تُعتبر القصص الخيالي من أكثر أنواع القصص تشويقاً؛ وذلك لأنها تجعل القارئ يدخل إلى عالم آخر غير ذلك الذي يعيش فيه، فهناك الكثير من القراء الذين يفضلون اللجوء إلى عالم الخيال؛ وذلك لأنه في ذلك العالم بإمكانه الخوض في العديد من الإبداعات ويخرج ما به من طاقة كامنه.
قصة فيلوري
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو شاب يدعى كنعان، إذ كان كنعان قد عاد للتو إلى دولة الهند قادم من دولة كندا؛ وقد كانت سبب عودته إلى بلدة الأصل هو أنه يرغب في الزواج من إحدى الفتيات والتي تدعى أنو، ولكن كانت هناك عقبة تعترض طريق كنعان وهي تتجسد في أنه يعلم في يوم ولادته ولد تحت واحد من النجوم غير المحظوظة وجراء ذلك رافقه الحظ السيء؛ وقد رغب بإزالة تلك سوء الحظ من على البرج الذي ولد به.
ومن أجل أن يتمكن من ذلك كان ينبغي عليه في البداية أن يقوم بالزواج من شجرة قبل أن يهم بالزواج من حبيبته، وبالفعل قام بذلك وتزوج من الشجرة على مضض، وقد تم قطع تلك الشجرة بعد الانتهاء من حفل زفافه عليها، ولكن ما حدث هو أن تلك الشجرة كانت تسكنها روح امرأة تدعى شاشي، ومنذ ذلك الوقت وقد بدأت روح تلك الفتاة تطارده من مكان لآخر.
ومنذ ذلك الوقت بدأت الأحداث بالتصاعد بشكل كبير خلال أيام قليلة إلى أن جاء ذلك اليوم الذي تم به الكشف عن قصة كل من يدعى فيلوري وعلاقته بالفتاة التي تسكن روحها الشجرة من خلال سرد ذكريات الماضي، ومن هنا عاد الكاتب إلى تلك الفترة الزمنية، إذ تم الاكتشاف أن شاشي هي فتاة جميلة للغاية، وباستمرار كانت تقرأ الأعمال الفنية الخاصة بأحد الشعراء والذي يدعى فيلوري، إذ أنه في تلك الفترة كانت تنشر أعماله بشكل منتظم في واحدة من المجلات المحلية.
ففي تلك القرية التي كانت تقيم بها شاشي كان الجميع يعتقد أن تلك القصائد الشعرية هي من تأليف أحد مغنيي الروب والذي يدعى لال، إذ أن ذلك المغني كان بمثابة القلب النابض للقرية وتنتشر أغانيه فيها بكثرة، وفي يوم من الأيام حينما التقت شاشي مع المغني روب ادعى أنه هو في الحقيقة من يكون صاحب القصائد وأخبرها أنه من يدعى فيلوري، وحينها قام بسرد على مسامعها واحدة من القصائد التي ألفها، وقد أشار لها أنه أول ما التقى بها رأى أنها مختلفة تماماً عن كافة الفتيات القرويات الأخريات.
ولكن ما أصاب المغني بصدمة كبيرة هو أن شاشي قامت بصفعه وطلبت منه أن يستخدم موهبته ويستغلها من أجل التواصل بها مع الآخرين ومن أجل شيء مهم لا من أجل انتحال شخصية غيره، وخاصة عندما يكون الكفاح هنا من أجل الاستقلالية وليس من أجل الأمور التافهة، ومنذ ذلك اليوم تحول المغني إلى رجل أخر مختلف تماماً وأخذ يكرس حياته من أجل معرفة وفهم شعر فيلوري كلمة كلمة، وقد أصبح أمر أنه ليس هو الشاعر فيلوري واضحًا للجميع في ذلك الوقت.
ومنذ ذلك اليوم بدأ المغني في نشر رسالته من خلال الغناء بطريقة جميلة للآخرين، وذات ليلة مضيئة بنور القمر وبينما كان المغني يجلس بمفرده في منزله ويقوم بغناء واحدة من قصائد الشاعر فيلوري وفي تلك اللحظة جاءت إليه شاشي وصرحت له بأنها هي التي تقوم بكتابة تلك القصائد الشعرية تحت الاسم المستعار فيلوري؛ وذلك لأنها تشعر بالخجل أن تقوم بفعل ذلك على وجه الملأ كونها فتاة.
ومنذ تلك الليلة بدأت مشاعر الحب بين الاثنين الشاعرة والمغني والذي بدوره كان يقوم بترجمة شعرها إلى أغاني وينشر رسالتها على نطاق واسع حول العالم، ولكن ما حدث في تلك الفترة هو أن شقيق شاشي وهو ما كان طبيب وله مكانته عاد إلى القرية ويعرف بقصة شقيقته، وعلى الفور تدخل في تلك العلاقة وواجه المغني وأشار إليه بأنه كان من المدمنين على الكحوليات ولا يجدر به أن يكون زوج لشقيقته، ولكن المغني أخبره أنه سوف يذهب إلى إحدى شركات الإنتاج من أجل تسجيل كافة القصائد التي ألفتها شاشي، وأنه بعد الانتهاء من ذلك سوف يقوم بالعودة وطلب يدها للزواج.
وفي تلك الأثناء بعد أن اطلع شقيق شاشي على قصائدها وعلى التغيير الذي حصل بشخصية المغني اقتنع وقدر تلك النوايا الحسنة والحب العميق الذي بينهما ويبدأ الاستعدادات لزواجها من المغني، وفي يوم حفل الزفاف بينما الجميع كان في انتظار المغني في الوقوف إلى جانب الشاعرة في الحفل، ولكن ما حدث كان بمثابة صدمة مروعة للجميع.
إذ تعرض المغني إلى حادث أليم على الطريق وهو عائد من شركة الإنتاج وتوفي، وهنا أصبح ينبغي على شقيقها الاعتذار من الجميع وإنهاء الحفل ثم بعد ذلك توجه نحو المستشفى حيث يرقد المغني من أجل التحضير إلى مراسم الدفن، وهذا الحادث كان قد تسبب بالأذى إلى الشاعرة مما دفع بها إلى الانتحار شنقًا في تلك الشجرة التي تزوجها الشاب كنعان بسبب إحساسها الساحق بالحزن واليأس.
وفي خضم كل هذه الذكريات من خلال روح الشاعرة، استمر القصة بالتوازي مع الوقت الحاضر بالشاب كنعان، إذ أنه تشاجر مع حبيبته أنو عند رؤية شبح لا يراه غيره، وانتهى به الأمر إلى خوض مشكلة كبيرة معها، وقد كان السبب في المشكلة هو أن أنو شعرت أنه أصبح غير مهتم حقًا بالزواج منها، ومن أجل إزالة سوء الفهم هذا قامت روح الشاعرة من الكشف عن نفسها إلى أنو أيضًا.
وعلى الرغم من أن أنو لم تتمكن من رؤيتها في الحقيقة إلا بعد أن سمعت قصتها المؤلمة بالكامل، إلا أنها أدركت أن روح الشاعرة ما زالت عالقة في الواقع، حيث أن عشقها لم يكتمل ووقف عند تلك النقطة من الزمن، وبعد التفكير العميق في العثور على حل للمشكلة استعانا كل من كنعان وأنو بجدتها والتي بدورها كانت تعلم بأمر المغني كما أنها كانت تحفظ ذلك التاريخ الذي كان يصادف تاريخ تسجيله لألبومه، وهو ذات اليوم الذي كان يتصادف مع عيد الغطاس والمذبحة.
ومن هنا على الفور أخذ كنعان أنو مع الشاعرة إلى المكان الذي حدثت به المذبحة، وجمع شملها أخيرًا مع عشيقها المغني الذي قُتل بالفعل في تلك المجزرة، وبعد لقاء العاشقين وقبل أن يصعد كلاهما إلى السماء سوياً، أشارت الشاعرة لكل من كنعان وأنو أنهما أصبحا بإمكانهما رؤية الآن أن عليهما أن يحبان ويقدسان بعضهما البعض إلى الأبد، وبهذا تبدأ مرحلة جديدة من قصة الحب الخاصة بهما بعد إنهائهما قصة حب شاشي المعلقة.