تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد القتلة المتسللين من الذين هددوا حياة السكان والمواطنين المحليين في فترة من الفترات في الولايات المتحدة.
الشخصيات
- القاتل السفاح.
- الضحايا.
قصة سفاح فينيكس
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أحد الأشخاص الذي يهدد حياة السكان في واحدة، من المناطق التي تعرف باسم منطقة فينيكس التابعة إلى ولاية أريزونا، وقد كانت تلك الأحداث في عام 2016م، إذ أنه عاش العديد من سكان تلك المنطقة لفترة طويلة تحت تهديدات كان تصدر عن واحد من أبرز القتلة والمجرمين فيها، وما هو معروف عن ذلك المجرم هو أنه قاتل متسلسل يطلق النار على السكان المدنيين الأبرياء بشكل عشوائي بين الحين والآخر.
وعلى إثر كافة الجرائم التي كان يقوم بها، كانوا سكان المنطقة يتناولون الحديث عنه فيما بينهم من خلال الإشارة إليه بلقب سفاح الشوارع، وبعد فترة بسيطة من ظهور ذلك المجرم أصبح مسؤول عن جرائم قتل لسبعة من الضحايا، وقد أظهرت نتائج العديد من التحقيقات والتحريات التي كانت تجريها عناصر الشرطة حول تلك الجرائم أن ذلك السفاح كان يستهدف مجموعة من المناطق التي يكون أصحابها من ذوي الدخل المنخفض، ولا سيما تلك المجموعات التي كانت تقيم على الجانب الغربي في واحد من الأحياء والذي يشتهر باسم شارع ماري فالي، فمنذ الثمانينات من القرن التاسع عشر بدأت تلك المناطق تنغمر بالعديد من تجار الممنوعات، بالإضافة إلى مجموعات أخرى مختصة بأنشطة العصابات الخطيرة.
وفي يوم من الأيام قام ذلك القاتل المتسلسل بإطلاق مجموعة من الرصاصات على أحد الأشخاص ويدعى دييجو فيردوغو سانشيز وهو ما كان يبلغ من العمر الواحد والعشرين عاماً، وقد قام القاتل بذلك في حوالي الساعة التاسعة مساءً، بينما كان دييجو واقف في الحديقة الخارجية لمنزله هو وزوجته التي كانت حامل في وقتها وعائلته من حوله، وحسب شهود العيان الذين كانوا حاضرين على تلك الحادثة أن السفاح قام بإطلاق النار على دييجو ثم على الفور همّ بالهروب دون أن يتمكن أحد من رؤيته؛ ولذلك في وقت وقوع الواقعة في البداية لم يشير أحد من الموجودين أن السفاح كان موجود في تلك اللحظة.
ثم بعد ذلك كانت الواقعة الثانية في وقت مبكر من صباح أحد الأيام في ذات الشهر الذي وقعت به الحادثة الأولى تم العثور على سيد يدعى كريستال أنيتي وايتي وهو ما كان يبلغ من العمر خمسة وخمسون عامًا مقتولًا من خلال مجموعة من الرصاصات، وقد كان في وقتها ملقى على جانب إحدى الطريق في واحد من الشوارع الذي يعرف باسم شارع خمسمئة، وقد تم اكتشاف مكان تلك الجثة بعد أن تم استدعاء عناصر الشرطة من قبل سكان مجاورون أشاروا إلى أنهم سمعوا طلقات رصاص كثيفة.
وبعد مرور عدة أشهر في مساء أحد الأيام تم العثور على جثة شخص يدعى هوراسيو بينا، وهو ما كان يبلغ من العمر اثنان وثلاثون عاماً، حيث أنه كان متوجه نحو منزله عائداً من عمله، ولكنه لم يكن بعد قد وضع قدمه على عتبة المنزل إذ كان متواجد في الشارع يشتهر باسم شارع فلور، وهناك تم إطلاق عليه عدد من الرصاصات في مناطق مختلفة من جسده.
وبعد مرور عشرة أيام فقط على تلك الحادثة وفي تمام الساعة التاسعة مساءً تم العثور على جثة تعود إلى شخص يدعى مانويل كاسترو غارسيا وهو ما يبلغ من العمر حينها التاسعة عشر عاماً، وقد تم العثور على جثته في الشارع المقابل لمنزله، وقد تم اكتشاف تلك الواقعة في ذات الوقت الذي حدثت به كان هناك أحد ضباط الشرطة يتجول في المنطقة، وحينما سمع صوت الطلقات النارية على الفور توجه إلى المكان، ولكنه لم يتمكن من الإمساك بالقاتل، فقد هرب من المكان سريعاً، وفي ذات الشهر في وقت بعد منتصف الليل قام السفاح بإطلاق مجموعة من الرصاصات حينما كان يعتلي سيارة في واحد من الشوارع باتجاه سيد يدعى ماريبوسا.
وبعد مرور ما يقارب على النصف ساعة من تلك الحادثة وقعت ضحية أخرى وهي ما كانت لسيدة تدعى ستيفاني إليس وتبلغ من العمر الثلاثة والثلاثين عامًا وجثة ابنتها وتدعى مالو وتبلغ من العمر اثنا عشر عامًا، وقد حدث ذلك خارج منزلهما بالقرب من شارع يعرف برقم الثلاثة والستين في طريق ماكدويل، كما تم إطلاق رصاصات على إحدى الصديقات المقربة من السيدة ستيفاني وتدعى أنجيلا لينيري وتبلغ من العمر الواحد والثلاثين عاماً، وحينها لم تتوفى أنجيلا على الفور، إذ قضت ما مدته خمسة أيام في أحد المستشفيات ومن ثم توفيت.
وذات مرة أشاروا مجموعة من الجيران أنهم سمعوا صوت لتسع طلقات متتالية ثم بعد ذلك شاهدوا رجل يهرب في سيارة، وحينها كان يسعى السفاح من أجل القيام بقتل شاب يبلغ من العمر الواحد والعشرين عامًا وابن شقيقه الذي كان برفقته ويبلغ من العمر أربعة أعوام كانوا داخل سيارة، ولكن من حسن الحظ أنه لم يصاب أي من الرجل أو الصبي، في بداية الواقعة لم تعتقد عناصر الشرطة أن إطلاق النار كان من أجل قتلهما، ولكن بعد مرور ما يقارب شهر من التحقيقات والتحريات وجمع المعلومات التي قدمها الشهود، تم إصدار قرار أن القضية مرتبطة بسفاح الشوارع.
وبعد العديد من الجرائم التي نسبت إلى السفاح أصبح العثور عليه أولوية قصوى بالنسبة لمسؤولي السلطات ورجال الأمن وما ساعدهم في ذلك الأمر هو مخطط تم وضعه من قِبل أحد الناجين من ضحايا السفاح، وفي ذلك المخطط تم وصفه بأنه إما رجل من ذوي البشرة الفاتحة أو من شعب القوقاز الذين يتميزون بلون شعر داكن، وهو في العشرينات من عمره ويبلغ طوله حوالي خمسة أقدام وعشرة بوصات ويتميز بجسد نحيل، كما أضاف المحققون أنه يمتلك سيارتين على الأقل، تم وصف أحدهما على أنها من نوع كاديلاك أبيض أو لينكولن، والسيارة الثانية هي من طراز بي أم دبليو وأقدم من طراز الأولى.
وخلال مجريات التحقيق لم يحدد المحققون أي دافع محدد لتلك الجرائم أو حتى لعمليات إطلاق النار؛ وذلك لأن المجرم كان يختار الضحايا بطريقة عشوائية دون تحديد جنس معين أو عرق، ولكن ما كان يثير الدهشة هو أنه كان يستهدف أشخاص مطمئنين من داخل سيارتهم أو خارج منازلهم فيقود سيارته ثم يطلق النار ويهرب، وفي يوم من الأيام أشار شخص يدعى براد جاريت وهو أحد الكُتاب السابقين ممن عملوا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي أن القاتل المتسلسل يطلق النار على ضحاياه من مسافة قريبة جداً، ومن المرجح أن يكون قاتل مثير في هجماته.
وبعد انتهاء التحقيقات والتحريات وعدم التوصل إلى أي دليل للتعرف على هوية القاتل قامت إدارة الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي برصد مكافأة تقدر بحوالي خمسون ألف دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على القاتل المتسلسل وما زالت القضية معلقة.
العبرة من القصة أن هناك الكثير من المجرمين لا يكون بداخلهم دافع مادي من أجل القيام بجرائمهم، وإنما يكون نفسي يقطن في الرغبة الشديدة في الإقدام على القتل.