قصة فتى المخيم

اقرأ في هذا المقال


بعض كلمات الآباء تعلق بذهن الأطفال؛ فعلينا أن نختار كلماتنا بدقّة، سنحكي في قصة اليوم عن فتى يسكن بالمخيم قال له والده كلمة وظلّت عالقة بذهنه، قابل في أحد الأيام ولد كان في طريقه إلى مركز لتدريب كرة القدم، وعندما قال تلك الكلمات لهذا الولد تأثّر بها وقرّر أن يساعد الأطفال الذين يسكنون بالمخيمات لتأثّره بحالهم.

قصة فتى المخيم

زيد وأمّه يسكنون إحدى المدن البعيدة، وكان زيد يذهب لمركز يدرّب الأطفال على لعب كرة القدم، وفي يوم من الأيّام كان موعد ذهاب زيد وأمّه لهذا المركز، خرج زيد وكان يسير مع أمّه ووصل إلى مكان يوجد به العديد من الخيم، نظر زيد لتلك الخيم وتفاجأ بأن الأطفال يعيشون بها ويلعبون كرة القدم في أماكن ضيّقة جدّاً.

سأل زيد والدته عن تلك الخيم ولماذا يسكنون بها الناس، فأجابته والدته: هذه الخيم يا بني هي للأشخاص الذين فقدوا مساكنهم وأوطانهم، ولا يملكون أي مكان آخر ليسكنوا به، فهم مشرّدين، شعر زيد بالحزن لحال أولئك الناس وصار يفكّر كيف يقضون أوقاتهم بها، بعد ذلك جاءت السيارة وصعد زيد وكان متحمس لبداية التدريب، ودّعته أمّه وأخبرته أنّها ستعود لأخذه بعد ساعة.

بدأ التمرين وكان زيد فرحاً به كثيراً، أمضى باللعب وقتاً ممتعاً، ولكن بعد قليل حدث شيء غريب، امتلأت السماء  بالغيوم السوداء، ونزلت الأمطار بغزارة ممّا أدّى لإيقاف التمرين وتأجيله إلى إشعار آخر، جلس زيد جانباً وكان بانتظار والدته، كان الجو بارداً جدّاً وزيد يرتجف من البرد، فجأةً وقف بجانبه ولد لا يعرفه وكان معه غطاء من صوف أعطاه لزيد ليحتمي به من البرد.

نظر له زيد وسأله: من أنت؟ قال له: أنت لا تعرفني؛ فأنا أسكن بالمخيم القريب من هنا، وأراقب تدريباتكم منذ مدّة، وقد أعطيتك هذا الغطاء لأنني تذكّرت كلام والدي عندما قال لي قبل موته بالحرب: غيّر ما لا تقبل، واقبل بما لا تستطيع أن تغيّر، في تلك الأثناء وصلت والدة زيد وعاد معها إلى المنزل، وظلّ يفكّر طوال الوقت بكلام هذا الفتى الذي يسكن المخيّم.

في موعد التدريب الثاني كان زيد يريد أن يذهب إلى المخيّم مع أبيه، وأخذ معه بعض الملابس التي تزيد عن حاجته مع بعض المؤن والطعام، وعندما وصل مع أبيه إلى المخيم الذي يسكنه الفتى، وقف زيد بجانبه وكان معه الملابس وقال له الفتى: ماذا تفعل هنا يا زيد؟ قال له زيد: أنا أغيّر ما أستطيع، وأقبل ما لا أستطيع تغييره، أخذ الفتى الملابس من زيد وضحكا سويّةً وصارا من أعز الأصدقاء.


شارك المقالة: