يحب الأطفال سماع القصص التي تختصّ بمظاهر الطبيعة كالتربة والصخور والأشجار، سنحكي في قصة اليوم عن حوار دار بين سعاد ووالدها، يبيّن لها والدها في هذا الحوار ما هي أنواع الصخور وما هي مصادرها المختلفة، وما هي الطريقة التي نستطيع بها تمييز أنواع الصخور.
قصة سعاد والصخور
بينما كانت سعاد تقوم بمساعدة والدها في أعمال الحديقة، إذ صادفت في طريقها صخرة صغيرة، سألت سعاد والدها عن تلك الصخرة؛ فقال لها: احملي تلك الصخرة يا سعاد وضعيها بين يديكِ، ثم المسيها بأصابعك، هل وجدتها خشنة أم ملساء؟ ما هو الشكل المرسوم فوق تلك الصخرة؟ سألت سعاد: ولماذا تلك الأسئلة يا أبي؟ قال لها والدها: من خلال إجاباتك على تلك الأسئلة تستطيعين معرفة قصة تلك الصخرة.
قالت سعاد: ولماذا نحكم على الصخرة من ملمسها أو شكلها؟ قال والدها: إن لكل صخرة قصة يا ابنتي؛ فعلى سبيل المثال هنالك صخور نتجت عن تفتّت الأرض أو الضغط الزائد عليها، وهنالك الصخور المتكوّنة بسبب الانصهار والحمامات الساخنة، سألت سعاد: وأين تذهب الصخور المنصهرة يا أبي؟ قال لها والدها: تلك الصخور تذهب إلى قاع المحيطات، وأحياناً ترسو على الشواطئ والغابات المجاورة للبحار.
نظرت سعاد للصخرة الموجودة بين يديها وسألت والدها: ما هذه العلامات الموجودة على الصخرة، هنالك أشياء تبدو كالخطوط في الصخور؟ قال لها والدها: تلك الخطوط هي عبارة عن الوحدات الأساسية للصخور، وهي عبارة عن الأملاح المتواجدة في الصخور، وعندما نرى المجوهرات الموجودة في القلادات نعلم بأن أساسها هو المعادن بسبب العلامات التي تظهر بداخلها.
قالت سعاد: وما هي أقوى المعادن يا أبي؟ قال لها والدها: إنّ الألماس هي من أكثر المعادن صلابة؛ حيث بإمكان الألماس أن يقوم بقطع أي معدن آخر، حتى الصخور النارية سألت سعاد: وما هي الصخور النارية؟ قال لها والدها: تلك الصخور تتكوّن من ثلاث مراحل يا ابنتي وهي مرحلة الصخور التي تنصهر في باطن الأرض، ومن ثم تخرج تلك الصخور من فوهة الجبل وتتحوّل إلى صخور صلبة.
سألت سعاد: وكيف يكون شكل الصخور البركانية، قال والدها: إن الصخور البركانية يا ابنتي لها عدّة أشكال وأنواع، فمنها الصخور البركانية السوداء التي تبدو كالزجاج عند الإمساك بها، ومنها الجرانيت وأنواع غيرها الكثير، وتختلف المسميّات بحسب الشكل واللون، أما الصخور الرسوبية فهي أقل نعومة من الصخور البركانية، وهي تتكوّن من ضغط الرمال فوق بعضها البعض، حتى تتحوّل إلى كتلة رملية وتقسو خلال الوقت وتصبح صخور صلبة بعض الشيء.
سألت سعاد والدها: وكيف تتراكم الرمال فوق بعضها البعض، ما هو مصدر الضغط عليها؟ قال والدها: هي عبارة عن بقايا النباتات والحيوانات ورقائق الصخور المتواجدة أسفل المحيطات، تتراكم فوق بعضها البعض بسبب ضغط الماء حتى تصبح صخور رسوبية، وللصخور الرسوبية عدّة ألوان منها: الأحمر ومنها الأخضر ومنها الأصفر، وأحياناً تدلّ الرسومات المتواجدة على الصخور على مصدرها، فعندما نجد رسوم تشبه الهياكل العظمية على الصخور فعلى الأغلب أن يكون حجر جيري متكوّن من بقايا عظام الحيوانات.
سألت سعاد: وهل للحجر الجيري من فوائد؟ قال لها والدها: نعم يا ابنتي إنّ الحجر الجيري يستخدم في بناء المباني والشوارع والأرصفة، وهي لديها الكثير من القصص القديمة كالغابات المنسية أو المخلوقات التي انقرضت منذ قديم الزمان، قالت سعاد: وهل هناك أنواع أخرى من الصخور يا أبي؟ قال والدها: نعم يا ابنتي فهنالك نوع يسمّى بالصخور المتحوّلة، وهي مزيج من الصخور الرسوبية والبركانية مثل الرخام.
أضاف والدها قائلاً: الرخام من الصخور المليئة بالألوان والخطوط، وهو صخر اكتسب صلابته من باطن الأرض، وهي أيضاً من الصخور التي لها العديد من الحكايات القديمة جدّاً، وتستخدم لتزيين العديد من المباني التي لها لون الأبيض أو الرمادي المختلط بخطوط حمراء أو خضراء أو سوداء.
قالت سعاد لوالدها: وأنا يا أبي أرى أنّ هنالك صخور لونها أسود ما نوع تلك الصخور؟ قال لها والدها: تلك الصخور تسمّى بالصخور النارية أو صخور الأوبسيديان وهي ذات ملمس ناعم جدّاً، كان الناس يستخدمونها قديماً ويضعونها في رؤوس الرماح خاصّةً الهنود الحمر. فرحت سعاد بتلك المعلومات القيّمة التي سمعتها من والدها، وقرّرت أن تقرأ أكثر عن الصخور؛ كي تعرف ما هي الحكايات المختصّة بكل نوع منها.
