من أهم الأمور الواجب تعليمها للطفل هو عدم التدخّل فيما لا يعنيه، وعدم النظر لخصوصيات الآخرين، وبهذا يتعلّم أن لا يأخذ ما ليس له، سنحكي في قصة اليوم عن عامل وجد فأساً في طريقه؛ فقرّر أخذه ولكن لم يكن ينوي السرقة، وعندما اكتشفه صاحب الفأس اتهمّه بالسرقة؛ ممّا سبّب الندم لهذا العامل على فعلته غير المقصودة.
قصة سرقة غير مقصودة
كان هنالك اثنان من الأصدقاء يعملان في زراعة الأرض وفلاحتها، وفي يوم من الأيام بينما كانا يسيران في الطريق إذ وجد أحدهما فأس ملقى على الأرض، ذهب الرجل وأخذ الفأس بسرعة وكان فرحاً به وقال: يا لفرحتي، لقد وجدت فأساً وسأعمل به اليوم، نظر له صديقه وقال: لا تقل وجدت فأساً بل قل وجدنا فأساً؛ لأنّنا سنعمل به معاً.
لم يعجب الرجل كلام صديقه ونشب بينهما شجار كبير، وصار كل منهما يشدّ الفأس لنفسه، وبينما هم كذلك إذ رآهم صاحب الفأس الذي يعمل في الحقل، اتجه لهما وقام بتوبيخهما على فعلتهما، وأخبرهما أنّه سيرفع أمرهم لعمدة البلدة، كان هذا الفأس لأحد الفلّاحين الذي يعمل بالحقل المجاور.
ندم الرجل على فعلته وقال: وأسفاه لقد أخذنا فأس هذا الفلاح المسكين، لا بد أنّه سيتم اتهامنّا بجريرة السرقة، قال له صديقه: لا تقل أخذنا، بل قل أخذت أنت وحدك المتهم بسرقة هذا الفأس، وكيف تريد منّي أن أشترك معك في هذه التهمة التي سيتم اتهامك بها.
ذهب الفلاح صاحب الفأس ورفع قضيّته لعمدة البلدة، قام العمدة باستدعاء الرجلين ليستمع لأقوالهما، وعندما استمع لقصّة الرجل الذي لم يكن ينوي السرقة، بل أخذ شيئاً ليس له دون أن يتأكّد من وجود صاحبه، قام بتوبيخه وطلب منه أن يعتذر فوراً من الفلاح صاحب الفأس.
ندم العامل على فعلته، وقرّر أن يعتذر لصاحب الفأس ويطلب منه العفو والغفران؛ فعفا عنه الرجل وأخذ فأسه ومضى، وتعلّم بذلك درساً أن لا يأخذ شيئاً ليس ملكه، أو من دون أن يتأكّد من صاحبه لأنّه من الممكن أن يتم اتهّامه بالسرقة، في حين هو لم يكن يقصد ذلك.