قصة عيادة الدكتور جحا

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن جحا تقمّص في حكاياته الكثر من الشخصيات، فكان تارة محامي ومرة قاضي ومرة بائع ومرة تاجر، في هذه القصة كان جحا طبيباً، وسنتحدث في هذه القصة عن الطبيب جحا وعن دهائه وقدرته على الانتصار أصحاب الحيل، فهو معروف بحيلته ولكن لا يستطيع أحد أن يحتال عليه قط.

عيادة الدكتور جحا:

قرّر جحا في يوم من الأيام أن يقوم بفتح عيادة له، فقد تعلّم الطب عند أحد الحكماء، فقام باستئجار غرفة صغيرة وكتب عليها: (نعالج جميع الأمراض بعشرين دينار فقط، وإن لم يكتب الله عز وجل لك الشفاء سنعيد لك ضعف المبلغ)، وفي اليوم التالي جاء رجل لعيادة جحا بقراءة الإعلان، فلفته ما كتب جحا بالإعلان وأعجب جحا به جدّاً، فقرّر أن يقوم بفكرة شريرة.

وقرّر أن يدّعي المرض ويقم بالاحتيال على جحا، وقال في نفسه: ما هذا الرجل الغبي! فدخل على جحا وقال له: أنا أعاني من مرض منذ زمن طويل، فأنا لا اشعر بحاسة التذوّق فلا أستطيع أن اشعر بطعم الأشياء، ولقد ذهبت إلى الكثير من الحكماء ولكن لم يستطيع أي منهم أن يقوم بمعالجتي، فقام جحا وأعطاه علبة من الدواء وطلب منه أن يتذوّقها، فعندما شرب الرجل أول رشفة صاح من شدّة مرارة الدواء.

غضب الرجل من صنيع جحا به وقال له: ما هذا الي فعلته يا جحا؟ قال له جحا: مبارك لقد عادت لك حاسّة التذوّق، وأصبحت تميّز الطعام الجيّد من السيء، خرج هذا الرجل من عيادة جحا غاضباً، وأصبح يقول في نفسه: سوف أنتقم منه وأجعله يعيد لي نقودي ضعفاً، فرجع لعيادة جحا بعد أيام وقال له: يا جحا أنا منذ خرجت من عندك لم أعد أتذكّر شيئاً، أنا فقدت ذاكرتي، شعر جحا عندها أن هنالك حيلة ما، وهذا الرجل يريد أن يحتال عليه.

فكّر جحا قليلاً ثم قام وأخذ نفس علبة الدواء التي شرب منها هذا الرجل وأراد إعطائها له ليتذوق منها مرة أخرى، ولكن هذا الرجل قبل أن يصل جحا له قام  منتفضاً وفزعاً، وقال لجحا: أنا لا أريد هذا الدواء فأنا لا أطيق طعمه، ضحك جحا ونظر للرجل وقال: هذا جيد مبارك فلقد عادت لك ذاكرتك، غضب هذا الرجل جدّاً من جحا وعدم قدرته على التحايل عليه، وأصبح يصفق بكفوف يديه، وبهذا لقّن جحا هذا الرجل درساً لن ينساه بعدم التحايل على الآخرين.


شارك المقالة: