الحليب من أكثر ما يعطي الصحة الجيدة للأطفال، ولكن هنالك أطفال لا يحبّون شرب الحليب، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يعذّب والدته بشرب كوب الحليب قبل ذهابه للمدرسة، ممّا اضطره أن يحتال ويكذب على أمّه بعدم شرب الحليب، ولكنّه عندما تعرّض لحادث وتكسّرت أسنانه ندم على ذلك، ووعد أمّه بالتزامه بشرب الحليب كل يوم.
قصة فائدة الحليب
فارس ولد صغير بالمدرسة، وهو شقيّ جدّاً ولا يستمع لكلام أمّه التي كانت تحب أن تعتني به كثيراً، فارس لا يهتمّ إلّا بأوقات اللعب ويقضي به الأوقات الطويلة، ومن أكثر ما كانت أمّه تغضب منه هو عدم تناوله لكوب الحليب قبل ذهابه صباحاً إلى المدرسة؛ حيث كانت دائماً ما تصرّ على تناوله لكوب الحليب، ولكن كان هو يرفض تناوله باستمرار، كانت أمّه تتعب كثيراً بمحاولة إقناعه بشرب كوب الحليب، ولكن في كل مرّة يرفض حتّى تضطر أمّه بنهاية الأمر منعه من الذهاب للمدرسة قبل شرب الحليب.
فارس كان يغضب كثيراً من تصرّف أمّه معه، وفي مرّة من المرّات فكّر فارس أن يجد حلّاً لمنع أمّه من إجباره على شرب الحليب؛ فخطر بذهنه فكرة أن يعود من المدرسة في يوم ما وأن يخبر والدته بأنّه قد أصبح كبيراً وبإمكانه الاعتماد على نفسه، لذلك قرّر أن يصنع لنفسه كوب الحليب بنفسه وأن يشربه دون أن تطلب منه والدته ذلك.
عندما سمعت الأم ذلك فرحت كثيراً، وأبدت فخرها واعتزازها الكبير بابنها الذي أصبح كبيراً ويمكن الاعتماد عليه، في صباح اليوم التالي جاءت الأم لتوقظ ابنها للذهاب إلى المدرسة، وعندما كانت تعدّ له وجبة الإفطار حاولت التأكّد من وجود كوب الحليب على الطاولة، كان فارس ينتظر أن تغادر أمّه المكان لوهلة، وعندما استدارت أمّه سرعان ما أمسك بكوب الحليب وقام بسكبه على حوض النبتة.
عادت الأم فوجدت بأن كوب الحليب فارغ، ابتسمت واحتضنت ابنها بكل عطف وحنان وقالت له: كم أنا فخورة بفارس ابني البطل، على الرغم من أن فارس لم يكن قد شرب كوب الحليب، إلّا أنّه فرح بأنّه استطاع خداع أمّه، وبأن أمّه لم تكتشف الأمر بعد، ولم تفعل مثل كل مرّة وتجبر ابنها على شرب كوب الحليب.
ذهب فارس إلى المدرسة يومها وهو يشعر بالسعادة بأنّه استطاع أن ينجح بحيلته، جلس وهو يستمع إلى حصصه بكل تركيز وسعادة، وعندما جاء وقت الفرصة وخرج الأولاد من أجل اللعب في باحة المدرسة، كان الأولاد يلعبون بسعادة وبصحة قويّة، ولكن فارس كان يبدو يومها بأنّه غير قادر على اللعب الحركة مثل كل مرّة.
جاء صديق فارس وقال له: ما بك يا فارس يبدو وجهك شاحباً، لماذا تبدو متعباً اليوم هكذا؟ قال له فارس: لا أعلم ولكن أنا أريد أن أرتاح قليلاً ثم أواصل اللعب معكم، قال له صديقه: حسناً اجلس على الكرسي وستكمل اللعب معنا في الشوط الثاني، ذهب فارس لأخذ قسط من الراحة.
عند بدء الشوط الثاني شعر فارس بأنّه قد تحسّن قليلاً وطلب من أصدقائه أن يواصل اللعب معهم، ولكنّه تفاجأ بأنّه لا زال متعباً عندما بدأ بالركض، حتّى أنّه أثناء ما كان يركض وقع على الأرض وصار يصيح من شدّة الألم.
تعرضّت رجل فارس للكسر فقد وقع على الأرض نتيجة ركضه السريع، بالإضافة إلى أن أسنانه كانت قد تكسّرت، اتصلّ مدير المدرسة مباشرةً بوالدة فارس وطلب منها الحضور، وعندما جاءت ورأت ابنها بتلك الحالة أخذته مسرعةً إلى المستشفى، عندما وصل فارس وأمّه إلى المستشفى ونظر الطبيب لفارس وقام بفحصه علم السبب.
قال الطبيب لوالدة فارس: هل شرب ابنك الحليب اليوم؟ قالت له الأم: نعم لقد شربها كلها لوحده، شعر فارس بالخجل من ذلك، نظر له الطبيب وقال له: يبدو يا فارس أنّك لم تشرب الحليب اليوم، ولو كنت كذلك لمّا تكسّرت أسنانك هكذا، أرجوك أخبرني الحقيقة، صمت فارس قليلاً وما كان منه بعدها إلّا أن يعترف بالحقيقة.
نظر فارس للطبيب وأمّه وقال: أرجوكِ يا أمي سامحيني، لقد كذبت عليكِ لأوّل مرّة ولم أشرب كوب الحليب، أنا مخطئ، نظرت له أمّه وقالت: حسناً يا بني سأسامحك ولكن عليك في المرة القادمة أن تستمع لكلامي لأنّك قد تعلّمت درساً ممّا حدث معك، اعتذر فارس من أمّه ووعدها بأن لا يكذب عليها مرةً أخرى، كما وعدها أنّه سيلتزم بشرب كوب الحليب صباح كل يوم.