يجب علينا رواية القصص لأطفالنا والتي تبيّن عاقبة عدم الاستماع لكلام الولدين، سنحكي في قصة اليوم عن سلحفاة عنيدة تحب تقليد الحيوانات الأخرى، ولم تكن تستمع لكلام أمّها بعدم فعل ذلك، ولهذا السبب تسبّب لها هذا الأمر أن تقع في مأزق كبير.
قصة عناد السلحفاة
في إحدى الغابات تعيش السلاحف مع باقي الحيوانات بسلام؛ وكانت كل الحيوانات تحبّ السلاحف ولا تسبّب لها أي أذى؛ والسبب في ذلك هو أن السلاحف حيوانات مسالمة لا تسبّب لأي أحد الإزعاج، كما أنّها تتسّم بهدوء رائع وجميل، كانت جميع السلاحف كذلك ما عدا سلحفاة واحدة اسمها السلحفاة فلفل.
كانت السلحفاة فلفل تحب اللعب والقفز كثيراً، ليس كغيرها من السلاحف، لا تحب الهدوء والمشي ببطء، بل كانت تحب السرعة وتحب أن تعيش بلا قيود، كما أنّها كانت دائماً تراقب باقي الحيوانات وتحاول تقلديها في الحركة والرشاقة، ومن أكثر الحيوانات التي كانت السلحفاة فلفل تغار منه هو الأرنب.
وهذا لأن الأرنب هو أكثر حيوانات الغابة رشاقة، وكانت دائماً تحاول تقليد حركاته في القفز، كانت أم السلحفاة فلفل دائماً ما تقوم بتحذيرها من تقليد باقي الحيوانات، وتخبرها بأن كل حيوان له خاصيّة معيّنة تجعله يتكيّف مع البيئة التي يعيش بها.
لكن السلحفاة فلفل كانت لا تستمع لكلام أمّها، وفي مرّة من المرّات بينما كانت السلحفاة فلفل تسير في الغابة إذ شاهدت القرد ميمون وهو يصعد الشجرة بسرعة ورشاقة، لم تتمالك السلحفاة فلفل نفسها من شدّة إعجابها به؛ وقرّرت أن تقوم بتقليده وصعود الشجرة بسرعة، ولم تأخذ ببالها كلام والدتها وتوبيخها الدائم لها بعدم تقليد الآخرين.
بدأت السلحفاة فلفل بصعود الشجرة، ولكنّها لم تستطع أن تكون سريعة كالقرد ميمون، ظلّت تحاول صعود الشجرة جاهدةً، ولكن أثناء صعودها الشجرة حدث شيء مؤسف؛ إذ علقت قوقعتها بين غصني الشجرة وظلّت تستنجد أحد الحيوانات لإنقاذها.
تأخّر الوقت ولم تعد السلحفاة فلفل لمنزلها، خرجت أمّها لتبحث عنها لأنّها شعرت بالقلق عليها، وعندما رأتها عالقة بين الأغصان؛ طلبت من القرد ميمون أن يساعدها بالنزول، قام القرد ميمون بحمل السلحفاة فلفل فوق ظهرة وأنزلها.
اعتذرت السلحفاة فلفل من والدتها، ووعدتها بأن لا تقوم بتقليد الحيوانات، وأن تظلّ على نهج السلاحف وأن تعيش حياتها بكل هدوء وبساطة ورويّة.