قصة شيء ما بالطابق الرابع

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد الشباب كان في الأصل يبحث عن مكان يحصل به على الانترنت من أجل القيام بأعمال مهمة، ولكن أثناء توجهه للمكان حدثت معه أمور غريبة ومرعبة، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لتقف معنى على مجريات الأحداث.

الشخصيات

  • الشاب جوزيف
  • الفتاة العاملة في المقهى

قصة شيء ما بالطابق الرابع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في واحدة من المدن الآسيوية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أحد الشباب ويدعى جوزيف يبحث عن واحد من المقاهي الذي يوجد به انترنت؛ وذلك لأنه حينها كان من الضروري أن يقوم بإرسال مجموعة من الرسائل المهمة عبر البريد الإلكتروني، وبينما كان يبحث هنا وهناك وصل إلى واحد من المقاهي الذي يحتوي على انترنت، وقد كان ذلك المقهى قريب من المكان الذي يقيم به.

وذلك المقهى يقع في الطابق السادس في أحد المباني، وأول ما وصل إلى ذلك المبنى سار عبر المدخل والذي كان مظلم للغاية، وفي آخر ذلك المدخل وجد مصعد في البداية قام بالضغط على زر الاستدعاء وانتظر المصعد الذي كان نازل من الطابق السادس، وهو يحدق النظر في مفاتيح المصعد والتي كانت تخلو من الرقم أربعة؛ وقد اعتقد السبب في ذلك أن كافة سكان المدن الآسيوية يعتبرون أن رقم أربعة هو الحظ السيء، ولذلك هم لا يستخدمونه في حياتهم على الاطلاق، وفي الكثير من الأحيان أن كلمة أربعة هي كلمة تشبه كلمة الموت.

وأول ما وصل إليه المصعد قام بالضغط على الرقم ستة، حيث الطابق الذي يوجد به المقهى المتوفر فيه الانترنت، ودخل إلى داخله وبدأ المصعد في الحركة بكل هدوء شيئاً فشيئاً، وبشكل مفاجئ وبعد مسافة قريبة من وصول جوزيف للمقهى، وقد كان على وشك الخروج منه أُغلق الباب من تلقاء نفسه، وتوجه وصعد مرة أخرى وتوقف في الدور رقم أربعة.

حينما وصل إلى هناك تم فُتح الباب دون أن يقوم جوزيف بأي حركة ولا لمس أي زر من أزرار المصعد، وفي ذلك الطابق كان الظلام هو المسيطر على المكان، وفي تلك الأثناء لاحظ جوزيف أن هناك أمر غريب ومرعب بعض الشيء، إذ شاهد أن هناك شيئاً ما يتحرك في نهاية مدخل ذلك الطابق المظلم، وعلى ما يبدو أنه شخص، ولكن لم يتمكن من التمييز فيما إذا كان ذلك الشخص امرأة أم رجل، وبعد لحظات قليلة أدرك جوزيف أن هناك كائن غريب يزحف نحو المصعد، وفي تلك اللحظات بدأ الخوف والرعب يسيطر على جوزيف.

وفي ذلك الوقت بينما كانت القشعريرة تنتاب جوزيف حاول مراراً وتكراراً أن يقوم بالضغط على أحد أزرار المصعد والقيام بإغلاق الباب على نفسه، ولكن دون فائدة أو جدوى، إذ أنه حدثت مشكلة في المصعد تسببت في حدوث خلل بعدم الاستجابة لأي حركة ولا أي محاولة يقوم بها جوزيف، وفي تلك الأثناء بدأ التوتر والقلق يستوطن بداخل جوزيف أكثر فأكثر، كما أنه فقد الأمل تماماً في الخروج من ذلك الوضع السيء الذي وقع به، وفي لحظة من اللحظات أضاء نور المصعد وأغلق الباب وصعد إلى الدور السادس.

وهنا كان جوزيف وكأنه عادت إليه روحه من جديد، وأول ما فُتح الباب أخذ يتنفس بعمق، وعلى الفور خرج من المصعد وتوجه نحو المقهى، وبعد أن وصل للمقهى وقام بإرسال مجموعة الرسائل الإلكترونية المطلوبة منه، جلس ليرتاح قليلاً، وهنا جاءت إليه واحدة من الفتيات اللواتي يعملن في ذلك المقهى، فطلب منها الحديث معه لدقائق حول أمر مهم للغاية، وافقت الفتاة على الحديث معه قليلاً، ولكنها اشترطت عليه أن لا يؤخرها على عملها، فالمدير في ذلك المقهى شديد وقاسي للغاية، وهنا حدث الفتاة حول ما حصل معه، وقد أشارت له الفتاة أن هناك مجموعة من العملاء وزوار المقهى بالإضافة إلى بعض العاملين في ذلك المقهى قد شهدوا وقائع مثل تلك، ولكنها لم تكن في يوم من الأيام قد حدث معها شيء كهذا.

