الأطفال يحبّون الألوان، وبعض الأشخاص يشعرون أن لكل لون من الألوان يرمز لشعور معيّن، هذا ما كان يشعر به صالح الذي سنحكي عنه في قصة اليوم؛ فهو يحب جميع الألوان لأنّها تعبّر عن مشاعره المختلفة، وهو يدرك بأن المشاعر لا تعبّر عن الشخص، بل هي تعبّر عن فترة شعورية مؤقتة تزول بحلول متعدّدة.
قصة صالح والألوان
صالح ولد طيب ولطيف وكان يحب الألوان كثيراً، ومن شدّة حبّه للألوان كان صالح يربط مشاعره بالألوان؛ حيث كان يربط اللون الأزرق بالهدوء، وعندما يشعر بالسكون والهدوء فيشعر وكأن لون مشاعره كلون السماء الصافية، وهو يشعر بالهدوء كثيراً مثل أن يستحمّ بماء دافئ، أو ينام جيدّاً أو يتحدّث لصديق حميم.
عندما يلعب صالح مع مع أصدقائه أو يذهب في رحلة مع عائلته يشعر بالسعادة البالغة، ولون السعادة لدى صالح هو لون الأصفر، وهو اللون الذي يرمز للشمس، وعندما يشعر صالح بأنّه سعيد يشعر بأنّ كل من حوله لطيفاً معه، ومن أكثر ما يسعده هو إنجازه لأمر ما.
عندما يفقد صالح أحد ألعابه التي يحبّها، أو عندما يحلّ الظلام ولا يجد من يلعب معه فيشعر بالوحدة، شعور الحزن بالنسبة لصالح هو لون الأسود، أمّا اللون الرمادي فيعبّر لدى صالح عن شعوره بالكآبة والاسترخاء، كما أن يأتي آخر اليوم أو عن امتلاء السماء بالغيوم.
عندما يدخل صالح في منافسة مع أصدقائه ويخسر يغضب، أو عندما يطلب بأن يلعب ويرفض أحد أصدقائه إعطائه لعبة فيشعر بأنّه غاضب، شعور الغضب لدى صالح يعبّر عنه اللون الأحمر، وعندما يتعرّض صالح لموقف ولا يستطيع تفسيره أو يبدأ بحل واجب بيتي صعب يشعر بالحيرة، والحيرة تعني لصالح اللون البنفسجي أو الليلكي، وهذا اللون يشبه حبّة الباذنجان.
أما عندما يكون صالح وحيداً ويسمع لأصوات غريبة يشعر بالخوف، وشعور الخوف بالنسبة لصالح هو اللون الأبيض، وعندما بالمرض يشعر بأن التعب يرمز له اللون الأخضر، وعندما يتعرّض لموقف محرج ويشعر بالخجل فاللون الذي يعبّر عن هذا الشعور هو اللون الوردي. وأخيراً فهذه الألوان لا تعبّر عن صالح بل هي تعبّر عن مشاعره، ومشاعر صالح ليست هو نفسه، ولكل منّا لونه المفضّل.