يجب علينا الابتعاد عن أصدقاء السوء، فهم يقومون دائماً بتوريط أصدقائهم بالأمور الخاطئة، هذا ما حدث مع ماجد الأبيض الذي كان أصدقائه ينوون به الشر، ولكن بسبب طيب قلبه فقد نجا منهم ومن شرور أعمالهم، وقرّر الابتعاد عنهم والعيش لوحده.
قصة سر العلبة الغامض
في إحدى القرى القديمة يعيش أربعة من الأصدقاء وهم: سامح وعلي وحسن وماجد، وكان ماجد شاب شديد البياض، كان هؤلاء الشبّان الأربعة يعيشون سويّةً ولا تربطهم أي قرابة، بل فقط تربطهم علاقة الصداقة فيما بينهم، وكان ماجد هو شاب شديد البياض؛ لذلك كانوا يلقبّونه بماجد الأبيض.
كان ماجد شاب متوسّط ما بين الخير والشر، أمّا حسن وعلي فكانا يحبّان أعمال الشر، وسامح كان شاب شجاع يحب الخير للآخرين، كان علي وحسن دائماً يقترحان فكرة الاشتراك ضمن العصابة التي تعمل بأعمال السرقة؛ ظنّاً منهما أن تلك الطريقة ستجلب لهما المال والثروة، أمّا سامح فكان يرفض هذا الأمر على الرغم من عدم معرفته لأي شيء، وماجد كان شديد الرفض لهذا الأمر.
في نهاية الأمر قرّر علي وحسن أن يقوما بتكوين عصابة للسرقة، وانضمّ لهما سامح الذي كان لا يعرف ماذا سيفعل، أمّا ماجد الأبيض فقد كان يرفض الانضمام لهما لأنّ السرقة أمر حرام فعله وعمل شرير، وفي يوم من الأيام قال علي لحسن: ما رأيك أن نتخلّص من صديقنا ماجد؛ فقد علم بشأن العصابة التي نريد تكوينها، قال له حسن: نعم لقد فكّرت في ذلك أيضاً؛ فربّما يكشف أمرنا في يوم من الأيام.
خطّط حسن وعلي للتخلّص من ماجد، وقرّروا أن يخبروه بأنّهم قد اقتنعوا بكلامه وأنّهم تراجعوا عن أمر تكوين العصابة، وكان علي قد اتفق مع أحد أصدقائه لإتمام تلك المهمّة، وفي اليوم التالي اتصل علي بماجد وأخبره أنّه يريد الخروج والبحث عن عمل آخر، فرح ماجد بذلك كثيراً وقرّر أن يرافقهم في بحثهم عن عمل جديد.
في اليوم التالي اجتمع الأصدقاء الأربعة في منزل صديقهم علي، وفجأةً بينما كانوا يجلسون إذ سمعوا صوت طرق باب المنزل، عندما ذهب علي ليفتح الباب تفاجئ بشيخ كبير ذو لحية بيضاء، وكان يقول أنا أبحث بينكم عن شاب ذو مواصفات معيّنة، قال له علي: من أنت أيّها الرجل الغريب؟ قال له الرجل: أرجوك دعني أبحث عن هذا الشاب.
عندما دخل الرجل الغريب ورأى ماجد الأبيض أسرع وجثا أمامه على ركبتيه وقال له: أرجوك أيها الأبيض أنت هو الشاب الذي أبحث عنه؛ فأنت من تملك مفتاح المغارة السحرية المليئة بالذهب، أرجوك أخبرني بكلمة السر الآن، لقد اخبرني ملك البلاد أنّك أنت تمتلك تلك الكلمة، وإن أخبرتني بها فسوف أتقاسم معك الذهب واللؤلؤ كلّه.
قال علي لهذا الرجل الغريب: ولكن تلك البلاد بعيدة جدّاً، وهي مليئة بالأخطار كيف ستذهب إليها، قال له الرجل: لا عليك أنا سوف أرسل معه حصان وعلبة سحرية، إنّ ملك البلاد أعطاني علبة يوجد بها مائة حبّة مسحورة، سيأكل منها هذا الشاب الشجاع كلّما واجهه أي خطر، وسرعان ما تنقذه.
عندما سمع أصدقاء ماجد عن تلك المغارة؛ قاموا بتشجيع صديقهم للسفر وجهّزوا له حصان لونه أبيض يسابق الرياح، بالإضافة لتزويده بالطعام والمال الذي يكفيه للسفر، عندما خرج ماجد قال علي لهذا الرجل الغريب: يا لك من ممثّل بارع لقد كدت أصدّق كلامك، قال له الرجل الغريب: لا تخف فتلك مهمّتي.
قال حسن: ولكن تلك الحبوب سوف تساعده بتخطّي الأخطار ولن يموت، ضحك الرجل الغريب وقال: تلك الحبوب هي حبوب سامّة لا تقلق، إن أكلها فسوف يموت، ضحك حسن وقال: مسكين يا ماجد لقد كنت رجلاً طيّب القلب، سافر ماجد إلى مكان المغارة البعيد لوحده على الحصان ومعه العلبة التي تحتوي بداخلها على الحبوب السامّة.
وبينما كان ماجد في طريقه إذ قابلته عصابة قطاع الطرق، وكان عددهم مائة رجل، عندما لاقوا ماجد ومعه تلك العلبة فقرّروا أن يقوموا بفتحها، وجدوا بها حبوب ووجدوا جملة مكتوب عليها: تلك الحبوب المقويّة السحريّة، وقال: إنّ عددها مائة حبّة ستكفينا كلّنا، عندما أكلوا منها سقطوا جميعهم، وفي ذلك الوقت علم ماجد أن تلك كانت حيلة من هذا الرجل وأصحابه. نجا ماجد من حيلة أصدقائه، وقرّر عدم الرجوع إليهم والذهاب للبحث عن عمل جديد، والبدء بحياة جديدة بعيداً عن أصدقائه الذين كانوا ينوون به شرّاً.