ومن هنا بدأت تسرد عليه تلك الفتاة حكاية ذلك الطابق في المبنى، وقد أشارت إلى أنه منذ زمن كان ذلك الطابق هو عبارة عن صالون يُعنى بتصفيف شعر السيدات، وكان من الأماكن الصاخبة جداً بالزوار وتأتي إليه النساء من كل حدب وصوب، ولكن في يوم من الأيام وقعت به حادثة فظيعة، وتلك الحادثة كانت هو أنه قامت سيدة من العاملات اللواتي يعملن ذلك الصالون بقتل نفسها، حيث قامت بذلك من خلال قيامها بقطع شرايين يديها على حوض الاستحمام وبقيت تنزف حتى الموت، ولا يعرف أحد لماذا قامت بفعل ذلك بنفسها.

ومنذ تلك الحادثة وحتى فترة لا بأس بها كان ذلك الصالون يواصل عمله، ولكن منذ تلك الحادثة كانت في كل يوم يتعرضن السيدات به إلى حوادث غريبة وغامضة، ففي الكثير من الأحيان كان الماء يتحول إلى دماء أثناء القيام بغسيل شعر بعض الزبائن، وفي أحيان أخرى كان يدعي زبائن آخرون أنهم حينما كانوا ينظرون إلى المرآة، كانت تظهر لهم شخصية مخيفة ووحشية ومرعبة تقف من ورائهم ثم بعد لحظات بلمح البصر تختفي بشكل مفاجئ.

وعلى إثر كامل تلك الحوادث الغريبة والمخيفة أصبح ذلك الصالون سيء السمعة، في أغلب الأحيان كان يشاع حول ذلك الصالون أنه مليء بالأشباح، وبسبب ذلك يوماً بعد يوم كان عدد الزبائن من السيدات اللواتي اعتدن على التردد على ذلك الصالون ينقصن، ولهذا اضطر مالكي ذلك الصالون إلى إغلاقه إلى الأبد، وفي الكثير من الأحيان كان مالك المبنى يحاول جاهداً من أجل تأجيره إلى العديد من المستثمرين وأصحاب الشركات، ولكنهم كانوا يرفضون حينما يسمعون عن السيدة التي توفت به والأشباح التي تسكنه.

وبعد أو وصل مالك المبنى إلى اليأس من تأجير ذلك المكان بأباخس الأموال، جاء إليه ذات يوم رجل أعمال وقام باستئجاره وحاول أن يقلب المكان رأساً على عقب ويقوم بتجديد المكان، ولكن حينما كان يقوم بإحضار العمال الذين يُعنون بأعمال الإنشاءات والتجديدات كانت تحدث معهم وقائع مدهشة وغريبة، حيث كانت تتحطم عدد من المرايا دون أن يقوم أحد بلمسها أي شخص، كما كانت في الكثير من الأحيان يتم سحق أيدي العمال من خلال إغلاق أحد الأبواب عليها بشكل مفاجئ وبقوة عجيبة.

ولتلك الأسباب كان يتم رفض العمال إلى استكمال العمل في ذلك الطابق وغادر المستثمر، فقام المالك مضطراً للتخلي عن فكرة تأجير ذلك الطابق، واعتبره غير موجود من الأصل، كما أنه قام ببرمجة المصعد على عدم التوقف به، حتى لا يذهب أحد إلى هناك، ولكن لسبب ما يتوقف المصعد من تلقاء نفسه في بعض الأحيان؛ مثلما حدث مع جوزيف وتظهر به الأشباح في ظلام ذلك الطابق المخيف.

العبرة من القصة أن هناك العديد من الخرافات والأساطير المرعبة منها ما حدث بالفعل خلال العصور القديمة، ومنها ما كان من نسج خيال الكاتب، ولكن حتى يومنا هذا حينما يتم ذكر مكان يظهر به أشباح لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه.

المصدر: كتاب روائع الأدب العالمي في كبسولة - حسين عيد - 2012م


شارك المقالة: