل كبير وسريع، إذ أوقع نفسه بلسانه، وعلى أثر ذلك قام مديرين يعملان في قسم الجرائم بإلقاء القبض على كل من بوراشيو وكونراد، فهم من أتباع جون دون، ومن قاموا بتنفيذ مخططاته، ومن هنا علم الجميع أنّ هيرو فتاة بريئة، لم تقدم على الغدر والخيانة في يوم من الأيام، فتلك الصفات ليست من طباعها، فشعر حينها كلوديو بالحزن الشديد على فراقها، فهو كان يظن أنه فقدها للنهاية.
وفي تلك اللحظات قام والد هيرو بالطلب من كلاوديو، بأن يقوم بنشر الخبر في كافة أرجاء المدينة، والحديث عن براءة هيرو، فقد رأى والدها أن ذلك أفضل عقاب ممكن أن يتلقاه كلاوديو، كما اشترط على كلاوديو أن يقوم بالموافقة على أي بنت يقوم باختيارها له، وبالفعل قام والد هيرو باختيار فتاة وأمره بالذهاب إلى الكنيسة والزواج بها، وبينما كان يتحضر للزواج من امرأة ترتدي لثام على وجهها، غامضة في كافة ملامحها، مما جعله يشك في حينها أنها ابنة عم هيرو، وفي اللحظة البتي كشفت فيه الفتاة الغطاء عن ملامحها، أُبهر كلاوديو أنّ الفتاة هي هيرو ذاتها، مما أغرقه في سعادة عارمة، كاد لا يصدق ما تراه عيناه في ذلك الوقت.
وفي نهاية المشهد وأثناء اللحظات التي يقام فيها زفاف هيرو وكلاوديو، يقوم بينديك بياتريس بطلب الزواج من حبيبته، ويسألها فيما إذا كانت ستوافق عليه أو لا؟ ونظراً لخوفه من المشاكل والمشاجرات التي كانت تحدث بينهم باستمرار، ونظراً لأن حبيبته تخجل من الاعتراف بحبها، فتبقى على الدوام تتظاهر بعدم الحب، ولكن ما حصل هو موافقتها وإظهار رغبتها في ذلك، ممّا جعل الجميع يدخلون في حفل زفاف مشتركة بين زوجين من العشاق، فتسود مشاعر الفرح والبهجة والسرور على حفل الزفاف.
وهنا أنزلت الستارة لتوصل رسالة عظيمة ذات أر بليغ، ألا وهي لا يمكن أن ينتصران الكراهية والحقد على الحب، فمن المعروف عن المؤلف ويليام شكسبير أنه في الغالبية العظمى من مؤلفاته ومسرحياته ينتصر للحب، فلا يجعل أي عنصر يمده يده فوق الحب ويطغى عليه.