قصة في أرض الأرواح

اقرأ في هذا المقال


قصة في أرض الأرواح (IN THE LAND OF SOULS) من نوع الحكاية الخرافية / أو الحكاية الشعبية تاريخ النشر عام 1894، أدرجها أندرو لانغ ضمن سلسلة كتاب الجنية الأصفر.

الشخصيات:

  • الأميرة الجميلة.
  • الأمير الشاب.
  • ملك أرض الأرواح.

قصة في أرض الأرواح:

في أمريكا الشمالية حيث يسكن الهنود الحمر، كان هناك عذراء جميلة، كانت أجمل من أي فتاة أخرى في القبيلة بأكملها، وسعى العديد من الشباب الشجعان إليها للزواج بها، لكنها كانت تحب شاب واحد فقط وهو زعيم وسيم، كان قد خطبها للزواج قبل بضع سنوات، لذلك كان من المقرر أن يتزوجوا، وتم إقامة حفل كبير وتطلع الاثنان إلى حياة طويلة من السعادة معًا، ولكن عندما أصيبت الفتاة بمرض مفاجئ في الليلة التي سبقت حفل الزفاف، ودون كلمة لأصدقائها الذين كانوا يبكون حولها، ماتت بصمت.
كان قلب حبيبها قد انفطر عليها، وظل فكره عندها ليل نهار، وضع سيفه وقوسه جانبًا، ولم يذهب للقتال ولا للصيد ، ولكن من شروق الشمس إلى غروبها كان يجلس بجانب المكان الذي وضعت فيه، يفكر في سعادته التي دفنت هناك، وأخيرًا، بعد أيام عديدة، بدا له نورًا من الظلام، لقد تذكر أنه سمع من كبار السن في القبيلة، أن هناك طريقًا يؤدي إلى أرض الأرواح، وإذا بحث عنها بعناية يمكنه العثور عليها.
لذا في صباح اليوم التالي نهض مبكرًا، ووضع بعض الطعام في حقيبته وعلق جلدًا إضافيًا على كتفيه، لأنه لم يكن يعرف المدة التي ستستغرقها رحلته، ولا نوع البلد الذي يجب أن يمر به، كان يعرف شيئًا واحدًا، وهو أنه إذا كان هناك طريق، فسيجده، في البداية كان في حيرة، لأنه لا يبدو أن هناك سببًا يدفعه للذهاب في اتجاه واحد أكثر من الآخر.
ثم اعتقد في الحال أنه سمع أحد الرجال المسنين يقول إن أرض النفوس تقع في الجنوب، وهكذا مليئًا بالأمل والشجاعة الجديدة، وجه وجهه جنوبًا لأميال عديدة حيث بدت البلاد كما لو كانت حول منزله، وبدت الغابات والتلال والأنهار تمامًا مثل تلك التي تركها، الشيء الوحيد الذي كان مختلفًا هو الثلج الذي كان كثيفًا على التلال والأشجار عندما بدأ، لكنه كان يقل كلما اتجه جنوبًا، حتى اختفى تمامًا.
سرعان ما وضعت الأشجار براعمها، ونبتت الأزهار تحت قدميه، وبدلاً من السحب الكثيفة كانت السماء زرقاء فوق رأسه، وكانت الطيور تغرد في كل مكان، ثم عرف أنه يسير على الطريق الصحيح، إن التفكير في أنه يجب أن يرى عروسه المفقودة قريبًا جعل قلبه ينبض من الفرح، وكان يسارع بخطواته بخفة وسرعة حيث مر طريقه الآن عبر غابة داكنة، ثم عبر بعض المنحدرات شديدة الانحدار، ووجد فوقها كوخًا.
ووقف في المدخل شيخ متلبس بالجلود ويحمل عصا في يده، وقال للزعيم الشاب الذي بدأ يروي قصته، كنت في انتظارك لذلك أتيت، أعرف لقد مضى وقت قصير منذ أن كانت التي تبحث عنها هنا، استرح في كوخي حيث كانت ترتاح أيضًا، وسأخبرك بما تطلبه وإلى أين يجب أن تذهب.
ولما سمع الشاب هذه الكلمات دخل الكوخ، لكن قلبه كان حريصًا جدًا بداخله على الراحة، وعندما قام الرجل أيضًا ووقف معه عند الباب، قال: انظر إلى الماء الذي يقع بعيدًا، والسهول التي تمتد إلى ما وراء ذلك، هذه هي أرض الأرواح، لكن لا أحد يدخلها دون أن يترك جسده ورائه، لذا القِ بجسدك هنا، وقوسك وسهامك وجلدك وكلبك كلهم سيحفظون لك بأمان، ثم ابتعد.
ركض الشاب بسرعة خفيفًا مثل الهواء حيث لا يكاد يلمس الأرض، وبينما كان يطير على طول الروائح تزداد حلاوة والزهور أكثر جمالا، بينما تحك الحيوانات أنوفها ضده، بدلاً من الاختباء وهو يقترب، والطيور تدور حوله، والأسماك ترفع رؤوسها وتنظر وهو يمر، وسرعان ما لاحظ بدهشة أن لا الصخور ولا الأشجار تعترض طريقه حيث مر بها دون أن يعرف ذلك، فهي لم تكن صخورًا وشجرًا على الإطلاق، بل أرواحهم فقط، لأن هذه كانت أرض الظلال.
فاستمر بأقدامه المجنحة حتى وصل إلى شواطئ بحيرة عظيمة، وفي وسطها جزيرة جميلة، بينما على ضفة البحيرة كان هناك زورق من الحجر المتلألئ، وفي القارب كان هناك مجذافان لامعان، فقفز الشاب مباشرة إلى الزورق، وأمسك بالمجاديف التي انطلقت من الشاطئ، وكان فرحه عظيمًا ويشعر بالأمل الكبير وتجددت الحياة في روحه لرؤية العذراء التي قام من أجلها بهذه الرحلة الطويلة.
وعندما رأى حبيبته، اقترب منها لكنهم لم يتمكنوا من لمس بعضهم البعض، لأن الأمواج العاتية بينهما كانت تبدو وكأنها ستغرق القوارب، لكنها لم تفعل ذلك أبدًا حيث انكمش الشاب والفتاة من الخوف، لأنهم رأوا في أعماق الماء عظام الذين ماتوا من قبل، وفي الأمواج كان الرجال والنساء يتصارعون، وقليلون هم من مروا بسلام فقط الأطفال لم يخافوا، ووصلوا إلى الجانب الآخر بأمان.
ومع ذلك، على الرغم من أن الزعيم الشاب والفتاة قد أصابهما الرعب في هذه المشاهد والأصوات المروعة، إلا أنهما لم يلحقهما أي أذى، لأن حياتهما كانت خالية من الشر، وكان سيد أرض النفوس قد امر بأنه أنه لا ينبغي أن يحدث لهما شر، وهكذا وصلوا إلى شاطئ الجزيرة السعيدة دون أن يصابوا بأذى، وتجولوا في الحقول المزهرة وعلى ضفاف الأنهار المتدفقة، ولم يعرفوا الجوع ولا العطش، ولا البرد ولا الحر.
أطعمهم الهواء ودفئتهم الشمس، ونسوا الموتى ، فلم يروا قبوراً، ولم تتحول أفكار الشاب إلى حروب ولا صيد الحيوانات، وبكل سرور كان هذان الشخصان يمشيان هكذا إلى الأبد، ولكن في هدير الريح سمع سيد أرض الأرواح يقول له: ارجع إلى حيث أتيت، لأني لدي عمل لأفعله، وشعبك بحاجة إليك، وسنين كثيرة تتسلط عليهم. عند أرض الأرواح ينتظرك خادمنا، فتأخذ جسدك الذي تركته وراءك، ويريك ما يجب عليك فعله.
استمع الشاب إليه، وتحلى بالصبر، حيث قال له: في الوقت المناسب ستنضم إليها من جديد، وستظل شابة وجميلة كما تركتها من أرض الثلج.


شارك المقالة: