قصة شموع الحياة أو (The Candles of Life) قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، تمّ تصنيف (The Laughing Prince) على أنها حكايات خرافية سلافية، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.
الشخصيات:
- عرابة الموت.
- مارتن.
- جوزيف.
قصة شموع الحياة:
كان هناك رجل فقير يدعى مارتن، كان فقيرًا جدًا لدرجة أنّه عندما أنجبت زوجته ولداً صغيراً، لم يستطع العثور على أي شخص ليكون عراباً للطفل، وقال لزوجته: ليس هناك من سألته ويرغب في حمل هذا الرضيع عند التعميد، كانت الأم المسكينة تبكي وتشتكي وحاول أن يريحها قدر استطاعته وهو يقول: لا تثبطي عزيمتك يا زوجتي العزيزة، أعدك أنّ ابنك سيعمد.
سأحمله إلى الكنيسة بنفسي وإذا كان بإمكاني العثور على عرابة، حتى لو تطلب الأمر أن أسأل اول امرأة التقي بها على الطريق لتكون عرابته، لذلك حمل مارتن الطفل إلى الكنيسة، في الطريق التقى بامرأة طلب أن تكون عرابة، فحملت الرضيع بين ذراعيها وحملته أثناء التعميد، كان مارتن يعتقد الآن أنها كانت مجرد امرأة عادية مثل أي امرأة أخرى، لكنّها لم تكن كذلك، لقد كانت الجنيّة المميتة التي تتجول بين الرجال وتأخذهم عندما يحين وقتهم.
وبعد التعميد دعت مارتن إلى المنزل معها، وعرّفته على غرف منزلها المختلفة وصولاً إلى أقبية كبيرة، لقد قطعوا شوطًا طويلاً تحت الأرض عبر قبو تلو قبو إلى مكان كانت تحترق فيه آلاف من الشموع، كانت هناك شموع طويلة مضاءة للتو، وشموع مشتعلة في منتصف الطريق، والشموع الصغيرة تحترق تقريبًا، وفي أحد طرفي المكان كان هناك كومة من الشموع التي لم تُضاء بعد.
قالت الجنية له: هذه هي شموع كل الناس في العالم، وعندما تحترق شمعة الرجل فقد حان الوقت لي للذهاب من أجله، قال مارتن مشيرًا إلى شمعة مشتعلة منخفضة، أيتها العرابة لمن تكون هذه؟ فقالت له: هذه يا صديقي هي شمعتك، كان مارتن خائفاً وتوسل إلى الموت ليطيل شمعته، لكن الموت هز رأسه، وقال: لا يا صديقي، لا يمكنني فعل ذلك، ومدت الجنية يدها للحصول على شمعة جديدة تضيئها للطفل الذي تم تعميده للتو.
أثناء إدارة ظهرها، انتزع مارتن شمعة طويلة وأشعلها، ثمّ ضغطها على كعب شمعته التي كادت أن تحترق، وعندما استدارت الجنيّة ورأت ما فعله، غضبت بشدة وقالت: تلك يا صديقي كانت خدعة لا تستحقها، ومع ذلك فقد أطال هذا بعمرك، لأنّ ما حدث قد حدث ولا يمكن التراجع عنه، ثمّ سلمت مارتن بعض القطع الذهبية كهدية للتعميد، وأخذت الطفل مرّة أخرى بين ذراعيها.
وقالت: دعنا الآن نعود إلى المنزل ونعيد هذا الطفل إلى والدته، وعندما وصلا الكوخ جلست الجنيّة بجانب المرأة المريضة وتحدثت معها عن ابنها بينما ذهب مارتن إلى السوق واشترى إبريقًا من الحليب، ثم قامّ بتجهيز المائدة بالطعام وكان أفضل ما استطاع جلبه، وجلست العرابة المميتة على المقعد وأكلوا وشربوا معًا، وقالت له أخيرًا: مارتن أنت فقير جدًا ويجب أن أفعل شيئًا من أجلك.
أقول لك ما سأفعله: سأجعلك طبيباً رائعاً، وسوف أنشر المرض في العالم وسوف تعالجه، وشهرتك ستذهب إلى الخارج وسيرسل الناس لك ويدفعون لك بسخاء، وهذه هي الطريقة التي سنعمل بها معًا، لذلك عندما تسمع عن شخص مريض، اذهب إلى منزله واعرض عليه علاجه، وسأكون هناك بشكل غير مرئي للجميع سواك، إذا وقفت بجانب سرير الرجل المريض، ستعرف أنّه سيتعافى.
عندها يمكنك وصف المرهم والأدوية، وعندما يتعافى سيعتقد أنّك قد عالجته، لكن إذا وقفت على رأس سرير الرجل المريض ستعرف أنّه يجب أن يموت، وفي هذه الحالة يجب أن تنظر بجدية وتقول إنه لا يمكن مساعدته، و عندما يموت سيقول الناس كم كان من الحكمة لك أنّك تعرف مسبقًا بمصيره، وبعد أن أعطته المزيد من التعليمات، وبعد أن ودعت الرجل وزوجته، غادرت.
مرّ الوقت وانتشرت شهرة مارتن كطبيب عظيم على نطاق واسع، و أينما عرف أنّ شخصاً مصاباً بالمرض، ذهب مارتن وعمل علاجات رائعة له، سمع عنه الدوقات والأمراء وأرسلوا إليه، وعندما عالجهم بالمرهم أو أعطاهم جرعة أو اثنتين من الأدوية المرة وتعافوا، شعروا بالامتنان الشديد له لدرجة أنّهم أعطوه أي شيء يطلبه وفي كثير من الأحيان أكثر ممّا طلب.
كان يتذكر دائمًا تحذير الجنيّة المميتة من علاج رجل مريض إذا وقفت على رأسه، ومع ذلك فقد عصى أوامرها حين تمّ استدعاؤه لوصف دوق لديه ثروة هائلة، وعندما دخل الغرفة رأى الجنية المميتة واقفة على رأس الدوق، وعندما سألوا مارتن: هل يمكنك علاجه؟ قال مارتن: لا أستطيع أن أعدكم، لكنني سأفعل ما بوسعي، فجعل الخدم يقلبون سرير الدوق حتى تصبح القدم محل الرأس أمام جنيّة الموت وتعافى الدوق وكافأ مارتن بسخاء.
لكنّ الجنيّة المميتة عندما التقت بمارتن بعد ذلك وبخته وقالت: لا تحاول هذه الحيلة علي مرّة أخرى، علاوة على ذلك فهي ليست علاجًا حقيقيًا، فقد حان وقت الدوق، ويجب أن يذهب إلى مكانه المحدد، ومن واجبي أن أقوده إلى هناك، وأنت تعتقد أنك أنقذته مني وهو يعتقد ذلك، لكن كلاكما مخطئ، كل ما قدمته له هو لحظة راحة.
مرّت السنوات وشاخ مارتن، وابيض شعره وتيبست عضلاته، وأصبح شيخاً ضعيفاً ولم تعد الحياة فرحة، فصرخ يوماً: عزيزتي العرابة المميتة، أنا عجوز ومتعب خذينى، لكن الجنية المميتة هزت رأسها، وقالت: لا يمكنني اصطحابك بعد، لقد قمت بإطالة شمعة حياتك والآن عليك الانتظار حتى تحترق، وفي اليوم الأخير بينما كان في طريقه إلى المنزل بعد زيارة رجل مريض، صعدت الجنيّة إلى العربة معه.
تحدثت معه وضحكوا معًا، ثمّ قامت بتنظيف ذقنه بفرع أخضر، فثقلت عيون مارتن على الفور، وانزلق رأسه إلى الأسفل وسرعان ما نام في حضن الجنيّة المميتة، وقال الناس عندما نظروا في العربة: إنّه ميت، لقد مات الطبيب الشهير مارتن، يا له من رجل عظيم وصالح، للأسف من يمكنه أن يحل محله؟ ثمّ دفن ببهاء عظيم و حزن العالم كله على موته.
كان ابنه الذي كان اسماه جوزيف رجلاً طيباً، وفي يوم من الأيام عندما كان ذاهبًا إلى الكنيسة التقت به عرابته جنيّة الموت، كيف حاله، فأجاب: يمكنني أن أعيش، ولكن لا أعرف ماذا سأفعل بحياتي، قالت الجنية: أنا أمك التي حملتك في التعميد، لقد ساعدت والدك في الثروة والشهرة والآن سأساعدك، لذلك سأقوم بتدريبك على أن تكون طبيب ناجح وسأحرص على أنّه قريبًا ستعرف أكثر ممّا يعرف والدك.
مسحت الجنية أذنه ثمّ قادته إلى طبيب وقالت: أتمنى أن تأخذ هذا الشاب كمتدرب، إنه فتى جيد، علّمه كل ما تعرفه، قبل الطبيب جوزيف كمتدرب وعندما خرج إلى الحقول لجمع الأعشاب أخذ الشاب معه، كان المرهم السحري الذي مسحت به العراب جوزيف مكنه من سماع وفهم همسات الأعشاب حيث كان كل واحد عندما يلتقطه، يهمس له خصائصه السرية.
همس أحدهم: أنا أعالج الحمى، وآخر: وأنا أعالج الطفح الجلدي، اندهش الطبيب من معرفة تلميذه بالأعشاب، وقال: أنت تعرفهم أفضل مني، أنت لا تخطئ أبدًا، و يجب أن أكون متدربًا وليس أنت، لذلك سأعمل تحت إشرافك وسنعمل معًا على تقديم علاجات رائعة، وهكذا بسبب هبة العرابة أصبح جوزيف طبيباً عظيماً قيل أنّه لم يكن هناك مرض لم يستطع إيجاد عشب علاجي له، وعاش طويلًا وسعدًا حتى احترقت شمعته، وأخذته عرابته الرقيقة الموت.