قصة في الاتحاد قوة

اقرأ في هذا المقال


عندما يتحد الأشخاص ضد الشرّ فإنّهم يقومون بتكوين قوة لا يفوقها شيء، سنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من الأسماك الصغيرة التي كانت تتعرّض لهجوم سمكة القرش الكبيرة لها بشكل دائم، استمّرت على هذا الحال مدّة طويلة ولكنّها عندما قرّرت الاتحاد سويّةً استطاعت التخلّص منها إلى الأبد.

قصة في الاتحاد قوة

تحت أعماق البحر تسكن الأسماك الصغيرة مع بعضها البعض بسعادة، تمرح وتلعب وتأكل، ولكن تلك السعادة لم تكن كاملة؛ فهنالك ما كان يعكّر صفو تلك الأسماك وهي سمكة القرش الكبيرة الحجم، هذه السمكة التي كانت تهاجم الأسماك الصغيرة باستمرار، كانت بالنسبة لهم كالوحش الكبير لديها زعانف مدبّبة وحادة بالإضافة إلى حدّة أسنانها التي كانت كحدّة السكّين، تهاجم سمكة القرش تلك الأسماك فجأةً وتجعلهم يهربون من شدّة الخوف والفزع.

عندما تهاجم سمكة القرش الأسماك الصغيرة تهاجمهم بقوّة؛ ممّا تجعلهم يتركون مساكنهم من أجل الهرب منها، تشعر الأسماك بالحزن الشديد لمفارقة أوطانها؛ حيث كانت هذه السمكة تهاجم الأسماك الصغيرة بكل وحشية وتسبّب لهم الفزع، ممّا تجعلهم يهربون منها إلى أيّ مكان من دون تركيز، وعندما تهاجم سمكة القرش صغار الأسماك كانت تأكل منهم الكثير لصغر حجمهم بلقمة واحدة، والقليل منهم فقط من يستطيع أن يهرب وينجو بنفسه.

بعد كل مرّة تهاجم سمكة القرش تلك الأسماك الصغيرة تقف حائرة ماذا ستفعل، وتشعر أغلبها بالندم والحسرة إذ أنّها ترى صغارها تؤكل دون شفقة أو رحمة، وهي تقف لا تستطيع منع هذه السمكة الوحشية من ظلمها وطغيانها، وكانت أيضاً الأسماك تعيش في رعب شديد خوفاً من تعرّضها للانقراض؛ فهي مهدّدة لأن تنقرض بأي لحظة بسبب النقص الكبير في عددها كل يوم.

من شدّة الحيرة التي وقعت بها الأسماك بخصوص هذا الوحش الذي يريد القضاء عليهم، قرّرت أن تجتمع في مرّة من المرّات وتجتمع لتناقش هذا الأمر؛ علّها تجد الحل المناسب لإيقاف هذا الوحش عن ظلمه لها، اجتمعت الأسماك وقالت سمكة منهم: نحن الأسماك الصغيرة نحبّ بعضنا البعض، ولا نريد أن تأكلنا سمكة القرش، ولكنّنا في كلّ مرّة نقف حائرين ماذا سنفعل مع سمكة القرش تلك ولا نملك إلّا الفرار منها، وأنا أحزن أنّه ليس بإمكاني في تلك اللحظة أن أساعد أصدقائي وأنقذهم.

قالت سمكة أخرى: نحن يجب أن لا نجلس مكتوفي الأيدي، ونترك تلك السمكة المتوحّشة تأكل صغارنا وكبارنا دون فعل أي شيء، ويجب أيضاً أن لا نجعل الخوف يتملكّنا لهذه الدرجة، بل يجب علينا أن نفكّر في خطّة محكمة نستطيع من خلالها الاتحاد والتغلّب على وحشية تلك السمكة، فمهما كانت ضخامة حجها إلّا أنّنا نستطيع أن نواجهها إن اتحدنّا، ونحن سوف ندعو الله أن يكون معنا ويساعدنا للوصول إلى الحيلة المناسبة وينصرنا على تلك السمكة الظالمة.

اعترضت سمكة صغيرة وقالت: نحن مهما كان عدنا لن نستطيع الوقوف بوجه هذه السمكة، فزعانفها الحادة ستمزّق أجسادنا، قالت السمكة صاحبة الاقتراح: نحن سنفكّر في حيلة نستطيع من خلالها أن نهاجم تلك السمكة دون أن ترانا، قالت سمكة أخرى: أنا لدي الحل، نحن نستطيع أن نتنكّر لتلك السمكة ونقوم بدهن أجسامنا باللون الفضي، وكما تعرفون بأن هذا اللون يلفت الأنظار، وعندما ترانا سمكة القرش ستلتفت لنا وفي هذه اللحظة نهاجمها ونقوم بعض جسمها دون توقّف حتى تستسلم.

أكملت السمكة قائلة: ولكن يجب على إحدى  الأسماك أن تدهن نفسها باللون البرتقالي وهو لون المرجان كي تقترب السمكة منّا أكثر، وافقت الأسماك على تلك الحيلة؛ حيث شعرت أنّها حيلة ذكية وتستطيع من خلالها القضاء على سمكة القرش دون أن تتعرّض هي لأي أذى.

قامت الأسماك بدهن أجسامها باللون الفضّي، كما أن السمكة الصغيرة ذهبت إلى المرجان الموجود بقاع البحر ودهنت نفسها به، وعندما حضرت سمكة القرش بدأت الأسماك بمهاجمتها من كل مكان، شعرت وقتها سمكة القرش أنّها تتألّم من شدّة الجروح التي أصابت جسمها، وما كانت تملك إلّا أنّها قرّرت الفرار من هذا المكان الذي سبّب لها هذا الأذى وأن لا تعود له مرّةً ثانية إلى الأبد.

فرحت الأسماك إذ أنها استطاعت أن تنجح باتحادها سويّةً وتنتصر على تلك السمكة الموحشة، وعاشت بأوطانها بكل سعادة وأمان دون الشعور بالخوف من عودة هذه السمكة الضخمة إلى الأبد.


شارك المقالة: