تُعد هذه القصة من إبداعات الأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها حول حادثة اختلاس قام بها أحد الشخصيات في الزمن القديم، إلا أن الوقت كان كفيل بأن يعود الماضي من جديد ويفتح أوراقه، وأن يثبت أنه لا شيء خاطئ يحظى بنهاية سعيدة مدى الحياة.
قصة سفينة غلوريا سكوت
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو أحد المحققين المشهورين في تلك المنطقة، حيث ذلك المحقق كان له شخصاً من أكثر الأشخاص قرباً منه، وكان ذلك الشخص هو الطبيب واتسون، وكان هناك الكثير من الجلسات والحوارات التي تدور بينهم، وفي إحدى الأمسيات في فصل الشتاء بينما كان يدور هناك حديث بين كل من المحقق والطبيب عزم المحقق أن يتطرق في حديثه إلى إحدى المغامرات التي خاضها في مجال التحقيق.
حيث أن تلك التجربة كانت تجربته الأولى له في مجال التحقيق في القضايا، وهنا استطرد المحقق بعض الذكريات التي عاشها في السابق وعلى وجه التحديد في المرحلة الجامعية، إذ أن في تلك الفترة كان هناك أحد الزملاء المقربين منه جداً وهو شاب يدعى فيكتور تريفور، وقد كانت تربطهم علاقة صداقة قوية جداً.
وفي تلك الأثناء بدأ المحقق يسرد على صديقه ما حدث معه ومع صديقه فيكتور، فقال: في أحد الأيام وبعد أن انتهينا كلانا من امتحانات السنة الدراسية وأقبلت العطلة الصيفية علينا، دعاني صديقي فيكتور من أجل أن أن أقوم بقضاء شهر من تلك العطلة الصيفية برفقته في منزل والده، وقد كان ذلك المنزل يقع في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة نورفك، كما كان والد فيكتور من أهم وأبرز الرجال الأغنياء والأثرياء في ذلك الوقت، حيث أنه في قديم الزمان كان قد عمل في الكثير من مجالات العمل بينما كان يقيم في دولة أستراليا، وفي تلك الدولة تمكن من جمع كمّ هائل من الأموال، وقد عاد إلى بلده بعد ذلك من أجل أن يستثمر أمواله ويقيم المشاريع فيها.
في البداية من تلك العطلة كان كل شيء في ذلك المنزل يسير على ما يرام وبشكله الطبيعي، إذ أنني أول ما وصلت إلى ذلك المنزل تم استقبالي استقبال حافل، كما كانت أجواء المنزل أجواء مميزة تثير الراحة والاطمئنان في النفس، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي وصل به رجل غريب إلى ذلك المنزل ويدعى هودسون، وقد كان ذلك الرجل هو أحد المعارف القدامى لوالد فيكتور.
وعلى الرغم من ادعاء السيد هودسون أنه من الأصدقاء المقربين جداً من والد فيكتور، إلا أن والد فكتور منذ أن وصل ذلك الرجل وقد تغير حال الرجل بشكل ملفت للانتباه، إذ لم يكن يرغب في مقابلة السيد هودسون ولا حتى يرغب في النظر بوجهه، كما بدا وكأنه يستوطنه الارتباك والتوتر والقلق، ومنذ ذلك الوقت وبدأ والد فيكتور بتصرف تصرفات وسلوكيات غير مفهومة على غير المعتاد.
وبعد أن اقتربت مدة الشهر من العطلة على الانتهاء عزمت على مغادرة ذلك المنزل، ولكن بعد مرور ما يقارب على الشهرين تلقيت رسالة من صديقي فيكتور يرجوني بأن أعود إليهم في ذلك المنزل، وهنا حينما قرأت رسالته شعرت أن هناك شيء لا يسير على ما يرام، وسرعان ما هممت بالعودة إلى منزل فيكتور، وأول ما وضعت خطاي بالمنزل وجدت أن والده يحتضر آنذاك.
وحين سألت صديقي حوب ما حدث له، صرح لي بأن أصبح والده في هذه الحالة بعد أن تلقى إحدى الرسائل الغامضة، فلم يعرف من أرسلها ولا من هو مضمونها، وعندما سألت عن السيد هودسون أخبرني فيكتور أنه توجه إلى إحدى محطات القطار من أجل العودة من حيث جاء، وفي تلك اللحظة حاول الإسراع بالتوجه إلى محطة القطار؛ وذلك من أجل اللحاق بالسيد هودسون؛ وذلك لأنني كنت أشك أن له يد فيما حصل مع والد فكتور.
ولكن بعدما وصلت إلى محطة القطار كان قد أخبرني فكتور أن والده قد توفي، وبعد حوار مطول بيني وبين فيكتور علمت منه أن ذلك الضيف الغريب هودسون الذي حضر إلى المنزل بينما كنت مقيم عندهم في المنزل، أنه قد قدم من أجل طلب العمل، وفي تلك الأثناء أوعز به والده في البداية إلى عمل بستاني، ولكن بعد ذلك أرقاه والده سريعًا إلى أن أصبح كبير الخدم في المنزل، وعلى الرغم من أن كافة سلوكياته وتصرفاته سيئة للغاية وقد شكا الجميع منه، إلا أن والده لم يرفده والده من العمل، وبعد فترة من العمل في منزلنا قرر هودسون المغادرة وانتقل إلى مدينة هامبشاير، وقد برر انتقاله ذلك بأنه يرغب في زيارة أحد الأشخاص والذي يدعى السيد بيددوز، وقد كان هو الأخر واحد من أصدقاء والد فيكتور القدامى.
وبعد بحث كل من المحقق وفكتور عن الرسالة التي وصلت إلى والد فيكتور قبل وفاته، عثرا عليها في درج مكتب والد فكتور، وبعد الاطلاع عليها فهم المحقق من فحواها أن والد فكتور كان يتعرض للابتزاز؛ حيث اتضح فيما بعد أن الاسم الحقيقي له كان جايمس، وقد قام في شبابه باختلاس بعض الأموال من البنك الذي كان يعمل به.
ولكن بعد اكتشاف أمره تم إلقاء القبض عليه وتقديمه للحاكمة، وبناءً على ذلك تم ترحيله إلى استراليا؛ وذلك من أجل أن ينال عقابه هناك، ولكن بعد أن وصل إلى هناك سافر على متن إحدى السفن التي تشتهر باسم غلوريا سكوت، وعلى متن تلك الرحلة التقى ببعض السجناء الذين تم ترحيلهم كذلك لتلقي عقوبتهم، وقد كان من بين هؤلاء السجناء سجين يدعى إيفانز، ومن هنا أصبحت تربطهم علاقة صداقة، وقد خططا سويًا من أجل الهروب معاً، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل.
وعلى إثر ذلك وقع عراك عنيف تسبب في غرق السفينة بأكملها، ومن حسن حظهم أنهم تمكنوا من النجاة بأنفسهم ضمن بواسطة قارب صغير كان مخصص للصيد في تلك المنطقة، وكان من بين الناجين كذلك السيد هودسون، وبعد أن استقر القارب على أحد الشواطئ واصل كل من ايفانز وجايمس رحلتهم إلى استراليا، وهناك قاموا بتغيير أسمائهم والحصول على بطاقات تحت أسماء مستعارة.
وفي النهاية بعد أن تمكنوا من جمع ثروة طائلة قرر كل منهما العودة إلى إنجلترا، وظنا أن الماضي قد انتهى وتم مسحه من حياتهما إلى الأبد، وبالفعل كانت كافة أمورهم تسير بأفضل حال، إلى أن جاء الوقت هودسون من جديد وقد هددهم بفضح أسرار الماضي.