قصة عامر في المدرسة

اقرأ في هذا المقال


يجب علينا تعليم أطفالنا أن القوّة لا تكمن فقط بالجسد، بل إن القوّة تنبع من داخل الشخص، من إيمانه بنفسه وبثقته بقدراته، هذا ما حاول والد عامر أن يشرحه له، وبذلك ساعده أن يدافع عن نفسه، بعدما كان يتعرّض للإساءة من كل زملائه في المدرسة.

قصة عامر في المدرسة

عامر كان ولد في الصف الخامس، كان يعاني من كثرة المشاكل التي تحدث معه في مدرسته؛ والسبب في تلك المشاكل هو تعرّضه للضرب من قبل زملائه الأكبر منه حجماً لأنه صغير الحجم، بالإضافة لهدوئه الشديد وعدم امتلاكه أي نوع من أنواع مهارة الدفاع عن النفس.

كان عامر دائماً يعود من المدرسة ويتجه لوالدته ويبدأ يشتكي لها حزنه الذي يحمله معه؛ وذلك بسبب سخرية زملائه منه، بالإضافة لتطاولهم عليه، وكانت أمّه تطلب منه أن يخبر مشرف المدرسة عن هؤلاء المزعجين، ولكن هذا الأمر لم يكن يجدي شيئاً، واستمرّ عامر على هذا الحال وقت طويل، وفي يوم من الأيام قرّرت والدة عامر أن تجد له الحل المناسب.

فذهبت لزوجها وطلبت منه أن يقوم بنقل ابنه الأكبر في مدرسة عامر ليكون بجانيه، ولكن الوالد لم يكن مقتنعاً بأنّ هذا هو الحل الأمثل، نادى على ابنه وقرّر أن يخبره بالحل الصحيح فقال له: يا بني، هل تظنّ بأنّ أخيك الأكبر سيستطيع أن يمنع زملاؤك عن إزعاجك والتطاول وعليك؟ قال له عامر: نعم يا أبي؛ فأنا صغير الحجم وزملائي جميعهم أكبر منّي حجماً.

قال له والده: ولكن يا بني عليك أن تعلم أن هذا ليس هو السبب في تطاول زملائك عليك، تفاجأ عامر من كلام والده وقال له: ولكن ما هو السبب يا والدي؟ قال له والده: إنّ السبب في ذلك هو نظرتك التي تظهر لهم، سأخبرك ماذا ستفعل في المرّات القادمة وأنا أعدك بأنك ستجد الحل في ذلك، عليك فقط أن تنظر لزملائك نظرة حادّة، وتحاول إظهار القوّة والعزيمة الكبيرة لديك، فبحجم الأذى الذي تسبّبوا به لك، أظهر لهم أنّك قوي وتستطيع أن تدافع عن نفسك.

وبالفعل في اليوم التالي ذهب عامر إلى المدرسة، وعندما بدأ أحد زملائه بإزعاجه، نظر له عامر بالطريقة التي أخبره بها والده، في ذلك الوقت تفاجأ زميله هذا من تلك النظرة، التي لم يكن معتاداً أن يراها من زميله عامر الضعيف، ومنذ ذلك الوقت توقّف الجميع عن إزعاج عامر، والسبب في ذلك هو سلاح والد عامر السحري.


شارك المقالة: