أحياناً نصنع المعروف مع من لا يستحقّه، هذا ما حدث مع الفلاح سامي الذي صنع معروفاً كبيراً مع الثعبان اللئيم، الذي كان يريد أن يقضي عليه ونسي المعروف الذي أنقذه من الموت، ولكن بدعاء سامي الصادق لربّه استطاع أن ينجو من هذا الثعبان وقتله.
قصة سامي والثعبان اللئيم
يعمل سامي في إحدى القرى بمهنة الفلاحة؛ وكان لديه بيت صغير وبسيط جدّاً يسكن به، سامي فلاح نشيط ومجتهد ويؤدّي عمله بكل إتقان؛ حيث تلك المهنة هي المهنة المتوارثة لديه من أبيه وجدّه، يستيقظ سامي في الصباح الباكر من كل يوم ليذهب إلى عمله، وكان يستمتع بمنظر الإطلال المنزلية؛ حيث تطلّ شرفة منزله على شاطئ البحر الرائع.
أوّل ما يقوم به سامي هو العمل بزراعة الأرض بمختلف أنواع النباتات، وكان منظر النباتات في أرضه جميل ورائع، بعد ذلك ينتقل سامي لإطعام الحيوانات في الحظيرة، وكان لديه الأبقار التي كان عليه أن يطعمها كل يوم ويعتني بها، سامي لا يشتكي من تعب العمل؛ بل كان يعمل بكل رضا وسعادة؛ حيث يعتبر هذا العمل الذي يؤدّيه هو يختصّ بجمال وطنه، وأن هذا الوطن الذي يعيش به لم يبخل عليه يوماً بأي شيء.
سامي دائماً ما يقول في نفسه: إنّ وطننا هذا مليء بالخيرات التي لا تنتهي لي ولأبنائه كلّهم، في نهاية اليوم كان لدى سامي هواية مفضّلة يحبّ أن يمارسها وهي الجلوس بجانب شاطئ البحر ومراقبة الطيور الجميلة التي تحط بجانبه، كان يشعر أنّها تزيد من جمال المنظر بهجة بأجنحتها وريشها الملوّن.
يعتبر سامي أيضاً فلّاح ذو بنية وجسد قوي، وذلك لأنّه يعمل كل يوم باجتهاد، بالإضافة إلى أن طبيعة عمله تزيد من صلابة الجسم، في يوم من الأيّام بينما كان سامي يعمل في أرضه إذ سمع صوتاً غريباً لم يسمعه من قبل، في أول مرّة سمع الصوت واختفى بعدها بسرعة.
أكمل سامي عمله ولم يعطِ للأمر أي اهتمام، عاد وأكمل عمله ولكن الصوت عاد مرّةً أخرى، فقرّر أن يلتفت وراءه، وعندما نظر وجد أنّ هنالك ذيل ثعبان يتحرّك، راقب أكثر فوجد أن في أرضه ثعبان كبير الحجم، شعر سامي بالذعر من هذا الثعبان وسرعان ما فكّر أن يهرب.
عندما التفّ سامي وأراد الهروب تفاجأ أن الثعبان يتكلّم معه ويستنجد فيه ويقول له: أرجوك توقّف ولا تهرب؛ فأنا لن أؤذيك أبداً، فقط أريد منك أن تسمع ما سأقوله لك، ولكن سامي ما زال يشعر بالخوف فابتعد عن مكان الثعبان وقرّر وضع ستارة بينه وبين هذا الثعبان حتّى يأمن مكره وقال له: هيا قل ما تريد بسرعة.
نظر الثعبان إلى سامي وحاول أن يرسم ملامح الحزن على وجهه وقال له: إن جارك الذي يعمل هنا يريد القضاء عليّ، وأنا أحاول أن أهرب منه أرجوك أنقذني منه وجد لي أي مكان لأختبئ به، فكّر سامي قليلاً ولكن لأنّه شخص طيّب القلب قال للثعبان: حسناً سأخبئك اليوم في منزلي ولكن سرعان ما يذهب الخطر تخرج ولا أراك مرّةً أخرى.
وافق الثعبان على ذلك ودخل منزل سامي واختبأ به، واستطاع بفضل سامي أن ينجو من ذلك الرجل الذي يبحث عنه؛ فهو لم يقترب من منزل جاره سامي، ولم يخطر بذهنه أنّ الثعبان قد توسّل لجاره أن يحميه ودخل منزله، ظلّ الرجل الذي يلاحق الثعبان يبحث عنه في كل مكان طوال اليوم، ولكن في نهاية اليوم شعر أنّه قد يئس وأنّه لن يجد الثعبان فعاد إلى منزله.
حلّ المساء وذهب سامي لينام بعد عمل يوم شاقّ، كان الثعبان لا يزال في المنزل؛ فهو كان ينتظر الصباح ليخرج كما أخبره سامي، وبينما كان سامي نائماً إذ أحسّ بحركة غريبة في منزله، وفجأةً استيقظ وتفاجأ أن هذا الثعبان يلتفّ حول عنقه ويريد القضاء عليه.
لم يكن سامي يعلم ماذا سيفعل؛ فهو إن صرخ بصوت عالي لن يسمعه أحد فالجميع نائمون، وإن استسلم فسوف يأكله هذا الثعبان بعضّة واحدة، لم يكن أمام سامي إلّا أن يدعو الله أن يحميه من شرّ هذا الثعبان الذي أنقذه هو من الموت.
كان في ذلك الوقت وكأن السماء مفتوحة للدعاء؛ حيث كان هنالك شجرة من النوع الذي يجذب الثعبان بجوار نافذة منزل سامي، فاستجاب له الله وترك الثعبان سامي واتجّه إلى الشجرة التي بدأ يأكل بأوراقها، في تلك اللحظة أخذ سامي الفأس وضرب الثعبان الذي وقع على الأرض ومات بضربة واحدة من سامي.