قصة غونور الطبيبة

اقرأ في هذا المقال


قصة غونور الطبيبة أو (Goonur, the woman-doctor) هي من الحكايات الشعبية الأسترالية والأساطير الشعبية والحضرية التي تطورت في أستراليا من أساطير السكان الأصليين الأستراليين إلى الفولكلور الاستعماري والمعاصر بما في ذلك الأشخاص والأماكن والأحداث التي لعبت دورًا في تشكيل الثقافة والصورة والتقاليد التي نراها اليوم في أستراليا.

الشخصيات:

  •  غونور الطبيبة.
  • جونيور الابن.
  • الزوجات.

قصة غونور الطبيبة:

كانت غونور طبيبة عجوز ذكية تعيش مع ابنها جونيور وزوجتيه، وذات يوم فعلت الزوجتان شيئًا ما أغضب زوجهن جونيور وضربهما ضربًا مبرحًا، وبعد ضربهنّ قلن لبعضهن البعض إنهن لا يستطعن تحمل حياتهن الحالية بعد الآن، ومع ذلك لم يكن هناك مفر ما لم يقتلن زوجهن، وقررن أنهنّ سيفعلن ذلك، ولكن تساءلن كيف تكون الطريقة؟ وكان جواب هذا هو السؤال هو أنّه يجب أن يكون بالمكر.

وفي النهاية فكرن في خطة وحفرن حفرة كبيرة في الرمال بالقرب من الخور وملأنها بالماء، وغطين الحفرة بالأغصان والأوراق والعشب، وقلن: الآن سنذهب ونخبر زوجنا أننا وجدنا عشًا ضخمًا للبانديكوت، وعدن إلى المخيم، وأخبرن جونيور أنهن رأين ملجأ كبيرًا من العصابات بالقرب من الخور، وأنّه إذا تسلل، فسيكون قادرًا على مفاجأتهم، ذهب جونيور في عجلة من أمره، و تسلل إلى ما يصل إلى قدمين من العش.

ثمّ فجأة وغرق في الماء، وأدرك أنّه قد تمّ خداعه، فات الأوان لإنقاذ نفسه، لأنّه كان يغرق ولم يستطع الهروب، ولقد شاهدت زوجاته نجاح حيلتهن من بعيد، وعندما تأكدن من أنهنّ تخلصنّ فعليًا من زوجهنّ المكروه، عدنّ إلى المخيم، وسرعان ما افتقدت غونور الأم ابنها، واستفسرت عنه زوجاته، لكنها لم تحصل على أي معلومات منهن، مرّ يومان أو ثلاثة ومع ذلك لم يعد ابنها جونيور.

ولأنّها منزعجة بشدة من غيابه الطويل، قررت الأم أن تتبع مساره، واتبعت دربه حيث رأته آخر مرة يغادر المخيم، وتابعت حتّى وصلت إلى ما يسمى عش البانديكوت وهنا اختفت آثاره، ولم تجد في أي مكان علامة على عودته من هذا المكان، أدخلت في الحفرة عصا الغزل، وسرعان ما شعرت أنّ هناك شيئًا كبيرًا في الماء، وقطعت عصا متشعبة وحاولت رفع الجثة وإخراجها.

لأنّها شعرت أنّه لا بد أن يكون ابنها، لكنّها لم تستطع رفعه لأنّ العصا  كُسرت، وأخيرًا قطعت عصا متوسطة وحاولت ذلك، ثمّ نجحت وعندما أخرجت الجثة وجدت أنه بالفعل ابنها، وسحبت الجسد إلى عش النمل، وراقبت باهتمام لترى ما إذا كانت لسعات النمل تجلب أي علامة على عودة الحياة له، وسرعان ما تحقق أملها، وبعد ارتعاش عنيف في العضلات استعاد ابنها وعيه.

وحالما تمكن من القيام بذلك أخبرها عن الحيلة التي لعبتها زوجاته عليه كان الأم غاضبة، وقالت: لن يكون لك زوجك بعد الآن، ستعيش مختبئًا في كوخ، ويمكنك الخروج والصيد دون أن يعرف أحد، وهكذا تمكنوا لبعض الوقت من الحفاظ على سر عودته، ولم تعرف الزوجات أن زوجهن كان على قيد الحياة ومختبئ، ولكن مع عودة الأم يومًا بعد يوم من الصيد محملة بالغنائم.

بدأن يعتقدن أنها تحصل على مساعدة من شخص ما، لأنّه لا يمكن لامرأة عجوز أن تنجح في الصيد، وكان هناك لغز كنّ متأكدات منه وكنّ مصممات على اكتشافه، وقلن فيما بينهن: هي تخرج وحدها، إنّها كبيرة في السن، ومع ذلك فهي تأتي إلى المنزل وتحضر أكثر مما نحضره معًا ونحن صغار، اليوم أحضرت الخنازير، والبطاطا الحلوة لذلك سنراقبها.

وفي المرة التالية التي خرجت فيها غونور العجوز راقبتها الزوجات، ذهبن وراءها بحذر، ورأين عندما كانت على بعد مسافة من المعسكر أنها تركت حقيبتها وخرج زوجهنّ للقائها، فقلن: هذا هو سرها، لابد أنها عثرت عليه، ولأنّها طبيبة عظيمة، فقد تمكنت من إعادته إلى الحياة مرة أخرى، يجب أن ننتظر حتى تتركه، ثمّ نذهب إليه، وسنتظاهر بالفرح بعودته، وإلا فإنه بالتأكيد سيقتلنا في وقت ما.

ولذلك عندما كان جونيور وحده، ركضت الزوجتان إليه وقالتا: زوجنا هل تركتنا؟ أين كنت طوال الوقت الذي كنّا نحزن عليك فيه نحن؟ لقد مضى وقت طويل بدونك، تأثر الزوج للاعتقاد بأنّ حزنهنّ كان حقيقيًا، وأنهنّ لم يعرفن أنّ ما حدث له كان فخًا، وذهبوا جميعًا للصيد معًا، وعندما حصلوا ما يكفي من الطعام عادوا إلى المخيم، ولمّا اقتربوا من المعسكر، رأتهم الأم غونور قادمين وصرخت: هل تخدعك زوجاتك مرة أخرى؟

هل أنقذتك من الموت فقط حتى تُقتل مرة أخرى؟ في مرة أخرى قد لا أتمكن من إنقاذك، دعهن يعشن إذا رغبت في ذلك يا بني، ولكن ليس معك، لقد حاولن استدراجك حتى الموت، ولكن الزوج قال: لقد خدعوا أيضًا، انظري يا أمي أليست نظرات الحب في عيونهن، وكلمات الحب على شفاههن خير دليل على حقيقتهن؟ سنكون كما كنا يا أمي، ونعيش من جديد في سلام، وهكذا قام جونيور بخداع زوجاته بمهارة وجعلهن يعتقدن أنّه يثق بهن تمامًا.

بينما في الواقع كان عقله في ذلك الوقت يخطط للانتقام، وفي غضون أيام قليلة كان لديه خططه جاهزة، وبعد أن قطع خشب الأشجار، ألصقها بقوة في الخور، وبعد أن قام باستعداداته، دعا زوجاته للاستحمام، وقال لما وصلن الخور: اقفزن لنرى من منكن  يمكن أن تغوص إلى أبعد مدى، ثمّ ركضت الزوجتين على الضفة إلى جذع الأشجار وقفزتا منه، وغصن كلاهما مباشرة في الماء حيث غرقن.

وقال جونيور: حسنًا، لن تقوم زوجاتي بعد الآن بوضع الفخاخ للقبض علي، وخرج إلى المخيم، وعندما سألته والدته عن مكان زوجاته، قال: لقد تركنني للحصول على أعشاش النحل، ولكن مع مرور الأيام وعدم عودة الزوجات، بدأت السيدة العجوز تشك في أن ابنها يعرف أكثر مما قال، وعندما كان ابنها بعيدًا للصيد، اتبعت آثار الزوجات، وتتبعتهم إلى الخور، ووجدت الجثتين سريعًا على الأوتاد.

وتمكنت من إخراجهن من الخور، ثم صممت على محاولة إعادتهن إلى الحياة، ولأنّها كانت غاضبة لأن ابنها لم يخبرها بما فعله، بل خدعها هي وزوجاته، فركت النساء ببعض أدويتها، وضمدت الجروح التي سببتها الأوتاد، ثمّ جرّتهن إلى أعشاش النمل وراقبت أجسادهن بينما كان النمل يزحف عليهن ويعضهن، وسرعان ما بدأن في التحرك وعادوا للحياة مرة أخرى، وبمجرد استعادتهن أعادتهن  إلى المخيم.

وقالت لابنها: الآن مرة واحدة استخدمت معرفتي لإعادة الحياة إليك، ومرة ​​أخرى استخدمتها لإعادة الحياة إلى زوجاتك، أنتم جميعًا هنا الآن، وأرغب في أن تعيشوا في سلام ولا تخدعوني أبدًا، أو لن أستخدم مهارتي أبدًا من أجلكم، وعاشوا لفترة طويلة معًا، وعندما ماتت الطبيبة الأم، كان هناك نجم ساقط جميل ومشرق بشكل مبهر، وكل القبائل عندما يرون أو يسمعون  هذا قالوا: لا بد أن طبيباً عظيماً مات فهذه هي العلامة.


شارك المقالة: