قصة شجار التوأم

اقرأ في هذا المقال


يعاني أغلب الأهالي من اختلاف في أطباع أبنائهم، ممّا يسبّب ذلك الكثير من الشجارات بينهم، ولكن علينا دائماً التعامل مع هذه الخلافات بكل هدوء، وأن نعلّم أبنائنا التعامل مع خلافاتهم كذلك، ومحاولة الاعتماد على أنفسهم بحلّها، هذا ما حدث مع التوأمين اللذين كانا دائماً ما يتشاجران، ولكن الأم كانت تتعامل مع هذه الشجارات بهدوء، ممّا ساعدتهما على حل هذه الخلافات، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ.

قصة شجار التوأم

كان هنالك توأمين صغيرين وهما ماريو وكندي يعيشان مع عائلتهما الكبيرة، ومع عطلة نهاية الأسبوع كان من عادة هذه العائلة أن تقوم بتوزيع المهام على جميع أفراد المنزل، وتلك المهام تختصّ بالشؤون المنزلية من تنظيف وترتيب ومسح وغيره.

قامت الأم باستدعاء أولادها وقالت لهم: يا أبنائي اليوم هو يوم عطلة، وعلينا جميعاً أن نتعاون في تنظيف منزلنا الكبير، ولكن الأولاد كان يبدو عليهم عدم الراحة والانزعاج؛ وهذا بسبب حرارة الطقس العالية التي تجعل الشخص يشعر بالكسل والخمول، ولكن الأم كان عليها أن تعطي لكل منهم مهامّه، وكانت مهمّة التوأمين الصغيرين ماريو وكندي هي ترتيب غرفهم بالكامل وإعادة جميع الألعاب إلى مكانها.

كانت الأم قد أعطت وعداً لأولادها بنزهة جميلة خارج المنزل عند الانتهاء من تنظيف المنزل، ذهب الأولاد وبدأ كل منهما بمهامّه، واتجه ماريو وكندي لترتيب غرفتهما، بدأ ماريو بترتيب الألعاب أوّلاً وإعادتها إلى مكانها، ولكن كان أخيه كندي يشعر بالضجر من الإزعاج الذي يصدره أخيه ماريو من ترتيب الألعاب في الغرفة، كما أنّه كان يجلس ويرفض مساعدة أخيه بذلك لأنّه شديد الكسل، قال كندي لماريو: هلّا توقّفت عن إصدار الضوضاء! قال له ماريو: ولكن يجب علي أن أكمل ترتيب الغرفة.

نشب شجار كبير بين التوأمين، وسمعت الأم صوت هذا الشجار؛ فأسرعت لترى ما هو سبب الشجار، وعندما شاهدت أبنائها الصغار يتشاجران قالت لهما: توقفّا عن الشجار وإلّا سوف ألغي النزهة التي قمت بالتخطيط لها، عندما سمعا بذلك صمتا معاً وقالا بصوت واحد: حاضر يا أمّي.

غادرت الأم الغرفة على أمل أن الشجار قد انتهى، ولكن سرعان ما غادرت حتّى شعر كندي أنّه لا يزال يستاء من أفعال أخيه، وعاد ليتشاجر معه لأنّه كان يمسك بالكرة التي أحضره له والده هدية له، فقال لأخيه: اترك كرتي هي ملكي وليست لك، قال له ماريو: ولكن أمي أخبرتني أنّنا سنلعب بالكرة سويّةً.

قال ماريو لكندي: والدي أخبرني أنّه يجب علينا أن نشترك بالألعاب دائماً، ولكن كندي ظلّ مصرّاً على موقفه وانتزع الكرة منه، ورفض أن يعطيها له وقال له: أنا لا أوافق على هذا الكلام، وسألعب بتلك الكرة لوحدي، خرج ماريو من الغرفة وهو يبكي ورأته أمّه.

نادته أمّه وسالته: ما بك يا بني؟ هل تبكي بسبب الشجار الذي حدث بينكما قبل قليل، أم لسبب آخر؟ ظلّ ماريو يبكي بصمت ولم ينطق بكلمة، فقالت له أمّه: من منكما سيخبرني بحقيقة الأمر! كان ماريو لا يريد أن يخبر أمّه بما حدث، ولا يريد لها أن تشعر بالاستياء منه ومن أخيه؛ لذلك نظر لها وقال: لا تقلقي يا أمّي، لا يوجد أي شيء، إنّ أخي كندي يشعر بالاستياء من حرارة الطقس فقط.

نظرت الأم لابنها وقالت له: هل أنت متأكّد أنّ هذا هو السبب فقط! قال لها ابنها: نعم يا أمي؛ فأنا أشعر بالحر أيضاً وجميعنا كذلك، نظرت الأم لابنها وقالت له: حسناً أعتقد أنّه يجب عليكما الذهاب للاستحمام بعد إكمال ترتيب غرفتكما، وبعد ذلك يجب عليكما شرب العصير، ولكن إن حدث بينكما خلاف آخر فيجب أن ينتهي بكل هدوء، وإلّا فلن آخذكما إلى النزهة.

احتضن ماريو أمّه وقال لها: حسناً يا أمّي أنا أعتقد إنّها فكرة رائعة، كان كندي في غرفته ويستمع لكلام أخيه؛ فشعر بالخجل لأنّ أخيه لم يخبر أمّه بالسبب الحقيقي، وهو يعلم لو علمت أمّه لكانت حرمته من النزهة، فنادى على أخيه واعتذر منه على سوء معاملته له وقال له: أنا أعتذر منك يا أخي وأنا أعدك ان نتشارك بالألعاب دائماً، وأن لا نسبّب الازعاج أبداً، عانق ماريو أخيه وخرجوا سويّةً إلى النزهة، وشعرا يومها بالتسلية والسرور.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: