يحدث في الحياة الكثير من القصص والمفاجآت، سنحكي في قصة اليوم عن مفاجأة حدثت لزوجة الابن الأكبر؛ حيث بعد عدّة أحداث كانت زوجة الابن الأكبر قد اكتشفت بأنّ البنت التي قامت بتربيتها هي ليست ابنتها؛ وأنّ مولودها الذي وضعته كان قد مات بسبب الولادة المبكّرة ضمن ظروف متعدّدة.
قصة سر المولود
ياسر هو الأخ الأكبر لمروان ويسكنان في المنزل ذاته، وفي يوم من الأيام تقدّم ياسر لخطبة فتاة وتزوّجها، وبعد مدّة قصيرة تزوّج مروان وسكن هو وأخيه بمنزل العائلة مع الأب والأم، وكان ياسر ومروان يعملان بتجارة لوالدهما، وهي من عادة هذه العائلة أن الابن الأكبر في العائلة هو المسؤول عن ورث أبيه وعن العائلة كلّها.
وبعد مدّة من الزمن حملت زوجة مروان الأخ الأصغر، كان مروان وزوجته سعيدين بهذا الحمل وأنّهما سيرزقان بمولود، ولكن زوجة الابن الأصغر شعرت أنّ هنالك تغيير في التعامل من قبل العائلة جميعها خاصّةً زوجة الابن الأكبر؛ وذلك لأن والدة زوجها كانت تفرّق في المعاملة بين زوجة مروان وزوجة ياسر، وكانت دائماً ما تذكر قصة الحمل والولادة أمامها، بالإضافة إلى أنّها كانت حزينة لعدم حمل زوجة الابن الأكبر.
كان ياسر يستاء من سوء معاملة زوجته من قبل الجميع، ولكنّه كان من المفروض في هذه العائلة احترام كبار السن، وبعد مدّة من الوقت عمت زوجة ياسر بأنّها حامل، وذهبت إلى المشفى لتتأكّد من صدق الخبر وأكّد لها الطبيب أنّها سترزق بمولود، في ذلك الوقت عمّت الفرحة في العائلة وبين الجميع؛ وهذا لأنّ العائلة بانتظار مولودين وليس مولود واحد.
كانت زوجة ياسر وزوجة مروان يحملان مولودان ذكر، وبعد مدّة من الوقت شعرت زوجة ياسر بأن هنالك ألم شديد في بطنها، وعندما راجعت الطبيب أخبرها بأنّها ستلد قبل موعد ولادتها، بمعنى أنّها ستكون ولادة مبكّرة، فدخلت زوجة ياسر المشفى وأجرى لها الطبيب العمليّة واستغربت عندما استيقظت أن الطبيب يهنئها بمولودة أثنى ويقول لها: حمداً لله على سلامتك.
ولكن في نفس اليوم حدث شيء غريب؛ حيث وضعت زوجة الابن الأصغر مولودها في اليوم ذاته وأسمته سيف، أعطت الحماة هذا المولود لزوجة الابن الأكبر لتحمله، وشعرت زوجة ياسر بأنّها قد مالت لهذا الطفل وأرضعته ثم أعادته لحماتها، وبعد مدّة من الوقت شعر الأب الكبير بأنّه تعب من العمل وقرّر أن يتقاعد ويسلّم كامل مسؤولية العمل لأبنائه، ولكن الابن الأصغر كان هو المسؤول الأوّل؛ وذلك لأنّه رزق بمولود ذكر.
شعر ياسر الابن الأكبر بالحزن؛ وذلك لأنّ والده كان يعامل أخيه الأصغر على أنّه الابن الكبير، قرّر ياسر أن يواجه أبيه بهذا الأمر؛ فذهب واشتكى لوالده التفريق بالمعاملة، ولكنّه تفاجأ بأنّ والده قد اتّهمه بالغيرة من أخيه مروان لأنّه أنجب الذكر، لذلك لم يعد ياسر يذكر هذا الأمر وقرّر نسيانه.
ولكن بعد فترة صار ياسر يلاحظ سوء معاملة أخيه الأصغر مروان له؛ لذلك ذهب لزوجته وأخبرها أنّه لم يعد يحتمل سوء المعاملة هذه، وأنّه يخاف من مروان أن يقوم بطرده في المستقبل بعد وفاة والده، وأخبرها بأنّه ينوي العمل بتجارة خاصّة به، فوافقت الزوجة على رأيه وأخبرته بأنّها ستساعده في هذا الأمر.
وبالفعل بدأ ياسر بالعمل في مشروعه الخاص، واستاء مروان من هذا الأمر بشدّة، وبعد وفاة الوالد حدث ما كان ياسر يخاف منه؛ حيث قام مروان بنقل الممتلكات جمعها باسمه هو، ولكن زوجة ياسر ومروان كانا يتعاملان مع بعضهما البعض معاملة حسنة، وكانا يقومان بتربية الطفلين وكأنّهما إخوة، ولكن ياسر قرّر أن يترك المنزل، ولكنّه تفاجأ بأن زوجة أخيه مروان تحاول إقناع زوجته بعدم ترك المنزل والبقاء معها.
ترك ياسر المنزل بعد مدّة من الوقت وعاش منفصلاً هو زوجته، ولكن مروان كان يهدر بأموال أبيه، خاصّةً أنّه كان قد تزوّج بامرأة أخرى، وبعد مدّة علم ياسر وزوجته أنّ والدته في المشفى ذهب مسرعاً إليها، وعندما ذهبت الزوجة لتحضر ابنتها من المدرسة لم تجدها، فأخبرت زوجها أن ابنتهما مفقودة؛ فأسرع وأخبر الشرطة للبحث عنها.
وعندما ذهب للبحث عن الفتاة بنفسه وبقيت الزوجة مع الأم في المستشفى، كانت الأم وكأنّها تريد إخبارها شيء عن ابنتها، ولكنّها سرعان ما التقطت أنفاسها وماتت، لم تكن تعرف زوجة ياسر ماذا ستفعل هل تخبر ياسر عن وفاة أمّه، أم تسأله عن ابنتها المفقودة، ولكن ياسر قرّر أن يذهب لسيف ابن أخيه ليسأله عن ابنته، وعلم وقتها بوفاة والدته.
بدأت زوجة ياسر تشكّ بأنّ حماتها قد تكون قامت بتبديل الأولاد؛ وهذا لأنّها تحب ابنها الأصغر مروان أكثر من ياسر، وعندما ذهبت لزوجها لتخبره بما يدور في ذهنها، قرّر ياسر أن يعترف لها بالحقيقة التي علمها من أخيه بعد وفاة أمّه، وأخبرها بالمفاجأة وهي أنّها كانت قد أنجبت مولود ذكر ولكنّه مات بسبب الولادة المبكّرة، بينما زوجة الابن الأصغر أنجبت توأم ولد وبنت، وقرّرت الحماة أن تعطي البنت لها خوفاً عليها من الحزن.
وعندما ماتت الأم ورحل هو وزوجته؛ قرّرت زوجة مروان أن تستعيد ابنتها، حزنت زوجة ياسر بهذا الخبر كثيراً؛ حيث كانت تظنّ أن البنت هي ابنتها، ولكن ياسر حاول التخفيف عنها وأخبرها بأنّ الله سوف يعوّضها عن الابن الذي فقدته، وكانت زوجة ياسر بالفعل قد حملت مرّةً أخرى، ولكنّها لم تنسى أولاد زوجة مروان ومانت تروزهم باستمرار.