قصة علامات

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول كاهن سابق اكتشف في يوم من الأيام سلسلة من دوائر غريبة داخل محاصيل الذرة الموجودة في المزرعة التي تعود ملكيتها له، وبعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات حول تلك الدوائر توصل إلى أنها عبارة عن إحدى الظواهر الكونية التي نتجت عن حياة خارج كوكب الأرض.

قصة علامات

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو القسيس الذي يدعى غراهام هيس، وقد كان ذلك القسيس يقيم مع ابنه الذي يدعى مورغان وهو أحد الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو، وابنته التي تدعى بو كانت تقوم بعادات غريبة عجيبة من وجهة نظر الجميع، حيث أنها على الدوام كانت تقوم بوضع أكواب مليئة بالماء حول المنزل، بالإضافة إلى شقيق القسيس الأصغر والذي يدعى ميريل، وهو ما كان أحد اللاعبين الثانويين في لعبة بيسبول.

وكل هؤلاء كانوا يقيمون سوياً في إحدى المزارع المعزولة في قرية دويلس الواقعة في ولاية بنسلفانيا التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي يوم من الأيام كان ذلك القسيس قد تنازل عن كهونته بعد أن توفيت زوجته التي تدعى كولين في حادث سير، إذ أراد أن يقضي بقية حياته مع عائلته.

وذات صباح اكتشف القسيس أن هناك دوائر غريبة في وسط المحاصيل التي كانت موجودة في مزرعته، وحينما تم التحري والتحقيق حول تلك الدوائر من قِبل السلطات الحكومية توصلوا إلى أن هناك عدد من الحيوانات المتواجدة في المنطقة وقد أصبحت عنيفة وهي منتشرة في كافة أنحاء المدينة، وفي ذات الوقت قام ابنه مورغان بقتل واحد من الكلاب التي تملكهم تلك الأسرة؛ وذلك لأنه تحول إلى كلب عنيف وحاول الانقضاض على شقيقته بو.

وبعد أن تم التوصل إلى تلك النتائج حول الدوائر انتشرت نتائج التقارير في جميع أنحاء العالم، كما انتشرت نتائج تقارير أخرى حول وجود أضواء قادمة من كائنات غير مرئية ظهرت في دولة المكسيك، وفي وقت لاحق اكتشف كل من القسيس وشقيقه أن المزرعة تتم مراقبتها من قبل شخصية غريبة وغامضة ومظلمة، وأن تلك الشخصية تختفي في وسط الحقول حينما تتم مطاردتها.

وفي صباح اليوم التالي تم سماع أصوات غريبة من خلال أحد الأجهزة الخاصة بمراقبة الأطفال، وضعه القسيس في المزرعة، ولكن مع كل ذلك لا يتمكن أي شخص الوصول إلى مصدر هذا الصوت والذي كان مرعب، وفي يوم من الأيام قرر القسيس أن يقوم بمراقبة المحاصيل بذاته، وحينما اقترب من دائرة المحاصيل شاهد ساق خضراء خرجت بسرعة مذهلة من وسط حقول الذرة واختفت فجأة، ثم بعد ذلك توجه إلى منزله، وبعد أن استراح قليلاً بدأ بتذكر مع شقيقه أحداث وقعت وقت وفاة زوجته، وقد أشار إلى أن كلماتها الأخيرة أنها طلبت من زوجها القسيس أن يقوم بزيارة شخص يدعى راي.

وهنا قرر أن يقوم القسيس بتلك الزيارة، وبعد أن رحل عن القرية في ذات اليوم شاهد شقيقه وأبناءه تقرير أخباري يفيد بمجموعة من اللقطات المأخوذة لأحد المخلوقات الغريبة التي ظهرت في دولة البرازيل، كما تضمن ذلك التقرير أن المخلوقات الفضائية يمكنها الاندماج مع الأشخاص المتواجدين على كوكب الأرض، وهنا قام كل من ميريل وأبناء القسيس بوضع قبعات من القصدير؛ وذلك لأنهم اعتقدوا أن تلك المخلوقات الفضائية بإمكانها التوصل إلى عقولهم وقراءة ما فيها، وفي ذلك الوقت كان قد توصل القسيس إلى راي، وأول ما وصل إلى هناك وجد أن السيد راي ينزف على إثر تعرضه لإصابة، وهنا اعتذر من القسيس على ذلك الوضع الذي هو به.

وفي تلك اللحظة قبل القسيس اعتذاره ثم بعد ذلك توجها إلى إحدى البحيرات القريبة من منزل السيد راي، وهناك بدأ السيد راي حديثه حول الفضائيين، إذ قال: إنهم لا يحبون الماء، أكمل حديثه حول الصفات والميزات التي يتصف بها الفضائيين، ومن خلال حديث السيد راي علم القسيس أن راي قد تمكن من محاصرة أحد الفضائيين في أحد المخازن التي يمتلكها، وحاول السيد راي أن يقوم بمشاهدة ما يبدو عليه حال ذلك المخلوق الفضائي الغريب من خلال استخدامه سكين يضعها تحت طرف الباب ويرى ما تعكسه.

ولكن ما حدث هو أن ذلك المخلوق الغريب تمكن من الاعتداء على راي، وسرعان ما قام القسيس بمهاجمته وقطع أصابعه ولكنه تمكن المخلوق من الهرب، وأثناء عودة القسيس إلى منزله سمع الأخبار التي تشير إلى وجود المزيد من الأضواء في السماء في جميع أنحاء العالم، وتقرر العائلة أن تبقي أبواب ونوافذ منزلها مغلقة بإحكام.

وفي تلك الليلة بعد تناولهم لوجبة العشاء أصابهم الذعر والخوف والقلق؛ وذلك لأنهم سمعوا ذات الأصوات على ذات الجهاز ثم بعد ذلك خرجت ذات الأصوات على شاشة التلفاز، وأنهم بدأت تلك المخلوقات التكاثر في كل مكان وهنا سرعان ما قامت العائلة بوضع الحواجز والدفاعات النهائية على كامل جوانب المنزل، ثم بعد ذلك اجتمعوا سوياً في غرفة واحدة، وفي لحظة من اللحظات وصلت المخلوقات وحاولت دخول المنزل، وهنا تذكر أفراد العائلة أنهم تركوا باب العلية بدون حراسة.

وهنا سرعان ما توجهوا نحو الطابق السفلي واختبأوا به، بينما المخلوقات بدأت بمهاجمة باب المنزل، خرج كل من القسيس وشقيقه في محاولة منهم لمنعهم من الدخول، فبدأ يعاني مورغان من نوبة ربو بسبب محاولة دخول المخلوقات عن طريق قناة الفحم القديمة، وفي صباح اليوم التالي انتشرت التقارير على الراديو أن تلك المخلوقات قد غادروا الأرض فجأة.

وفي ذلك الوقت قام القسيس بمحاولة تحديد موقع جهاز استنشاق الربو الخاص بمورغان، وباقي أفراد العائلة كانوا يتبعونه بحذر، ولكنهم اكتشفوا وجود كائن غريب في المنزل، لقد كان الكائن ذاته الذي كان محجوز في منزل راي، وعلى الفور التقط المخلوق ابن القسيس رهينة ولكن ميريل هاجمه على الفور، وتمكن القسيس من استعادة ابنه وسرعان ما قدم له العلاج، بينما شقيقه بقي في مهاجمة المخلوق إلى أن سقط على الأرض فوق أحد أكواب الماء، التي كانت تتركها بو في جوانب المنزل وحينها تم رشمه بالماء والتي تفاعلت وكأنها حمض حارق على بشرته، مما يجعله يصرخ في عذاب ويستكملون صب الماء على وجهه حتى مات هذا الفضائي الغريب.

وفي النهاية أعطى القسيس الدواء لابنه، وفي تلك اللحظة بقي الجميع في انتظار استيقاظ مورغان، وأخيراً استيقظ مورغان وعمت السعادة على جميع أفراد العائلة وعاشوا بسلام.

المصدر: كتاب ألوان في القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: