تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول فتاة تم اختيارها من أجل القيام بدراسة لحالة مريض والحصول منه على معلومات حول أحد أشهر السفاحين، وقد تم تجسيد القصة في أحد الأفلام السينمائية عام 1991م، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية.
قصة صمت الحملان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك إحدى الفتيات وتدعى كلاريسا والتي تعمل في إحدى المنظمات تقوم بتدريب نفسها في الغابة، وفي لحظة ما جاء أحد الرجال وطلب منها الحضور من أجل مقابلة رئيس المنظمة والذي يدعى جاك، وحينما ذهبت للقائه أخبرها أنه اختارها على الرغم من أنها ما زالت متدربة لعدة أسباب، أولاً بسبب تحصيلها العلمي وثانياً لأنه يذكر أنها جادلته في إحدى المرات بقوة في واحدة من المحاضرات التي قدمها في الجامعة التي كانت تتلقى تعليمها بها.
وهنا عرض عليها مقابلة أحد الأشخاص من المصابين بمرض نفسي، وقد كان ذلك المريض وهو ما كان يعمل كطبيب في مجال علم نفس ويدعى أنثوني؛ وذلك من أجل دراسة حالته كقاتل متسلسل، وقد أشار رئيس المنظمة إلى أن حالة ذلك المريض قد تساعدها كذلك في دراستها لحالات شبيهة، كما أوكل إليها بمهمة أن تقوم بتقديم استبيان له يتخلله مكان الإقامة الجبرية والتي كان يقضيها تحت حراسة مشددة في أحد المستشفيات الذي يشتهر باسم مستشفى بالتيمور الخاص بالأمراض النفسية.
وتهمة ذلك المريض هي أكل لحوم البشر، وبعد أن التقت كلاريسا بالمريض اكتشفت أن رئيس المنظمة اختارها بسبب إعجاب المريض بكلاريسا منذ زمن طويل، واستغل ذلك حتى يدلها على أحد السفاحين ويدعى بيل، وهذا السفاح متورط في قتل عدة نساء شابات، وفي كل مرة كانت تلتقي كلاريسا بالمريض كان يتعامل معها بلطف شديد بالرغم من أنه في بعض الأحيان كان يحاول استفزازها بكلمات ذكية ومنتقاه.
وفي يوم من الأيام تم العثور على الضحية الخامسة للسفاح، وحينها على الفور توجهت كلاريسا ورئيس المنظمة إلى المشرحة، وقد أصيب الجميع بالفزع من منظر الضحية، إذ تبين أنه تم حبسها لمدة ثلاثة أيام من ثم تم قتلها، وحينما تم إجراء الفحوصات على الجثة تبين أن داخل فمها شرنقة فراشة، ومن هنا على الفور حملتها كلاريسا إلى أحد أخصائي الحشرات؛ وذلك حتى تتمكن من معرفة نوعها وماذا بها أن تفعل، وقد أشار الأخصائي إلى أنها فراشة الموت، وهي من أنواع الفراش التي تعيش في مناطق محددة في قارة آسيا ولا يمكن أن تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا بعد إحضار بيوضها من الخارج، ويبدو أن السفاح كان يربيها منذ زمن وقد اعتنى بها عناية حثيثة للغاية ووفر لها أفضل بيئة.
وقد كانت الضحية السادسة السفاح هي فتاة تدعى كاثرين، وهي ابنة لرجل مهم، إذ في بداية خطته خدعها بإيهامه لها أنه يحاول حمل قطعة أثاث ووضعها داخل السيارة، وهنا تتقدم الضحية لمساعدته في إدخالها وعلى الفور ضربها حتى أغمي عليها، ثم بعد ذلك نقلها إلى منزله وقام بسجنها في أحد الأبيار القديمة داخل محيط منزله، وحينها أصيبت والدتها بالهلع وخرجت على شاشة التلفاز لتتحدث مع القاتل بطريقة ذكية، إذ قامت بعرض صور لحياة ابنتها منذ الطفولة؛ وذلك حتى تثير شفقته.
وفي تلك الأثناء توجهت كلاريسا لمقابلة المريض، وعرضت عليه مساعدتها في القبض على السفاح مقابل أن تقوم بنقله إلى مصحة نفسية أفضل، حيث أنه بها يمكنه السير على الشاطئ كما أنه سوف يتم وضعه في إحدى الغرف المطلة على الغابة، ولكن المريض رفض عرضها وقد له عرض أفضل وهو ما يتضمن لعبة الشيء مقابل الشيء، وتتجسد تلك اللعبة في أسئلة وأجوبة، وافقت كلاريسا على عرضه، وأول ما بدأ به هو سؤالها عن طفولتها وعن موت أبيها، فتجيبه أن أبيها كان يعمل كرئيس لمركز الشرطة وتم قتله حينما كانت في العاشرة من عمرها، ووالدتها توفيت كذلك في صغرها، ومن ثم انتقلت للعيش مع أبناء عمومة والدها في أحد المنازل الريفية التي يتخللها مزرعة حيوانات.
ولكنها لم تتمكن من الاستمرار في الحياة هناك وهربت بعد شهرين، وفي المقابل أخبرها المريض أن السفاح كان يهدف من خلال ضحاياه إلى تغيير نفسه من الداخل؛ وذلك لأنه محتجز في هاجس يشعره على الدوام أنه إنسان مريض نفسياً وعلى الدوام كان يقوم بتحويل الشرنقة إلى فراشة، وأن السفاح لم يكن قد ولد في الأصل مجرماً، ولكن بسبب حادثة تعرض لها في مرحلة الطفولة وهي حادثة اعتداء، وهو يقوم بكافة تلك الجرائم لأنه يكره نفسه.
وفي تلك الأثناء قام أحد الأطباء بالتجسس على حوارهما، ثم لبرهة اقترب من المريض وأخبره أن العرض المقدم له غير حقيقي، وأنه في حال كشف له عن شخصية السفاح فسوف يساعده للانتقال والعلاج عند طبيب آخر، وهنا وافق المريض بشرط أن يتم تقديم المعلومات التي يدلي بها بشكل مباشرة إلى والد الضحية، وافق الطبيب على شرطه، ولكن لم يكن يعلم أن المريض في تلك اللحظة قد احتفظ بقطعة معدنية من قلم الحبر وسوف يقوم باستخدامها في وقت لاحق.
وبعد أيام قليلة عادت كلاريسا من أجل الحديث مع المريض والحصول على المزيد من المعلومات؛ وذلك لأن الخطورة على الفتاة كاثرين ازدادت، وهنا استمرت معه بلعبة الأسئلة المتبادلة، وفي هذه المرة أخبرته أن سبب هروبها من منزل الريف في طفولتها لأنها أفاقت في منتصف الليل على صوت صغير يئن، وحينما نزلت إلى حضيرة المزرعة رأت أنها أصوات الحملان التي كانت يتم ذبحها في فصل الربيع، وفي تلك الأثناء فتحت باب الحظيرة أمامها من أجل أن تهرب غير أنها لم تقوى على الحركة، ثم بعد ذلك حملت حملا وفرت به، إلا أن سيارة الشرطة لحقت بها، وتصرفها ذلك أثار الغضب لدى ابن عم والدها وعلى إثر ذلك قرر إيداعها لدى دار للأيتام.
ومنذ ذلك اليوم لم تشاهد تلك المزرعة على الاطلاق، وبعد أن استمع المريض لقصتها أخبرها أنها ما زالت تصحو مرعوبة في منتصف الليل من تلك الأصوات، ولكنها حينما تقوم بإنقاذ حياة الفتاة من بين يدي السفاح سوف تتوقف تلك الأصوات على الفور، كما أسمعها بعض الكلمات الملغومة حول كيفية الوصول للسفاح، وفي تلك اللحظة دخل الطبيب بشكل مفاجئ وحاول إخراجها باستخدام القوة، ولكنها عادت من أجل أن تأخذ أوراق القضية من المريض حيث كان يضع ملاحظاته عليها.
وفي لحظة ما أدخلا شرطيان وجبة الطعام للمريض، وفي تلك اللحظة أخرج قطعة المعدن التي حصل من قلم الحبر وفك قيده دون أن يتنبه أحد له، وسرعان ما أمسك بيد واحد منهما وقيده بالقضبان وأغلق الباب بوجه الشرطي الثاني وأمسك به وأكل قطعة من وجهه وقتله وقام بسلخ وجهه ووضع الوجه المسلوخ على وجهه ليوهم الشرطة أنه أحد زملائهم، وسرعان ما طلب سيارة إسعاف وانتقل إلى المستشفى وخلال الطريق نزع القناع عن وجهه وخطف السيارة وقتل كل من يعتليها وهرب.
وفي النهاية أخذت كلاريسا بتحليل أوراق المريض فاكتشفت أنه إحدى ضحايا القاتل واحدة من الفتيات التي كانت على علاقة به، وحينما علمت بمكانها توجت إلى منزلها وأول ما دخلت غرفتها لتفتيشها بدأت بحل اللغز، حيث توصلت إلى أن القاتل يقوم بتجويع ضحيته لمدة ثلاثة أيام حتى يترهل جسمها ويتمكن من سلخه وخياطته ولبسه كثوب يتغير من خلاله لشخصيات أخرى، وأخيراً سافر رئيس المنظمة بطائرته الخاصة معتقدا أنه توصل إلى منزل القاتل، ولكن كلاريسا استمرت في تتبع علاقات الضحية لتصل إلى البئر حيث تجد الفتاة كاثرين، وحينها طلبت منها أن تنتظر قليلاً، وتتابع البحث عن القاتل وتتمكن من الوصول إليه وقتله، كما توصلت إلى أن المريض فرّ إلى دولة أفريقية، وبالفعل تقفت الأصوات بعد أن أنقذت الفتاة.