قصة شعر من الأدب الياباني

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والمؤلف ياسوناري كاواباتا وهو من مواليد دولة اليابان من أهم وأبرز الأدباء الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من المؤلفات الأدبية وقد لاقت انتشاراً واسعاً حول العالم، وعلى الرغم من أنه قد بدأ في مرحلة مبكرة من عمره في الكتابة والتأليف، إلا أنه برز من بين العديد من الكُتاب ليحظى بجائزة نوبل في الأدب، وكانت أول إصدارات له في مجال الأدب أثناء دراسته الجامعية، ومن أكثر القصص التي لاقت رواجاً حول العالم هي قصة شعر.

قصة شعر

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول إحدى الفتيات التي تعيش في قرية صغيرة، حيث أنها في أحد الأيام كانت تبحث عن فتاة تكون مختصة في تصفيف الشعر، فقد كانت القرية التي تعيش بها بعيدة جداً عن المناطق الأخرى، مما جعلها تبحث عن فتاة مختصة بتصفيف الشعر الأقرب لها، وبالفعل وجدت تلك الفتاة وهمت بالذهاب إليها، وحين وصولها إلى المنزل التي تمكث به الفتاة المختصة بتصفيف الشعر دهشت كثيراً، إذ وجدت أن كامل الفتيات اللواتي يعيشن معها في ذات القرية متواجدات هناك من أجل تصفيف شعرهن كذلك.

وفي تلك الليلة قامت الفتاة التي تعنى بتسريح شعر الفتيات، بعمل لجميع الفتيات ذات التسريحة، والتي تعرف باسم تسريحة الخوخ المشقوق، وقد كانت الفتيان كذلك ممن يرغبن في تلك التسريحة، فقد كانت معتادات من الأصل على عمل ذات التسريحة بين الحين والآخر، فبالنسبة لهن هي أكثر تسريحة تلائم طبيعة شعورهن، وفي ذلك الوقت كان قد وصل إلى القرية فصيلة كاملة من الجنود، حيث قام مكتب القرية في تلك الأثناء بتوزعهم على المنازل في القرية؛ وذلك من استضافتهم وإكرامهم على أكمل وجه.

حيث كان هناك في كل منزل جندي نزيل، وكان حلول الضيوف على القرية هو من الأمور التي نادراً ما تحدث، وقد كان هذا الأمر هو السر الخفي خلف قرار جميع الفتيات في القرية في تصفيف شعورهن وتسريحه، ولكن في الحقيقة لم يحدث أي شيء بين الفتيات والجنود، وفي صباح اليوم التالي، قامت فصيلة الجنود بأكملها بمغادرة القرية، وتوجهت نحو الجبل.

وفي تلك الأثناء كانت قد قررت الفتاة التي تعنى بتسريح الشعر أن تقوم بأخذ قسطاً من الراحة، إذ حل بها الإعياء وعزمت على أخذ عطلة تمتد خلال الأيام الأربعة التالية، حيث أرادت أن تسترخي وتشعره بالبهجة الذي يتبع العمل الشاق الذي قامت به لجميع فتيات القرية، وفي ذات اليوم كان قد انطلق فيه الجنود نحو الجبل ذاته التي تقطن به، وبينما هي أخذت تمضي وتهتز برفق في العربة التي يجرها الجواد في طريقها لزيارة زوجها

وحينما وصلت بمرافقة الجنود إلى القرية الأكبر مساحة والتي كانت على الجانب الآخر من الجبل، قالت فتاة الشعر هناك: إنني سعيدة جداً، فقد وصلت في الوقت المناسب وطلبت من أحد الجنود أن يقوم بمساعدتها من أجل النزول من العربة، وفي تلك القرية أيضاً حلّ الجنود لليلة، وكذلك أردن الفتيات أن يقومن بتصفيف شعرهن، إذ تجمعن على الفور كل فتيات إلى جانب الجبل؛ من أجل تصفيف شعرهن، وهذا ما جعل الفتاة تعمل طوال ذلك اليوم مرة أخرى، في إنجاز تسريحات الخوخ المشقوق، وعندما حلّ المساء وانطلقت باتجاه منجم الفضة الصغير، وهو المكان الذي يعمل به زوجها، وما إن شاهدته حتى قالت له: لو إنني بقيت أسير مع الجنود لفترة من الوقت، لجنيت الكثير من النقود والأموال وأصبح ثرية بملازمة الجنود.

وفي تلك اللحظة حينما سمع زوجها منها هذا الكلام  شعر بالغضب الشديد وقال لها: لا داعي لأن تلقي على مسامعي نكت سيئة وساذجة، فإنني أكره سماع مثل ذلك الكلام، هل سوف تصبحين غنية وأنتِ برفقة هؤلاء المرقعون الصغار بالسياط، والذي يرتدون الملابس الرسمية الصفراء التي تميل إلى اللون البني؟ بالفعل أنك سيدة حمقاء وغبية، فلا تدرين معنى الكلام الذي تتفوهي به.

وفي تلك اللحظة قام الزوج بضرب فتاة الشعر، وهو يعتريه شعور بهيج وعارم بالفخر، فقد اعتقد أنه بذلك استرجع كرامته التي أطاحت بها زوجته من خلال غزلها بالجنود وأنها تبرر ذلك بأنها سوف تصبح غنية، وهنا أصيب جسمها المنهك بالخدر، مضت تحدق فيه، وهنا دوى صوت نفير جليا وبقوة كبيرة، وقد كان هذا الصوت من جهة فصيلة الجنود التي عبرت الجبل، وهنا سرعان ما انحدرت نحوهما، وتردد الصدى في الغسق القروي.


شارك المقالة: