قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين-الجزء الثاني

اقرأ في هذا المقال


قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين- الجزء الثاني أو (Story of a Shoemaker and his Servant Prituitshkin) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • جوريا صانع الأحذية.  
  • الجنّي بريتشكن.  
  • ميستافور.
  • الأميرة.

قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين-الجزء الثاني:

وعندما دخلوا الفناء، خرج مستافور للقاء صهره الحبيب، الأمير داردافان المفترض، ثم نزل جوريا صانع الأحذية عن فرسه، لكنّه لم يربطه، ولم يعطه لأحد ليمسكه، وسعل بصوت عال وداس على الأرض، وقف الحصان كما لو كان متجذرًا في المكان، ثمّ ذهب جوريا إلى القاعة وانحنى لتحيّة مضيفه وجلس على الكرسي مع الرقم واحد، ذهب مستافور إلى ابنته دوغادا، وأمرها بالحضور والترحيب بزوجها المستقبلي الأمير داردافان.

وامّا الأميرة دوغادا فاجابت: ولكن يا أبي، هذا في الواقع ليس الأمير داردافان، أنّه صانع الأحذية جوريا كروتشينين، قال مستافور: لا تتحدثي بالهراء، لقد رأيت الأمير داردافان وجهاً لوجه، وأعرفه جيداً، هذا هو الأمير، قالت دوغادا: حسناً، سأذهب وأرحب به، لكن ضع في اعتبارك، إنّه ليس الأمير داردافان، ولكن صانع الأحذية جوريا، متنكراً مثله، ثمّ قالت: عندما نجلس على المائدة لتناول الطعام، اطلب الخبز الأبيض والخبز البني ليُحضر له.

وإذا لاحظت أنّ هذا الضيف يقطع أولاً قطعة من الخبز البني، فستعرف أنّه ليس الأمير داردافان، لأنّ داردافان يأكل الخبز الأبيض دائمًا، قال مستافور: جيد، سوف ألاحظ، ثمّ دعا جوريا للجلوس على المائدة، وعندما جلسوا جميعًا، وأحضروا خبزًا أبيض وبنيًا، أخذ جوريا أولاً الخبز البني، ولاحظ ميستافور ودوغادا ذلك، ثم قال مستافور: زوج ابنتي العزيز والمشرف، الأمير داردافان، لماذا تاكل الكثير من الخبز الأسمر وليس الأبيض؟

وعندما سمع الجنّي هذا، صعد بشكل غير مرئي إلى جوريا وهمس في أذنه: أخبر مستافور أنّ والدك، عندما كان يجلس على المائدة، كان يعطي دائمًا للفقراء قطعة خبز ليأكلوها، وبدلاً من الملح كان يصب عليهم كيسًا من الذهب، ولذلك قل أنّه أمرك أن تحضر له كيس الذهب، ثم كرر جوريا هذه الكلمات إلى ميستافور، وقطع المزيد من شرائح الخبز البني، ودعا خادمه بريكشتن لإحضار كيس الذهب.

و في غمضة عين، أحضر بريكشتين الأموال التي سرقها من خزانة ميستافور، وطلب منه جوريا جمع مجموعة من المتسولين، فركض الخادم وعاد في لحظة مع حشد من الجياع، ووزع جوريا الخبز، وأعطى كل واحد قطعة ذهب من الكيس، وعندما أعطى كل الخبز والعملات الذهبية، بدأ في الأكل، وبعد العشاء قال مستافور لابنته: ماذا تقولين الآن، أليس هذا الأمير داردافان؟

أجابت الأميرة: لا، أبي العزيز، هذا ليس الأمير، ولكنّه صانع الأحذية، فقال ميستافور: لقد تخلصنا من جوريا منذ فترة طويلة، أجابت الأميرة: حسنًا، سأثبت أنّ هذا الرجل ليس الأمير، ادعه لقضاء الليلة هنا واطلب سريرًا جاهزًا له، وإذا استلقى عليه فهو ليس الأمير داردافان، بل صانع الأحذية جوريا، وعندما جاء المساء، أمر ميستافور بتجهيز أفضل سرير لصانع الأحذية، لذلك ذهب جوريا إلى حجرة النوم.

ورأى أنّه لم يكن السرير الذي تحدث عنه فنادى على الفور خادمه، وقال: أيّها الوغد، لماذا لم تجهز سريري؟ أنت تعلم جيدًا أنّني دائمًا أنام على سريري المئات من الأكياس، اذهب على الفور وأحضره إلي! بعد ذلك، ركض الجنّي بأسرع ما يمكن وأحضر سريرًا من مائة كيس، كان قد سرقه من الأمير داردافان، ثمّ استلقى جوريا على السرير، وأمرت دوجادا عن قصد بإضاءة عدد من الأضواء ووضعها في غرفة نومه.

لكنّ جوريا طلب على الفور جميع الخدم بإبعاد الأضواء، وأمر الجنّي بإعطائه الحجر الذي جلبه بعد أن سرقه أيضًا من الأمير داردافان، ثمّ وضع جوريا الحجر المضيء على المنضدة واستلقى للنوم، وفي منتصف الليل، أرسلت دوجادا إحدى مرافقها إلى غرفة نوم صانع الأحذية، راغبةً منها في سرقة الحجر من على الطاولة، ولكن عندما دخلت الفتاة الغرفة وكانت على وشك أن تهرب بالحجر، قفز الخادم بريكشتين الذي كان مستلقيًا بجانب الباب، وصرخ: أليس عارًا عليك، أيتها الفتاة الجميلة، أن تسرقي سيدك!

وقام بطردها وأخذ ملابسها، ثمّ ذهبت الفتاة إلى سيدتها وأخبرتها بذلك، لكنّ دوغادا لم تيأس، وبعد ساعة، قررت الذهاب بنفسها وإحضار الحجر، ومع ذلك بالكاد دخلت غرفة نوم صانع الأحذية جوريا، ووضعت يدها على الحجر، قفز الجنّي ،وأمسكها، وقال: أليس من العار عليك أن تدبري مثل هذا الشر؟ وأخذ ملابسها فغادرت دوجادا الغرفة وهي تشعر بالخجل والندم.

وفي صباح اليوم التالي، عندما نهض صانع الأحذية جوريا، أخبره خادمه بكل ما مرّ أثناء الليل، وأخبره أن يطرح لغزاً على ميستافور وهو أن يقول: ذهبت لأمشي في مروجك الخضراء وأمسكت ماعزاً، وجرّدت منه جلدين، وإذا قال مستافور أنّه من المستحيل أن يكون للماعز جلدين، اطلب مني إحضار الجلود، ذهب جوريا إلى مستافور، وبدأ في الحال يقترح عليه لغزًا.

وقال: ذهبت لأمشي في مروجك الخضراء وأمسكت بماعز ونزعت منه جلدين، فشكّ مستافور كثيراً وقال: من المستحيل أن يكون للماعز جلدين، أجاب جوريا: هذا صحيح، وأمر بريتشكن بإحضار الجلود، وعندما رأى ميستافور ثوب ابنته، كان مضطربًا، ووبخها، وسأل كيف وصل ثوب دوجادا إلى يديه، لذلك أخبره صانع الأحذية بكل ما حدث.

غضب مستافور على ابنته، وقال: لم يعد لدي صبر، استعدي لحفل زفافك على الفور، وتزوج صانع الأحذية جوريا من الأميرة دوجادا في ذلك اليوم ، وفي وقت ما بعد ذلك، جاء الخادم وقال لجوريا: الآن بعد أن ساعدتك، افعل شيئًا من أجلي في المقابل، لديّ طلب منك، يوجد هناك في بركة حديقتك التي عشت فيها سابقًا، حيث أسقطت خاتمًا في هذه البركة، أرجو منك تنظيف البركة وجلب الخاتم منها.

وعندما يتم العثور عليه، اطلب ملء البركة بالمياه الصافية مرة ثانية وبناء قارب، وفي هذا القارب أبحر مع زوجتك وخذني معكما، ثمّ سألقي بنفسي في الماء، وعندما تصرخ زوجتك أنّني غرقت، رد فقط: ليأخذه الشيطان! وعندما سمع صانع الأحذية جوريا هذا، أمر بإفراغ البركة الموجودة في الحديقة وتنظيفها، وأنّه يجب إحضار ما وجد فيه، وعندما تم تجفيف البركة، عثر صبي على الخاتم في الأسفل، وأحضره إلى صانع الأحذية جوريا.

ثم أمر جوريا بإدخال المياه إلى البركة وبناء قارب، وبمجرد أن أصبح كل شيء جاهزًا، جلس مع زوجته وخادمه في القارب، وأبحر إلى منتصف البركة، ولكن فجأة قفز بريكشتن في الماء، وصرخت دوغادا:  انظر، لقد غرق الخادم، ثمّ قال جوريا: ليأخذه الشيطان! لم أعد أريده وبعد ذلك تمّ إرسال الأمير داردافان الحقيقي إلى المعركة، وهناك فقد حياته، وعاش جوريا صانع الأحذية بعد ذلك باسمه، وعاش سنوات عديدة مع دوجادا في سعادة كبيرة، متناسيًا مصيره التعيس السابق.


شارك المقالة: