قصة سمكة النهر

اقرأ في هذا المقال


إنّ البحار لديها الكثير من الأسرار والحكايات، سنحكي في قصة اليوم عن سمكة صغيرة حلمها أن تسكن في البحر الكبير، ولكن عندما غادرت عائلتها التي تسكن في النهر، لم تجد السعادة التي تريد، وعادت لتسكن مع عائلتها في النهر، واكتشفت أنّ السعادة الحقيقية هي العائلة والأصدقاء.

قصة سمكة النهر

في أحد الأنهار تعيش سمكة صغيرة واسمها لولوة، كانت تحب اللعب مع صديقاتها السمكات كثيراً، ولكن من أكثر الأشياء التي كانت تستمتع بها هي سماعها لأحاديث وقصص أمّها عن البحار وأسرار أعماق البحار، وفي كل يوم تأوي به لولوة إلى النوم تطلب من أمّها أن تسرد لها حكاية جديدة عن البحار.

قالت لها أمّها في يوم من الأيام: أنا أروي لكِ كل يوم حكاية عن البحار، ألا تشعرين بالملل من سماع تلك القصص؟ ردّت عليها لولوة: كلّا يا أمّي انا أحب أن أسمع قصص البحار والأسماك والكائنات الحية التي تسكن أسفله.

وفي يوم من الأيّام جاءت لولوة تقول لأمّها: يا أمّي أنا أريد أن أذهب وأسكن في البحر، تفاجأت الأم من كلام ابنتها وقالت لها: ولماذا تريدين الذهاب إلى البحر؟ قالت لها لولوة: لقد مللت كوني أسكن أسفل النهر الصغير، ولكن أسفل البحر الكبير يمكنني الحصول على أصدقاء أكثر، قالت لها أمّها: ولكن في البحر هنالك أسماك كبيرة وخطيرة.

لم تقتنع لولوة بما قالته لها أمّها وكانت تعتقد أن أمّها تقصد إخافتها كي لا تذهب إلى البحر؛ فطلبت من أمّها أن تأتي معها، ولكن الأم قالت لها: لا أستطيع ذلك؛ فالنهر هو موطني ومكان عائلتي وأصدقائي، ظلّت لولوة تكرّر طلبها حتّى سمحت أمّها لها بالنهاية أن تذهب لوحدها، ولكن كانت الدموع تملأ وجهها من خوفها على ابنتها.

عندما وصلت لولوة إلى البحر تفاجأت بحجمه الكبير، وفوجئت بسمكة كبيرة تفتح فمها وتريد التهامها، ظنّت في بداية الأمر أنّها تريد الترحيب بها، ولكن عندما اقتربت السمكة أكثر همّت بالهرب، بعد مدّة من الوقت تعرّفت لولوة على مرجانة البحر، وصارت هي ومرجانة من أعزّ الأصدقاء.

شعرت لولوة بالحنين لأمّها، ولكنّها كانت تقول في نفسها: لن أجعل هذا الحنين يبعدني عن حلمي بالسكن أسفل البحر الكبير الذي كنت أحلم بالعيش به، وأنا الآن لدي الكثير من الأصدقاء، ولكن مع مرور الوقت شعرت برغبة كبيرة في العودة لأمّها وقالت لصديقتها مرجانة: سأعود إلى أمّي وأسكن بالنهر، لقد كان حلمي بالعيش بالبحر الكبير هو مجرّد فضول، ولكن السعادة الحقيقية هي وجودي بين عائلتي وأصدقائي.


شارك المقالة: